11🥀

950 28 0
                                    


توجه ياغيز الى السجن وامر باحضار هازان لكنه فوجىء بانها بالمستشفى،لانها اصيبت بنوبة ذعر لانها تخاف الظلمة و بعد حبسها لثلاثة ايام وجوها فاقدة للوعي من شدة الخوف،و هي لا زالت بالمستشفى لان حالتها صعبة جدا.فطر قلبه و انبه ضميره لأنه نسيها بسبب اشغاله فقرر التنازل عن القضية فسحب الشكوى التي كانت ضدها وسال عن عنوان بيتها،فاعطوه اياه لكنهم نصحوه بعدم الذهاب الى هناك لانها تسكن بحي خطير.شكرهم وتوجه الى المستشفى،سأل الطبيب عن حالتها واخبره بانها تعرضت لتوبة ذعر و خوف و هي لن تستطيع تجاوز الأمر بسرعة،و انه يجب ان تتعالج عند دكتور نفساني و الأهم من كل هذا عدم بقائها بالظلام لوحدها لان لريها فوبيا من الظلام.شكره ياغيز وأمره بالسماح له باخذها،لكن الطبيب اخبره ان ذالك غير ممكن لانها لاتزال قاصرا ويتوجب حضور والديها مما اضطر ياغيز الى الذهاب الى بيتها بعدما اخذ مسدسه معه.
كان ياغيز كلما مر بتلك الازقة الضيقة ،كان يرى كثرة البؤس التي تتجلى بالقمامة المرمية بكل مكان و الأطفال الشبه عراة و المتسخي الوجوه ،و النساء اللواتي يبدو عليهن الكبر و الفقر و التجتعيد التي ملات وجوههن،كان يتالم لتلك المناظر حقا فهناك فرق شاسع بين حياة اصحاب القصور و حياة اصحاب الاكواخ و الصفيح.
تجلى له البيت اخيرا،كان يتكون من طابق واحد.جدرانه متآكلة،تكاد تسقط فوقهم،هاله الأمر، تقدم وقرع جرس الباب ليفتح له طفل اشقر وسيم جدا،انتفض قلب ياغيز لما رآه و احس انه يشبهه لاحد ما،كان الطفل مختلفا عن باقي الأطفال الذين لمحهم بالحي،فرغم بساطة ملابسه الا ان وسامته جعلته مختلفا.نزل ياغيز الى مستواه
و قال له:مرحبا ايها الوسيم،ما هو اسمك؟
جان:اسمي جان.
قبله ياغيز من وحنتيه وقال له:انه اسم راق و جميل يليق بامير مثلك.
جان:هل لديك شوكولا بوينر كندو؟
دهش ياغيز لسماعه،فمن اين لطفل يعيش بهذا الحي ان يعرف هذا النوع من الشوكولا الفاخرة،ضحك في سره وهو يتذكر طفولته مع يوكهان حيث كانا يعشقان تلك الشكولاتة و يتشاجرون عليها.
قطع تفكير صوت انثوي:معذرة ايها السيد من تريد؟
رفع ياغيز راسه ليتواجه مع امراة جميلة جدا،كانت تشبه هازان كثيرة ففهم بانها اختها عللى الفور،تنحنح و قال:هل الطفل لك؟
اجابته بتوتر:اجل هو ابني،هل تواقح معك؟
ابتسم وهو ينظر الى جان وقال:هذا الامير لم يتواقح معي أبدا.
زاد توترها عندما نعته بالامير و طوقت ابنها بذراعيها وقالت بخوف:ماذا تريد؟
ياغيز:هل والديك هنا؟
اجابته:اجل هما بالداخل،تفضل.
دخل ياغيز الى الداخل حيث كان اكثر بؤسا من الخارج.جلس على احد الكراسي وهو يحاول تفادي السقوط و نظر الى ذالك الرجل المقعد بشفقة و الى المراة البائسة التي بجانبه،ففهم انهما والدا هازان من دون شك.تنحنح وقال:انا من خطفوه ابنيكما
صعقت فضيلة و قالت وهي تبكي:ارجوك ياسيدي انهما طيبين و طاءشين،لا اعلم من الذي ورطهما ليختطفاك،ارجوك سامحهما.
حياة:اسمع ايها السيد،انا لا اطلب منك مسامحتهما و لكن اختي هازان عليك اخراجها من السجن لانها تخاف الظلمة و الاماكن الضيقة و هي الآن بالمستشفى مرمية بحالة مزرية.
فضيلة:ارجوك يا سيدي اشفق عليها هي لا ذنب لها.
اجابهم ياغيز بهدوء:لقد سحبت الشكوى ضدها لا تخافى لكنني لن اسحبها ضد اخويها،فمن يتجرأ على خطفي يجب ان يعاقب.
حياة : حسنا سنذهب لاخراجها من المستشفى اليوم.
ياغيز:و هءا هو بيت القصيد،اريد منكم اخراجها لآخذها الى قصري لتعيش معي.
صعق الجميع وقالو:ماذا؟
تفهم ياغيز موقفهم وقال:لا تسيؤو فهمي،نبتي سليمة،ساساعدها على انهاء دراستها و تعليمها اصول الادب و الاخلاق،ستعيش كالاميرة .اعلم انكم مستغربين لكنني اريد ان اساعدها ليكون لها مستقبلا زاهرا.
حياة:لماذا تفعل ذالك؟
ياغيز :لانها انقذت حياتي و انا مدين لها بذالك.
فضيلة:لكنها تساعدنا بالمعيشة ،فابوها مقعد و اخواها هاربين من العدالة و سيقبض عليهما لا محالة.
ياغيز:لا تقلقا بهذا الشأن ساخصص لكما راتب شهري لكن بالمقابل اريد ان تمضيا على وثيقة تنازل لي على هازان.
بقي كل واحد ينظر للآخر ثم قالت له حياة:نحن لا نفهم ماذا تريد من هازان؟
ياغيز بصوت صارم؛اريد أن اكون وصيا على هازان،ساتبناها و اتكفل بكل مصاريفها الدراسية و الحياتية حتى تتخرج و تعمل و تصبح مسؤولة عن نفسها،و لهذا يجب ان تتنازلون عنها لي ليكون لي جميع الصلاحيات بخصوصها.
نظرو لبعضهم بدهشة ثم قالت حياة:حقا لا نفهم لما تفعل هذه الحسنة معها؟
ياغيز:لقد قلت لك السبب الرئيسي و باقي الأسباب ساحتفظ لوحدي ،طبعا لا يريد ان يخبرهم عن الرهان،
حياة :و من يدري انك لن تتواقح معها و تستغلها
فهم ياغيز ما تقصده وقال:انا اكبر هازان بخمسة عشرة سنة و هي بالنسبة لي كابنتي او اختي الصغيرة ،علاوة على ذالك انا مرتبط.
نهض من مكانه و قال:اذا كنتم موافقون على اقتراحي فسارسل لكم المحامي من اجل امضاء الأوراق، كما انه عليكم اقناع هازان بذالك،امامكم يوم الغد فقط كمهلة للتفكير ،ثم خرج .

رواية الخادمة والارستقراطي (للكاتبة حنون ) Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt