حكايات اهلنا

من هي الأصلب

بنت المدينة وبنت البادية

يحكى ان هناك صديقان احدهما يعيش في المدينة والإخر في البادية وكانا كلما التقيا تحدثا في أمور كثيرة ومن ضمنها انهما يتراهنان ان بنت البدو اقوى واصلب من بنت المدينة لقساوة الحياة هناك بينما بنت المدينة المترفه سيكون عودها طريا لا تتحمل الصعوبات وطال بينهما الجدال وكل واحد يقول بنتي هي الاصلب من ابنتك وفي نهاية الحديث ختما قولهما بأن يضعوا ابنتيهما تحت الاختبار وهنا سيثبت كل شيئ فأتفقا ان يلتقيان في الأسبوع المقبل
وبعد اسبوع التقيا وبرفقة ابنتيهما فبدأوا بنصب خيمة فأختارا الأبوان ارض قاسية لا يمكن للوتد ان ينغرس في الأرض بسهولة فطلب الأب الساكن في المدينة من ابنته ان تطرق الوتد ليثبت في الأرض
فبدأت تضربه بالمطرقة ولكنه لم ينغرس فحاولت مرة اخري ولما تعبت نادت ابيها قائلة: ابي لازلت اطرقه لكنه لا يثبت لقد مللت
اجابها الأب: اتركيه لبنت صديقي عسى ان تقدر عليه
فجائت بنت البادية وبدأت بطرقه ولكنه لم ينغرس حاولت مرارا ولكن دون جدوى لقد كانت أرض صخرية فنادت ابيها قائلة: ابتي لقد كلت يداي في هذه الارض الصخرية فالوتد لا يطيعني والأرض تعصيني فهل استمر ام اتركها
فأجابها ابيها: احسنتي ياابنتي
فتعجبت من كلامه. وهنا قال لصديقه الم اقل لك ان بنت البدو تكون صلبة ومنطقها افضل من ابنة المدينة
اطرق صديقه قليلا ثم ابتسم: كلامك صحيح وانت الغالب فأبنتي كان كلامها وعملها بتململ لأنها اعتادت على ترافة الحياة وابنتك حاولت الاستمرار رغم قساوة الأرض واجابتك بكلام جميل
اهنئك ياصديقي

اعزائي كل انسان له طريقته في الحياة فالبيئة والمجتمع تخلق صلابة وشخصية الأنسان ولكن دائما من يواجه في حياته صعوبات كبيرة ويتخطاها ستهون عليه الصعوبات الصغيرة اما من يتحمل صعوبات صغيرة سيكون عليه من الصعب تحمل الصعوبات الكبيرة ولهذا سيكون النوع الأول اصلب من الآخر