الفصل 8 "الربيع والصيف II"

502 91 98
                                    

صوت ضحكات ياتسومي تملأ مدينة الربيع بأكملها وهو يصيح كالمجنون: فلتدمرينهم جميعاً هياا.
لسبب ما قررت إحدى تلك الأشجار العملاقة مساعدة ياتسومي، وهي الآن متحالفة معه ضد باقي الأشجار الأخريات. أما هو، فقد كان يجلس على أحد أغصانها ويضحك كالمعتوه.
-لا تتركي واحدة منهن ههه.
لكن بعد ثوان يلحظ أنهنّ كثيرات حقًا، فيقفز لأحد الأغصان العالية ثم يقفز عااالياً فوق حشد من الأشجار ويقول: طالما أنّكِ أنقذتني من الموت سأكون خير عونٍ لكِ.
يسحب ذراعه حتى تصل خلف ظهره، وبسرعة يضرب بها للأمام وهو يصيح : القطع الكامل.
ليخرج من السيف طاقةً شفافة متوهجة وتقطع بضعة أشجار بآن واحد. ويهبط ياتسومي على إحدى أغصان الشجرة الطيّبة.
ياتسومي وهو يلهث: لم أستعد قوتي بعد، ولكن كيف سأقضي على باقي الأشجار
لا أستطيع رمي مثل هذه الضربة مرة أخرى لقد خارت قواي حتى القطع الكامل لا أقدر على فعلها الآن على ما أظن.
وتهجم الشجرة التي أنقذته مرة أخرى لتقاتل باقي الشجر
ياتسومي بابتسامة تحدي: رائع، لديك عزيمة لا تهد. وأنا لدي عزيمة لاتهد أيضاً.
ثم يقفز مرةً أخرى بعد أن رأى حليفته الشجرة تقاوم بكل ما لديها.
إنه أحمق،حتى شجرة قرر تحديها

بدأ ياتسومي بضرب الأشجار بالسيف بطرق عادية .
فيضربها بالسيف لتقطع نصف الشجرة وتمسكها الشجرة التي أنقذت ياتسومي لتكسرها. الجميل بالأمر أن كسر الجذع الرئيسي عند الوجه مباشرًة يؤدي إلى قتل وحش الربيع مباشرةً، لكن حدث ما لم يكن متوقّع. يجتمعن مع بعض وويصبحن شجرة واحدة عملاقة بحق.
ياتسومي بابتسامة: حان وقتها سأحاول فعلها يقفز مرةً أخرى من الشجرة الحليفة محاولًا ضرب الجذع للشجرة العملاقة، لكن ما أصابها إلا خدش صغير. وإذ بالشجرة العملاقة تدهس ياتسومي بأحد أغصانها عاصرًة إيّها بين غصنها العملاق والأرض.
أما بمدينة فصل الصيف.
تنظر كارتا بكل غرور ثم تقول: سأنتهي منكم على الفور أيتها النيران الغبية.
فتقفز لأحد آبار المدينة وهي مبتسمة.
كارتا: قد جنيتم على أنفسكم لأنني من أتى إليكم.
هذه المياه كافية ليس لإطفائكم فقط.
بل لإغراقكم فيها قبل أن تنطفئوا حتى.
وتحمل الكثير من المياه لخارج البئر بعد أن تحوّل أيضًا للمياه. ثم تحوّل ماء البئر ذاك لكرات عملاقة وتقول:القنابل المائية.
فتقذف قنابلها المائية نحوهم لتنطفئ الوحوش النارية جميعها في آن واحد. لم يكن لوحوش النار أي فرصة أمام كارتا بعد عثورها على البئر. ورغم كثرتهم، إلا أن تحكم كارتا بالماء الكثير لا مثيل له.
كارتا بابتسامة انتصار: كان عليهم ألا يحاولوا قتال الفتاة المائية.
ثم تخرج كميات أخرى من الماء نيّة إطفاء كل النيران التي سببتها وحوش الصيف.
وفي نفس الوقت يخرجون أهل القرية وهم يصيحون ويهتفون من أماكن كانوا مختبئين بها.
تتساءل كارتا مع نفسها: أكان لديهم ملاجئ من أجل حالات كهذه؟
ثم تتنهد وتكمل: بالطبع سيكون لديهم، لن يعيش أي عاقل بمدينة يمكن أن تصبح خطرة بهذه الطريقة دون أن يكون لهم حلّ واق لها.
تتقدّم إمرأة نحو كارتا فتقول لها: هل يمكن ان تبيتي عندنا اليوم أيتها الفتاة، رغم أن منزلنا احترق نصفه. نظري إن الشمس على وشكل الغروب.
كارتا بابتسامةٍ: أنا آسفة ولكن أريد العودة لأصدقائي.
تقترب فتاة صغيرة لم تتجاوز عمر الخامسةنحو كارتا، وتعطها دمية نصف محروقة. تبتسم كارتا لها وتقول: أهذه لي؟
فتومئ الطفلة بالإيجاب.
وبعد أن تم دهس ياتسومي من قبل الشجرة العملاقة
فيقول ياتسومي بداخله: سأموت.
وتضغط الشجرة بقوة أكبر حتى فقد وعيه، فقد تمّ هرسه بقوة مرعبة.
لكن فجأةً، تُقطَع الشجرة العملاقة لقطع ناعمة جداً. حتى أصبحت غباراً منثورا.
أما ياتسومي كان واقفًا مكانه دون أي ملامح تذكر.
ويستدير متوجّهًا للخروج من المدينة، وإذ به يقع على الأرض. تحمله الشجرة التي أنقذته وتنتظره حتى يستيقظ.
أما بعد فترة من الزمن بمدينة الصيف كانت كارتا تخرج منها وهي تلوّح لأهل المدينة، ثم تذكر كلامًا كانت قد تحدثت به مع أهل المدينة

كارتا: والآن علي الذهاب.
إحدى نساء المدينة: لقد قلتِ أن لديك أصدقاء ينتظرونك، هل هذا صحيح؟؟
كارتا: نعم لقد ذهب كل واحد لمدينة من مدينة الفصول.
وهم يقاتلون الوحوش.
الإمرأة بصدمة: هل الشخص الذي ذهب لمدينة الشتاء قوي؟
كارتا: مدينة الشتاء إنها سيريانا.
لا أعرف قوتها جيداً.
ولكن لماذا؟
الإمرأة بذعر: عليكِ اللحاق بها.
إن الوحوش الخاصة بالمدينة الشتوية خارقة القوى.
أعتقد إذا إجتمعت جميع وحوش الفصول لا تستطيع. هزيمة واحد منها.
أما الآن، تحدق كارتا بالسماء وهي غارقة بتفكيرها،تُرى مالذي حصل معها.
وتخرج كارتا من المدينة بهدوء.
وفي نفس الوقت يستيقظ ياتسومي ليرى نفسه فوق الشجرة التي انقذته.
ثم يلاحظ تفتت تلك الشجرة العملاقة.
ياتسومي بصدمة: مالذي حصل بالشجرة العملاقة؟؟
هل أتى أحدهم وساعدني قبل أن أهرس؟
على كل حال يجب علي الذهاب.
ويقفز ياتسومي للأرض وهو يخرج.
وإذ بالشجرة العملاقة تحمله مرةً أخرى وتخرج به لخارج المدينة.
ياتسومي بفرح كبير: هل تريدين الذهاب معي؟
هياااا بناا
ثم يلحظ ذاك الرجل العجوز عند حدود المدينة منصدمًا لما حصل.
- أيها العجوز لقد عادت المدينة سليمة .
العجوز وقد بدأت الدموع تنهمر: شكراً لك أيها البطل، شكرًا لك.
ماهو اسمك؟
ياتسومي: إن اسمي ياتسومي
تاكاري ياتسومي.
العجوز : سأذكره مدى عمري.
وتخرج الشجرة وياتسومي فوقها.
أما عند كارتا وهي عائدة لتقاطع المدن.
وإذ بثلاث شباب يحاولون الاقتراب منها لأهداف لا أخلاقية
بنظر الأول إليها بابتسامة حقيرة: انطرا يارفيقاي، هنالك قطعة من السكّر هنا.
الثاني بذات الابتسامة: هل تخرجين معي؟
الثالث : يالك من رائعة
فيمسك أحدهم بيدها لتبدأ بالغضب.
وآخر يقبض يده على ذقنها ويقترب منها فتبدأ بالتحوّل لمياه، لكن قبل أن تتحوّل ترى حد سيفٍ على رقبة أحدهم. وصديقاه الآخران قد سقطى أرضاً.
الشاب بذعر: من تظن نفسك ياهذا
لقد كان ياتسومي من وصل آنذاك.
ياتسومي بغضب: إنها صديقتي وإن لمست شعرةً منها ستصبح رقائق من اللحم.
الشاب: إنها صديقتك ولكنها لي الآن.
وإذ بالشاب يستدير خلف كارتا ويحمل سكين ويضعه على رقبتها بحركة سريعة.
يكلم ياتسومي نفسه بانزعاج: لم ألحظ تحركه، إنه سريع.
كارتا: ياتسووومي.
ليقول ياتسومي بنفسه مرةً أخرى: لكنني أسرع.
يركض ياتسومي نحوه بسرعة كبيرة ويضرب بطن الشاب بمقبض السيف حتى لا يقتله.
يبدأ الشاب بفقدان وعيه منصدما ليقول: متى؟
ياتسومي: اتبعيني.
لكن كارتا كانت مستمتعة أن ياتسومي قد أنقذها من أولائك الشبّان، ثم تستوعب أنّه يتّجه لمكان آخر غير تقاطع المدن فتقول له: لكن الطريق من الجهة الأخرى.
لم يعطها أيّ اهتمام فتلحق به حتى وصللا للشجرة.
كارتا: لماذا تنظر لهذه الشجرة ماذا هنالك.
وإذ بياتسومي يحملها ويقفز بها لأعالي الأغصان.
فتصيح كارتا بذعر: مالذي تفعله.
فتقول بداخلها: اشعر أنني بحلم أنا وياتسومي وحدنا عند غروب الشمس.
وينزلها ياتسومي على أحد الأغصان.
يقتربان من بعضهما البعض.
هل تتوقعان أنه مشهد رومانسي؟
لا وألف لا.
فيصيح ياتسومي: جانتييييييييي.
كارتا باستغراب وقد زالت علامات الخجل من محياها:ماذا!
وإذ بالشجرة تتحرك نحو تقاطع المدن.
كارتا بصدمة: مالذي يحصل؟
ياتسومي: إن هذه الشجرة أحد وحوش فصل الربيع.
كارتا: لماذا أحضرتها معك، ألم يكن من المفترض لنا هزيمتهم؟
ياتسومي: إنها تريد الذهاب معي، لقد أنقذتني عندما كنت على وشك الموت.
اليس كذلك ياجانتي؟؟
جانتي: چچچچچچچچ
ياتسومي بابتسامة رضى: أرأيتِ؟
تنظر كارتا له نظرة غباء: كيف فهمت ماقالته؟
فيصلان لتقاطع المدن.
وإذ بهم يلتقون بكل من كورامي و سيريانا.

BINGURحيث تعيش القصص. اكتشف الآن