الفصل 121 "شيزوما"

189 25 35
                                    

قرية تجاجا، مسقط رأس ياتسومي وسيريانا.
القرية التي عاشَ بها ياتسومي سبعة عشر سنةً من حياته تقريباً.
ماتزال مفعمةً بالحيوية رغم مصائب الإمبراطورية.
يَقِفُ شابّاً بربيعه الثاني والعشرين أمام بائع بقالة، لديه شعراً أسودَا حالك يصل لحلمة أذنه وعينان زرقاوان ذو بشرةٍ بيضاء ناصعة وسيم جداً; يمسك بكيس صغير به القليل من البطاطا، ويعطي البائع النقود ومن ثُمّ يمشي بحال سبيله.
حَتّى اقترب منه شابّا ضخماً ذو عضلات مفتولة وبشرة سمراء قاتمة، فيدفع الشاب الأبيض قليلاً ويقول له بصوته الغليظ: كيف حالكَ يا شيزوما.
لكن لا رَد من المدعو شيزوما.
الضخم: أسَمِعت؟
إنّ ياتسومي قد هَزَمَ إمبراطور جزيرة ماغي.
قيل أن ذاك الإمبراطور قوته تساوي قوَّة أحد الأسطوريين الخمسة.
فيُجذَب شيزوما لحديث الضخم، ويقول : ياتسومي مرّةً أخرى؟
وما أدراكَ بهذه الأخبار يا كاجورا.
كاجورا بابتسامة سخرية: أعرف الطريقة لأجذب انتباهك.
هيا بنا للسهول.
#السهول: سهول خضراء لا يوجد بها إلا العشب في كل مكان، وشجرة عملاقة كبيرة.
يقتربان كل من شيزوما وكاجورا لأسفل الشجرة ويجلسان.
كاجورا: أمايزال يريد قتل الإمبراطور كاڤاغي؟
شيزوما: لن أسمح له.
كاجورا: لا تنسى أنّه صديق طفولتك يا شيزوما.
شيزوما: يستحيل عليّ أن أنسى.
كاجورا بخوف قليل: خبرٌ آخر.
شيزوما: ماذا أيضاً!؟
كاجورا: أنتَ تُحِبُّ سيريانا أليس كذلك؟
فيحمرّ شيزوما خجلاً وينفعل ليقول: ماذا دهاك يا كاجورا، أنا لا أُحِبّ أحداً.
فيبدأ كاجورا بالضحك بهستيرية.
فيقول شيزوما بخجل: وما المشكلة إن أحبّ شخص فتاة أكبر منه؟
فتعود ملامح كاجورا للجادة ويقول: موضوعي ليس عن الحب يا شيزوما.
فينظر شيزوما له، ويكمل كاجورا كلامه: إنّ سيريانا قَد تزوَّجَت.
ولديها الآن طفلة صغيرة تدعى يوني.
فينظر شيزوما لمدّ نظره، مكان التقاء السماء الزرقاء بالأرض الخضراء بصدمة كبيرة، وتَدمع عيناه بحرقة.
كاجورا: مابالك أيها الأحمق، كنت تقول لي دوماً أن القدر يفعل ما يشاء.
شيزوما: هذا صحيح.....لكنني كُنتُ أؤمن بكلام ياتسومي أكثر من كلامي.
"قبل أكثر من ستة عشر عام تقريباً"
كان ياتسومي يمسك بمقبض الباب بصعوبة لأنه عالٍ بالنسبة لطفل وهو يقول: أمي أنا ذاهب.
فتركض سيريانا نحوه وهي تقول: انتظر أنا أعِدّ الفُطور.
لكنه يغلق الباب ويركض خارجاً.
حتى وصل للشجرةِ عِندَ السهول.
فيصل بجانبه شيزوما وهو  متعب، ليقول: لا تركض هكذا يا ياتسومي،يمكن أن تصاب بأذى.
ياتسومي بابتسامته المشرقة: إن كان قدري أن أسقط، فسأغيره. أنا أصنعه.
فيبتسم شيزوما وكأن ياتسومي بطله.
ياتسومي: إلى أين سنذهب اليوم؟
شيزوما: لقد رأيت رجلاً يضربُ امرأةً عند حدود الإمبراطوريّة.
ياتسومي بصياح: حان وقت الإنقااذ.
ويبدأان بالركض كالمجانين.
أما عند حدود الإمبراطوريّة كان رجلاً يملك من العمر أربعين سنةً تقريباً يمسك بيد امرأةٍ بصباها ويسحبها على الأرض، كانت تملك الكثير من الندوب على جسدها وكأنها كانت تتعذب طوال حياتها، ليس لها حولاً ولا قُوّة.
فيقفان كل من ياتسومي وشيزوما أمام الرجل معلنين قطع الطريق عليه.
الرجل: ابتعدا أيها الصغيرين.
فيخاف شيزوما ويختبئ خلف ياتسومي.
أما ياتسومي يقترب ويقول: لماذا تفعل كل هذا بهذه الإمرأة؟
فيترك الرجل الإمرأة ويقترب من ياتسومي ليمسكه من وجهه ويحمله.
ياتسومي: شيزوما، الآن.
فيركض شيزوما نحو الإمرأة ويساعدها على الهرب.
الرجل: أتظُنّ أنك ستفلت بفعلتك؟
فيرفع ياتسومي ويسقطه بقوّة على الأرض، حتى بصق ياتسومي دماً، فيقول الرجل: إنّ قدرك هو الموت بمكان كهذا يا صغيري.
ويلتف الرجل تاركاً ياتسومي بلا حراك ذاهباً يبحث عن الإمرأة، فيراهما مختبئين خلف عربةٍ، يبتسم الرجل ويقول: لقد رأيتكِ يا عبدتي.
ويقترب منهما حتى وصل لهما ،لكن بلحظة من الثانية، يطير ياتسومي من أعلى العربة ممسكاً بوجه الرجل ويعض أذنه وهو يقول: لااا شأن لكَ بقدري،أنا من أرسمه فقط.
فيمسك الرجل ياتسومي ويرميه على الحائط ليسقط أرضاً.
فيقترب الرجل من ياتسومي ويرفع قدمه وهو يقول، حانت نهايتك أيها الشقي.
وإذ بجندي امبراطوري يضع رمحه على رقبة الرجل ويقول: هيا معنا إلى القضاء يا جرو.
فيفزع الرجل وهو يقول: أنا لم أفعل شيئاً إطلاقاً.
الجندي: لا أحتاج لتبرير، خذوه.
فيأتي جنديين آخرين، ويُمسِكاه ويسحباه بعيداً.
الجندي: مرةً أخرى تأتي قبلنا وتورّط نفسك بالمشاكل يا ياتسومي هذا طيش وليس شيء جيد.
ياتسومي، وهو يتكلم بصعوبة: أنتم حمقى بطيئون وخاصةً أنت أيها العم باركر.
فيبدأ الجندي باركر بالضحك ويقول: ستصبح بطلاً عظيماً يوماً ما.
هذا إن لم تمت سريعاً.
ويبدأ بالضحك بقوة.
ياتسومي: لن أموت بهذه السهولة.
باركر: ذاك الأحمق جرو، إنه من خارج الإمبراطورية، حاول رئيس بلدية تجاجا جاهزاً إصلاحه، لكن لا أمل.
ويمرّ الوقت، عِندَ المساء يدخل شيزوما لغرفةٍ صغيرة والتي كان بها ياتسومي مستلقياً وملفوفاً بالضماد الأبيض ويده مكسورة، ومايزال يبتسم.
شيزوما بقلق: ظننت أنك قد مت.
كفا هذا، إنّ حظك عاثر، والقدر يلاحقك حتى يأخذ روحك.
إن القدر يفعل ما يشاء.
فتكبر ابتسامة ياتسومي ويقول: يأخذ روحي؟
سأواجه قدري حتى آخر رمق لي قبل أن يأخذ روحي.
لن أعطه إياها على طبق من ذهب. لدينا خيار ما نريده.
نحن مخيرون ولسنا مسيرون
هذه هي إرادتي.
فيرفع يده وهو بكامل حيويته، فيصيح متألماً بشدة وهو يقول: أنا آسف ايها القدر، لقد آلمتني لأنني تكلمت عليك أليس كذلك؟
فيبدأ شيزوما بالضحك.
"الآن"
يمسح شيزوما دموعه ويقول: إذا كنتُ أريد أن أفعل شيئاً، فسأفعله.
كاجورا: لكنّها تزوجت وانتهى الأمر.
شيزوما: أنا لا أتحدّث عن سيريانا أيها الأحمق.
لكنني سأبقى أحبها مدى حياتي
كلامي عن المستقبل الواعد.
ياياتسومي.
عند جانتي.
بعد غروب الشمس كان الجميع نائماً إلا كورامي الذي يجلس على الأرضية العليى وهو يقول: أريد الزواج.

BINGURحيث تعيش القصص. اكتشف الآن