كانت لا تزال ممسكة الرسالة وهي بالطائرة، قراتها عشرة مرات و بللتها بدموعها.كتب لها سطرين فقط:
انا آسف حبيبتي،ما كان يجب ان انجرف وراء عاطفتي،لانني مضطر للسفر اليوم صباحا،و لا ادري متى سيطول هذا الفراق.انتبهي جدا لنفسك و لا تنسي ان تلتزمي بالبنود الثلاثة.
احبك
كانت قد اتصلت بيوكهان وهي تشهق و تعلمه ما جرى معها،فارسل لها السائق ليقلها للمطار لتستقل طائرته و ترجع الى أنقرة.
كان ياغيز جالسا بشاليه يوكهان الذي يطل على الساحل وهو يوبخه:لما ارسلتها؟لما فعلت.؟
يوكهان:لقد اردت ان تكون سعيدة بيوم تخرجها،كانت هديتي اليها.
ياغيز بغضب:لقد غامرت بحياتها، لو علم احد من العائلة لكانت الأمور صارت أسوء.
يوكهان:متى ستهرب منها؟لما لا تواجههم؟انت تحبها.
ياغيز:الحب محرم على أمثالنا، و عاءلتنا صعبة المراس،لا اريد مواجهتم الآن. ليس بعد ان تشتغل و تعتمد على نفسها وتصبح قوية.
يوكهان:انت تبالغ اخي
ياغيز:أبالغ؟الم ترى كيف كانت نهاية عشقك مع حياة؟اين هي البنت التي عشقتها؟اجبني؟الم يزوجوها بعجوز ليبعدوك عنها؟انا لا اريد ان تكون نهاية هازان كنهاية حياة،بل ربما ستكون أسوء، سنان متهور،انت لم تعلم كيفىكان شعوري لما خطفها بذالك الوقت و كيف انقذتها من الاغتصاب و القتل.لا اريد ان اغامر.ليس الآن. افضل ان اعيش بعيدا عنها،على ان اكون قريبا و أضرها.
يوكهان:لكن هذه المرة ستكرهك عن جد ياغيز.
ياغيز بحزن:اعلم ذالك،و يقتلني ذالك الشعور،لكنه افضل من فقدانها كليا.
وقف يوكهان وقال بمكر:على الاقل،لقد ازلتما اشتياق ثلاث سنين من البعد بينكما.
تنهد ياغيز واغمض عينيه:أجل لكنني لم أشبع منها اخي،هي تجري بدمي و بنفسي،أشتاق اليها بكل لحظة،حتى ورغم انغماسي بالعمل المضني،لكن تفكيري دائما يتحيز نحوها.لا استطيع طردها من عقلي و لا قلبي.
ضحك يوكهان وقال بحزن:لا تخبرني بما اعرفه جيدا،العشق الأبدي هو سم يغرس بالقلب ليقتله ببطء،لكنه لا يموته بل يؤلمه فقط.حسنا سارجع الى انقره،فهازان ستكون بانتظاري لمواساتها.
ياغيز:اعتن بها جيدا ،و لتحرس على ان تقوم بتمارينها التطبيقية للمحاماة بمكتب السيد رفعت لتستفيد من اقدميته و تجاربه.أريدها ان تصبح مشهورة.
يوكهان:سافعل،انها امانتك.
تعانقا ثم قال له ياغيز:اعتن بها ولا تدعها تبكي كثيرا.
يوكها :حسنا،الى اللقاء اخي
دخل الى القصر ووجد هازان تنتظره بالحديقة ،ما إن راته حتى ارتمت بحضنه وهي تبكي و تقول:لقد تركني مرة أخرى، لن أسامحه هذه المرة ابدا
