حكايات اهلنا

قلب الأم

هذه القصة من القصص التي لا تخلو من العبرة ربما تكون قاسية ولكنها خيالية ولأنها توضح كم الأم بحر من الحب لا ينفذ حتى لو قسى عليها ابنائها ستظل تحبهم

كانت امرأة عجوز تعيش مع ابنها الوحيد وزوجته لكن زوجة ابنها تتضايق منها كثيرا ولا تريد ان تعتني بها لأنها امرأة كبيرة في السن
 ولكنها لا تجعل زوجها يحس بأنها متضايقة منها
اما الولد فلقد كان يحب امه وزوجته كثيرا وكان كل ظنه ان زوجته تحب امه
في أحد الأيام جاء الزوج الى المنزل فوجد زوجته مريضة وتتوجع(مرض مفتعل)  فسألها :مابك. قالت: انا مريضة جدا اعتقد اني سأمووت
قال لها :سآخذك الى الطبيب ليشخص مرضك ويعطيكِ العلاج
ولما ذهبا الى الطبيب قال: ان مرض زوجتك خطير وعلاجها صعب جدا(بأتفاق الزوجة مع الطبيب بأعطائه بعض المال)
قال: وما هو
الطبيب: ستخبرك زوجتك
وعند العودة سألها ماهو علاجك
قالت: ستتضايق أن قلت لك ولكن لا بأس دعني امووت
سألها مرة اخرى: قولي لعلي استطيع جلبه لك
بتردد قالت: قلب أمرأة عجوز هذا هو علاجي
اندهش وقال: ماهذا العلاج ومن أين آتي لك به
قالت: أمك أمرأة عجوز وايامها قليلة في هذه الدنيا ولكن لا بأس دعني أموت بدلاً عنها
سكت زوجها وهو في حيرة من أمره ايترك زوجته تموت ام يقتل أمه وينتزع قلبها
ثم بدأت زوجته بكلامها ودفاعها عن أم زوجها المبطن بالحيله وتمني الخلاص منها. وكما يقولون اهلنا كلمة من هنا وكلمة من هناك بدأت تقنعه بقتل أمه بحجة انها أمرأة عجوز وهي لا تزال شابة فمن سيختار
اقتنع الزوج وأخذ امه الى مكان بعيد ومعزول عن الناس وكلما سألته امه الى اين نحن ذاهبان يصمت  وكلما اراد التردد يتذكر زوجته المشرفة على الموت فيتقدم لينتزع قلب وآلدته ولما اصبح في مكان خالٍ تماما تجرأ قلبه القاسي بقتل أمه وانتزاع قلبها فحمله ورجع راكضا ولأنه متوتر تعثر بحجر وسقط فنطق قلب الأم وقال (أسم الله)  انتبه الولد وسمع صوت قلب أمه الذي خاف عليه من العثرة بينما هو وبكل قساوة قتلها ولم يرحمها ونسي رحمة قلبها عليه فرجع منكسرا ولما أراد الدخول وجد زوجته بصحة جيدة وقد هيأت المنزل كأحسن ما يكون فسألها  :الم تكوني مريضة
ارتبكت وقالت له انها بدأت تتحسن ولكن ليس تماماً
قال لها وهو يبكي بندم وحسرة: انتِ السبب لقد جعلتيني اتخلص من أمي كي ترتاحي من عبئها أخرجي من بيتي والا قتلتكِ فمن هان عليه قتل وآلدته يهون عليه ان يقتلك فلقد ندمتُ متأخراً ولن ينفع الندم

بعض الأخطاء لا يمكننا التأسف منها ولايمكن تعويضها ولن ينفع الندم بعدها

وبالصدفة وجدت هذه الابيات من الشعر تنطبق على هذه القصة وهي: -

اغرى امرء يوما غلاما جاهلا بنقوده حتى ينال به الوطر

قال أاتني بفؤاد امك يافتى ولك الدراهم والدرر

ومضى واغرز خنجرا في صدرها والقلب أخرجه وعاد على الاثر

لكنه من فرط سرعته هوى فتدحرج القلب المعفر اذ عثر

ناداه قلب الأم وهو معفر ولدي حبيبي هل اصابك من ضرر

لــكن هــذا الـصوت رغـم حنــوه .... غضب السماء به على الولـد أنهمـر

وارتــد نحـو القلب يغـسله بـــما .... فاضت به عيــنـاه مـن سيـل العــبـر

وأســتل خنجــــره ليـــطعن قلبه.... طـعنـا ويــبــقـى عبـرة لمـن أعتبـر

ويــقــول ياقــلـب أنــتــــقـــم .... منـي فــأن جــريـــمــتـي لا تغتـفـر

ناداه قـلب الام ..باللـــــه كف يدا .... لاتجرح فـؤادي مرتــين علـى الاثـــر