جمع رزقه لغيره

122 18 2
                                    


طبعا هذه القصة سمعتها قبل يومين وهي من حكايات اهلنا وهي قصة فيها عبرة

وهذه رواية قد تكون حقيقية

كان رجلا يرتاد المقهى كل يوم ليقضي بعض الوقت وكانت امام المقهى عربة لبائع يبيع البطيخ الطازج وكان هذا الرجل يشتري كل يوم أناء من البطيخ ليستمتع بطعمه اللذيذ وبرودته في ذلك الفصل الحار
ذات يوم رأى رجلا كبيرا في السن جالسا امام المقهى وكان يبدو كأنه متسول مسكين فعطف عليه الرجل واعطاه اناء البطيخ الذي اشتراه للتو
فأخذ الرجل العجوز الأناء وأكل منه ثم اعاده للبائع 
وفي اليوم التالي وبينما كان الرجل جالساً في المقهى رأى الرجل العجوز جاء وجلس امام المقهى وماهي الا دقائق نهض العجوز ونادى الرجل الذي عطف عليه بأناء البطيخ
فنهض الآخر للرجل العجوز
قال العجوز: يبدو انك حسبتني متسولا فعطفت علي كلا انا لست متسولا ولكني احببت ان اشكرك على صنيعك وموقفك معي واريدك ان تقبل دعوتي للعشاء غدا في منزلي
الرجل الآخر قال بتعجب: انا اسف حسبتك مسكيناً وسأقبل دعوتك غدا مساءً
شكره العجوز وذهب
في اليوم التالي وعند المساء ذهب الرجل حسب وصف العجوز له لمنزله واذا به بيت قديم جدا ويبدو كخرابة وعندما طرق الباب جاء الرجل العجوز لفتحه فأذا به باب هرئ وفيه عتلة بسيطه تغلقه يمكن لأي شخص فتحها
دخل لغرفة الضيوف التي كانت بسيطة جدا وجلس هو والرجل العجوز يتحدثان فعرف من خلال الحديث ان الرجل ليس لديه زوجة ولا ابناء ويعيش وحده

وضِعت سفرة الطعام  وكان الطعام بسيطاً  ولما انتهيا من الطعام قال الرجل العجوز له: انهض يا صديقي اريد ان اريك اني لست فقيرا فأدخله المنزل
اول غرفه فتحها وقال له انظر كلها ممتلئة بالسجاد الكاشاني الفاخر الثمين
ثم فتح له الغرفة الثانية فقال له: وهذه الصناديق مملوءة بالمال
وفتح الغرفة الثالثة ايضا كانت مملوءة بأشياء ثمينة جدا والغرفة الرابعة ايضا
التفت الرجل الى صاحبه العجوز وقال في دهشة: اذن لماذا لا تتمتع بهن مادمت حيا. .
قال العجوز: لقد جمعت كل هذه الثروة ولا احد يعلم بها سواك

منذ ذلك اليوم اصبحت بينهما صحبة
وكان الرجل العجوز لا يزال يرتاد المقهى كل يوم مرت الايام والحال كما هو
وبعد ثلاثة اشهر كان صاحبنا جالسا كعادته ينتظر الرجل العجوز لكنه لم يأتي في اليوم التالي لم يأتي واليوم الثالث كذلك فكر انه لربما حدث له شيء فنهض ليذهب لصاحبه وعندما وصل منزله طرق الباب لكن لم يفتحه احد وبما ان الباب يفتح بسهولة فتحه ودخل فوجد الرجل العجوز ميتاً فصعق وتأثر ولكنه فكر في ان يستفاد من الثروة التي يملكها بما انه وحيد فصاح بصوت عالي: ياعمي ياعمي لقد مات عمي
دخل الناس من جيرانه ورأوا الرجل ميتا والاخر يبكي فقالوا له ماذا يكون لك
قال: انه عمي
سألوه لكننا نعرف انه رجل وحيد
قال: وكيف ذلك الم تروني قبل مدة جئت لزيارته عدة مرات
بعض الناس قالوا: نعم لقد رأيناك

المهم ان صاحبنا جهز العجوز ودفنه وصنع له مأتم وعزاء (فاتحة)
وكل ذلك من امواله
وبعد انتهاء ايام العزاء حمل كل ما موجود في منزل الرجل العجوز من كنوز الى منزله ليصبح غنيا ويتمتع بهذا الرزق الوفير

الرجل العجوز عاش عيشة الفقراء لكنه كان غنيا وجمع ماله ليكون رزق لغيره ويتمتعون به لا هو تصدق به ولا اشترى منزلا جميلا او تزوج وانجب ابناء حرم نفسه من المتعه ولذة الحياة بماله الذي جمعه لسنوات ليحظى به غيره
ببساطة هنيئاً مريئاً للرجل صاحب أناء البطيخ

حكايات اهلناWhere stories live. Discover now