نار البهلول

114 9 8
                                    

هذه القصة كنت اسمعها دائما من الوالد الله يحفظه وهي من قصص التاريخ فيها عبرة ايضا

في زمن هارون الرشيد والذي عاصره البهلول وهو رجل يدعي الجنون وهو ذكي جدا
قال الخليفة للمزاح من يبات ليلا في العراء في ليلة بارة جدا وهو عارِ حتى الصباح سأزوجه اجمل جارية عندي
سمع احد الشبان الفقراء من الناس ما قاله الخليفة فذهب اليه وطلب منه ان يزوجه جارية جميلة مقابل مبيته في ليلة قارصة
ساله الخليفة مع من تعيش
اجابه مع والتي العجوز فقط
قال له: ساعطيك كيس من الذهب وجارية اذا قضيت ليلة في العراء كما اتفقنا فوافق الشاب
وفي الليلة المحددة وقد كانت بارة جدا صعد الشاب الى سطح القصر وتجرد من ثيابه وقد كان احد الحراس يراقبه حتى لا يغش ليتدفأ
كانت والدته تعلم بالاتفاق ومن خوفها على ابنها كانت تراقب القصر من بعيد وهي تشعل ناراً لعلها تدفئ ابنها (قلب ام) والا ان النار لا يصل منها الا الضوء بقي الليل بأكمله في الصقيع وهو يرتجف ولم يخل بالاتفاق حتى الصباح وفي الصباح لبس ثيابه وهو يكاد يتجمد وذهب للخليفة ويبدو عليه اثار المرض واخبره انه اتم المهمة فقال احد الحراس سيدي هو لم يخل بالاتفاق ما عدا ان أمه كانت تشعل النار من مكان بعيد لتدفئته
قال الخليفة: اذن لقد اخلت امك بالاتفاق وقد تدفأت انت مطرود
حزن الشاب وذهب للمنزل وهو يعاني المرض بسبب تلك الليلة بقي اسبوع طريح المرض وبعد ان شفي ذهب للبهلول وشكى له ما فعل به الخليفة
قال البهلول: دع هذا لي وأنا سآعيد حقك
ذهب البهلول للخليفة ودعاهم يوم الجمعة لوليمة كبيرة هو ووزرائه وحراسه
قبل الخليفة الدعوة وهو يعلم ان البهلول عنده غاية لكنه احب ان يعرف غايته
في يون الجمعة جاء الخليفة والوزراء مع الحرس لبيت البهلول وقد افترش البيت ورتبه وجلسوا يتبادلون الحديث وكان البهلول كل ساعة ينهض ثم يعود
مرت الساعات وجاءت الظهيرة ولم يحضر الطعام فسألوه عن الطعام فقال: لم ينضج بعد
مرت ساعات اخرى وقد جاعوا كثيرا وصار العصر والغداء لم يحضر
قال الخليفة: اين الطعام يا بهلول لقد جعنا كثيرا
ناداه البهلول: سيدي انه لم ينضج بعد
تعجب الجميع وقالو: ولكن ما هذا الطعام الذي لا ينضج
قال البهلول: تعالوا يا سادة وانظروا للقدر لماذا لا ينضج الطعام فيه نهضوا ليعرفوا لماذا تأخر الطعام فرأوا قدرا معلقا على غصن شجرة وتحته شمعة والمسافة بين الشمعة والقدر كبيرة بحيث الحرارة لا تصل له ثم ان القدر كبيروالشمعة لا تكفي لطبخ الطعام
فقال له الخليفة بأستغراب واستهزاء:انت حقا مجنون يا بهلول فهل يعقل ان ينضج الطعام والنار ضئيلة والقدر كبير والمسافة بينهما لا تكاد الحرارة تصل لها
اجاب البهلول: اذن كيف ياسيدي تصل دفئ النار من مسافة بعيدة ومن تحت لفوق القصر في ليلة باردة جدا
انتبه الخليفة لنفسه ثم قال: اتقصد الشاب
البهلول: نعم لقد اشتكى منك فقد ظلمته
الخليفة حسنا يا بهلول لقد غلبتني سأوفي له بوعدي
البهلول اعطني المال والجارية ابعثهما للشاب وشكرا لك
قبل الخليفة وعاد مع وزرائه وحرسه للقصر واخذ البهلول جائزة الشاب وبعثها اليه ففرح الشاب وشكر البهلول لأنه جلب له حقه

صار مثل على النار الضئيلة والتي لا تدفيء ب نار البهلول

حكايات اهلناWhere stories live. Discover now