الفصل 174 "ثلاثي السيوف"

138 22 27
                                    

أعلى السور محلّ قتال كل من ذو القرنين والسادي والفارس الأسود ضِد كل من الملاك الشيطاني و الخائنة والفتاة الزومبي.
لكن وصول كل من تون وريا من فرسان إمبراطورية الغيوم قَد غيّر الموضوع تماماً فيهبط تون أمام الفارس الأسود ولارا.
وقبل أن تهبط ريا تظهر أمامها أورينا لتركلها على بطنها ثم تقول: أنا هي عدوتك.
أما بالأسفل عند الغابة يسأل يوناي واتاري : أين هي أورينا؟
واتاري: لا أدري أبداً.
يوناي بانفعال: إنها فتاة مجنونة تحب تحدي النساء، لنذهب والنبحث عنها.
نسر، ابقى هنا قاتل وحدك مع عنقائك.
نسر بابتسامة: لا تهتم فقد أخرجت من سجن هذه الغابة مجموعة من الرجال الأشدّاء.
وهم يقاتلون جنود الإمبراطورية بضراوة.
يوناي بغباء: متى فعل هذا!
واتاري: لا أدري.
أما عِندَ السور فكان الجميع واقفاً بلا حراك.
ترى مالأمر.
فتقول لارا بنفسها: ما هدف ذو الجناحين؟
فيردّ تون عليها وكأنه سمعها: أنا هنا لأقف بجانب ملكتنا البيغاسوس.
لارا بانزعاج وابتسامة: تشه.
وبلحظة من الثانية يصيح البهموت بصوتٍ عال لدرجة أن الجميع قد أغلق أدنيه من قوة الصوت.
ثم رفع نفسه فجأةً وعاد بسرعة.
لكن بهذه الحركة قد قذف كل من تون والفارس الأسود ولارا نحو الأرض.
لكن علوه الشاهق كبير جداً جعل لارا تقول بابتسامة: إنني امرأة مشغولة، ليس لديّ الوقت الكافي للإنتظار حتّى أصبِحَ على الأرض.
ثم تقول: سحابة الكون.
لتسحب سيفها بشكل مائل من الجزء العلوي اليمني إلى الجزء السفلي اليسري فيبدو وكأنّها تشقّ الكون بالفعل وينقلب ليظهر خلفه انتشار سواد.
ثم يغلّف كل من تون والفارس الأسود.
لارا بكل خبث: أنا لا أقطع الأشياء الملموسة فقط، إنني قادرة على قطع أيّ شيئ.
وإذ بتون و الفارس الأسود يقطعان ذاك الغلاف الذي فعلته لارا.
ليقول الفارس اللامع: أيّ سيّافٍ رخيص قادر على فعل شيئ كهذا.
لارا: لقد أهنتَ سيّافاً ومبارِزاً وأنتَ تسقط إلى جحيمك.
لتكمل: القَطعُ الكامل.
ثم تلتفّ حول نفسها لتوجّه ضربةً من السيف سريعة مقوّسة كضربة ياتسومي تماماً إلا أن لونها أسود وسماوي اللون معاً لتضرب الفارس الأسود قاذفةً إياه بقوة.
أما تون فاستطاع الهروب منها بدفعه بجناحيه ثم هجم مباشرةً و يستل سيفه ليتشابك مع لارا بقوّة.
أمّا تانوي فقد كانت واقفة على جدار السور من الخارج، فقد كانت الزومبي تمسك أقدامها تثبّتها على الجدار بقوّة.
أما السادي فقد علّق سوطه بحافّة السور.
تانوي: أظنّ أنها هنا ساحة قتالنا.
السادي: إنه مكان جيد لأرمي بجثتك من هنا.
وإذ بتانوي تبدأ بالركض على الجدار، وكلّما حطّت بساقها على الجدار، خرجت زومبي من الجدار لتمسك بقدمها مانعةً إيّاها من السقوط حتّى وصلت عنده لتقفز  بشكل أفقي مبتعدةً عن السور موجّهةً ركلة نحو السادي ليتلقّاها
بالكامل فهو لم يتوقّع قدوم تانوي بهذا الشكل أبداً.
لكنّه يرفع بيده الثانية سوطه الآخر ليتعلّق به بسرعة متأرجحاً.
أما تانوي التي ابتعدت عن جدار السور فقد قفز إثنين من الزومبي نحوها ليقذفاها بقوة نحو جدار السور من جديد ويسقطان على جسد البهموت الخارجي ومن ثم نحو الأرض.
تانوي: سأسقطكَ قريباً.
وفي أعلى السور كانا كل من سيريانا و ذو القرنين قد استطاعا البقاء على سطح السور.
تشهق سيريانا براحة ثم تزفر وهي متجهزة لذو القرنين الذي تحوّل لوحش هائِج بحجم عملاق بشكل كالثور إلا أنّ جسده مغطّى بعظام فضية مدبب كبيرة لكنه مايزال يمشي على قائمتين اثنتين وتحولت قدماه لحوافر أمّا يداه فبقت على حالها لكن كساها شعر أسود.
حتىّ ضرب بحافره الأيمن على الأرض ثم يسحبه للخلف كالثور تماماً.
سيريانا وهي تفكّر بداخلها: يبدو أنّه لم يتحول جسده لنصف ثور فقط، بل عقله أيضاً، إن كان ما أقوله صحيحاً فستكون هزيمته أسهل بكثير.
وإذ به يركض موجّهاً قرنيه الكبيرين نحو سيريانا مباشرةً، لكنّها تقفز نحو الجهة اليمنى بغية تجنّبه وتقول بنفسها : مثلما قلت، لقد فقد ذكائه.
لكنّه يمسكها بيده العملاقة ثم يسقطها أرضاً وهو مايزال يركض للأمام دافعاً إيّاها على الأرض وإذ به 
يلتف حول نفسه ويقفز ليُسقِطها أرضاً.
ذو القرنين بابتسامةٍ حقيرة: ما بال قفزتكِ تلكِ وكأنكِ قد مللتِ من القتال؟
كان يسيل من فم سيريانا دماً وكانت متعبة بسبب إصابتها تلك وكانت مستلقية على جانبها الأيمن فترى بعيداً قوسها ذاك.
لكن كيف لها أن تنهض وتذهب إليه وذاك الثور فوقها ينظر لها!!
أما في السماء كانت لارا تصدّ ضربات تون بسهولة حتّى اقتربوا من الأرض.
فتمركز تون مبتعداً عن لارا فهو يعلم كل العلم أنّ أيّ غفلة للسياف ضد آخر يمكن أن تكلفه حياته.
أمّا الفارس الأسود فهو بعيد بسبب ضربة لارا له بالقطع الكامل خاصتها.
حتّى حطّ الثلاثة أقدامهم على سطح الأرض العشبيّة، لكنّها لم تبقى ولا ثانية عليها فقد قفز الثلاثة نحو بعضهم البعض.
فيتضاربان سيفا لارا والفارس الأسود، لكن تون قد اعترض القتال فقفزت لارا للخلف لتقول بابتسامة: ماذا هل ستتكاتفان ضد امرأة؟
تون: نحن بأرض معركة و لسنا بلعبةٍ حمقاء مثلكِ.
لكن مالم يلحظه تون وهو يتكلم أن لارا قد اختفت مِن مَكَانها وأصبحت أمامه مباشرةً ممسكةً بسيفها الذي كان داخل غمده ثانيةً حانيةً ساقيها لترفع السيف مخرجةً إيّاه من الغمد ضاربةً إيّاه بكل قوّة وهي تبتسم كوحش مرعب فيُرشَقُ الدم بالأنحاء أما قوة ضربتها فقد وصلت حدّ السماء.
لارا: لقد أخطأتَ بالإستهانةِ بي.
تون بتلك اللحظة لم يكن إلا مصدوماً من الذي حصل ويقول بنفسه وهو ينظر إليها: ماذا حصل؟
كانت مجرد ثانية، لا بَل أقل بكثير من ثانية.
سرعتها تتجاوز سرعة الضوء بمرّات؟
ثم يركّز نحوها ليقول بصدمة أكبر بداخله: وما بال هذه الهالة الضخمة الخارجة من جسدها.
لقد كان جسدها بالفعل يُطلِقُ ضغط طاقةٍ هائل بشكل لا يُصَدّق.
كل هذا قد حدث بجزء من الثانية.
لم يستطع تون اختبار طاقته الجديدة كما قال، لكن يبدو أنّ لارا قد حاولت أن تكون جدّيّة ولو لثانية.

BINGURحيث تعيش القصص. اكتشف الآن