الفصل 146 "سيّاف"

138 21 0
                                    

تُفتَحُ بوّابةً كبيرة من قبل رجلين ويدخل أحدهم يرتدي عباءة رمادية يغطي بها سائر جسده.
ويقف أمام الكثير من السلالم والتي تنتهي عند عرش كبير جداً ولا يوجد إلا رجل جالس على ذاك العرش بشعر ولحية طولين أبيضين، رجل قد صار طاعناً بالسن.
فيقول الرجل: من هذا الذي قبل بمحاربة ألف جندي لمقابلة عجوز مثلي؟
فيزيل ذاك الشخص عبائته ليتّضح أنّها لارا.
فقد كانت ترتدي قميصاً سماوياً يصل لنصف فخذها ليس إللا وصندلاً بقدميها.
أما ساقيها فكانتا تعجّان بالجروح بشتّى الأماكن.
لتقول: أعظم سيّاف بالعالم أليس كذلك؟
الرجل: عالجوها.
فيصيح الجنود بمعنى حاضر.
لارا: لا أحتاج لدواء.
لقد كانوا تدريباً بسيطاً لي.
يا تشيجوو.
وكما اتضح أن من كان أقوى سياف بالعالم اسمه تشيجوو.
فيقول: ومن تكونين؟
لارا: أظنني سيّافة مبتدئة، أريد اكتساب الخبرة منك.
تشيجوو: مبتدئة هزمت ألف جندي!
إنكِ مضحكة.
كانت ساحة بالخارج ملطخة بالدماء والكثير من الرجال ملقيين أرضاً ويساعدوهم الأطباء وسيوف لارا الأربعة إثنان منها ملقيان وإثنان آخران مغروسان.
وهذا يعني أنه لم يبقى معها إلا واحداً لأن الأخير قد رمته بجانب مينجا ولم تأخذه.
أما بالداخل كان يقول تشيجوو: لم تعرِّفي عن نفسك.
لاارا: اسمي لارا.
عضوة بمنظمة البينغر.
تشيجوو: همم، البينغر.
حسناً إذاً، أود أن أحكي لكِ قصةً قبل كل شيئ.
فتنظر له لارا بآذان صاغية.
تشيجوو: قبل الكثير من السنوات
كان العالم تسوده الحروب.
في كل مكان.
كان المرء لا يعلم إن كانت نهايته اليوم أو غداً.
إلا كاستوريا التي رعاها زاجا وحماها من أي مكروه.
أتعلمين ماسبب كل تلك الحروب؟
سبب هذه الحروب كانت بسبب رجلٍ واحد فقط.
الرجل زيدو.
الأسطورة الجبارة.
لا بد أنكِ سمعتِ عنه.
كان إن رفع يده يمحي سلسلة إمبراطوريات عن الوجود.
لقد كنتُ صديقه.
شبكة العلاقات لا نهاية لها.
بعد أن رفضت آراءه المحكمة العالمية وتحالف الناكوزي والأسطوريين الخمسة.
والقارات الأربعة الأخرى قرر أن يقاتل الكون بأسره.
لارا: كيف لشخص واحد أن يقاتل كل من في هذا العالم؟
تشيجوو: حتى أنا لا أعلم.
كنتُ بجانبه دوماً، لكنني لا أعلم حقاً.
بتلك الأيام كنتُ أواجه مينجا.
فتعقد لارا حاجبيها لسماعها اسمه.
تشيجوو: أظنكِ قابلتيه من قبل من ملامح وجهكِ.
لارا: هذا صحيح.
تشيجوو: لم أقاتل أحداً مثله بعمري.
حتى الآن.
قبل الكثير من السنوات.
يقف مينجا الشاب أمام أقوى سياف بالعالم، تشيجوو.
يمسك كل منهما سيفه.
كان سيف مينجا أسود بالكامل له زخرفةٌ خاصة على نصله.
أما تشيجوو فكان سيفه أبيضاً وبنهاية قبضته يوجد شريط أبيض.
مينجا: هنا سيكون قبرك.
تشيجوو: أعجبني تفاخرك وكبريائك.
ويركضان نحو بعضهما البعض.
الآن.
تشيجوو: كان قتالنا أقرب ما يقال عنه، أقوى قتال سيافين على وجه الأرض.
والآن تريدين عمل كارثة أخرى، صحيح؟
لارا بابتسامة ثقة: بالضبط.
فيبتسم تشيجو ويقول: إذاً فالتنتقمي لي.
فتتغير ملامح وجهه للمستغربة ويكمل: إلى الآن لم أشعر بطاقتك.
لارا: لا طاقة داخلية، ولا طاقة غريبة.
أنا سيافة رشيقة فقط.
فيفتح فمه مصدوماً.
ثم يغلقه بصعوبة ويقول: هل قاتلتي ألف رجل بمجرد جسد رشيق؟
لارا: لا، أنا أؤمن بسيوفي.
فيخطر بذاكرة تيشجوو لحظة وقوف مينجا أمامه وهو يقول: إن لم تكن تؤمن بسيفك، فهذا يعني أنَّكَ لستَ سيّافاً.
الآن.
يبتسم تشيجوو ويقول: لقد قبلت.
فتبتسم لارا بفرح، وتسقط أرضاً.
وإذ يخرج من فم تشيجوو" هاه"
أيها الأطباء، بسررعة.
وبعد وقت ليس بكثير تفتح لارا عيناها بسرير ما وغرفة ما وقد تم لفها بالشرائط الطبية مرة أخرى، وما تزال ترتدي ذاك القميص.
فتنهض بصعوبة وتتجه لخارج تلك الغرفة.
كانت الشمس تشرق.
فتفتح باب الغرفة وترى أمامها جندي فيقول: آنسة لارا، ارتاحي اليوم.
لارا: لا يجب علي أن أنتظر.
أعطني سيفك.
الجندي: ماذا؟
وبعد مدة قليلة أيضاً كانت لارا تمسك بذاك السيف بحديقة قصر وتضرب الهواء بقوّة.
فيخرج تشيجوو من القصر خلفها، ويقول: السيافة الأميرة إنها حيوية.
فتنظر له لارا.
تشيجوو: مالذي تفعله سيافة بلا سيفها؟
لارا: السيف الذي لا يعجبني أرميه فقط.
تشيجوو: متكبرة، ومتمردة على السيوف أيضاً.
ماذا عن ثقتك بسيوفك البارحة؟
ضعي هذا السيف، سنذهب لأخذ سيف يستحق لقياك كل يوم.
لارا: أتتغزل بي؟
فيبدأ بالضحك وهما يمشيان لخارج القصر.
تشيجوو: بالمناسبة!
كيف عرفتي أنني هنا؟
بمملكة صغيرة كهذه؟
لارا: لدي أساليبي الخاصة.
تشيجوو: أتعلمين لماذا أنا أعيش هنا؟
لأن هذه المملكة تحمل سرّاً مهماً.
لارا: سر؟
تشيجوو: هنالك أسطورة منذ الأزل، لسيف مغروس، فتقاطعه لارا قائلةً: سيفاً مغروس بصخرة عملاقة كأسطورة قديمة؟
فينظر لها تشيجوو بغباء: لا.
فتبتسم لارا بخفة ابتسامة مصطنعة.
تشيجوو: سيفاً مغروساً بالغيوم.
لارا بصدمة: ماذا؟
تشيجوو: إنّها الحقيقة.
لقد اقتربنا.
فيدخلان لكهف عاتم جداً.
ويكملان حتى صار ضوء الجهة الأخرى واضحاً.
لارا: إلى أين نحن ذاهبان؟
تشيجوو: للعالم العلوي
لارا: العالم العلوي؟
تشيجوو: أعتقد أنكِ لم تدخلي لهذا العالم من قبل.
كما أن العالم السفلي موجود، إلا أن العالم السفلي أعداء لنا.
لارا: أشعر أنني بقصة خرافية.

BINGURحيث تعيش القصص. اكتشف الآن