حكايات اهلنا

ليست كل اصابع كفك متساوية

يحكى ان احد الملوك كان يحب زوجته حبا كبيرا ولكنه وجدها في احد الأيام تخونه مع احد عبيده فقتلها معه وكره كل النساء بسببها فقد تصور انهن كلهن نفس الشيء فأصدر قرار بقتل جميع امرأة في المدينة ولا يحق لأحد الاعتراض فمن يعترض يقتله ايضا
فبدأوا حراسه بدخول البيوت وقتل جميع النساء حتى الطفلة الصغيرة لم تسلم منهم وكانوا كلما دخلوا بيتا  الرجال أما يعترضون او يبكون او يلعنون الملك
ولكنهم في يوم دخلوا احد المنازل وكان رجلا جالسا في باحة الدار وفي يده ربابة يعزف بها فرآهم ولم يتكلم فقتلوا زوجته وبناته امامه وهو لم يحرك ساكنا
ولما حل المساء ورجع الحراس بقائمة القتلى لهذا اليوم قالوا له انهم رأوا شيئا غريبا عندما دخلوا احد المنازل
فسألهم الملك :ماهو الشيء الغريب الذي رأيتموه
فحدثوه عن هذا الرجل الذي قتلوا نسائه امامه ولم يحرك ساكنا واستمر بالعزف
فقال الملك: احضروه لي لأعرف السر وراء سكوته
ولما احضروه سأله الملك عن السبب وراء هدوئه عند رؤية مقتل نسائه
اجاب الرجل قائلا: سيدي اتظن اني لم احزن على زوجتي وبناتي ولكن  وراء هدوئي قصة حزينه سأرويها لكم ولكن عندما تسمعها يجب ان تعدل عن قتل النساء
قال الملك: حسنا ارويها وان اقتنعت سأعدل عن قراري بقتل النسوة
قال الرجل: عندما كنت شابا كنت قاطع للطريق وكنت شجاعا وقويا وفي احد الايام جاء لي فارس ملثم وطلب مني المساعدة فهزئت منه فقرر ان ابارزه بالسيف فوافقت ولما تبارزنا غلبني بسرعة وكان محترفا وقويا ولكنه لا يتكلم وبعد المبارزة رضيت ان اساعده وذهبت معه وكان قد جاء بي الى قرية فقتل بعض الرجال الذين حددهم ورجع كانوا كثرة وهو وحده يالشجاعته ولما انتهى رجعنا سويا حتى وصلنا الى مكان فيه قبر وقف بقربه وبكى ولما سمعت صوته عرفت ان هذا الفارس امرأة وعندها رفعت اللثام واذا بها فتاة لم ارى في حياتي بجمالها وقالت لي: انظر لهذا القبر انه لزوجي وحبيبي الذي قتلوه اهل قريتي غدرا بعدما حسدوه علي فقررت ان انتقم منهم له ولكني كنت احتاج الى شاهد معي وايضا  اريدك ان تقتلني وتدفني بقرب زوجي فقد اقسمت ان لا يمسني رجل بعده ابدا
فحاولت ان اغير رأيها فلم ترضى فقد قالت لي :اما ان تقتلني او اقتلك افعل ذلك ارجوك. فقد اجبرت يا سيدي ان اقتلها وادفنها بيدي هاتين فتاة في ريعان الشباب وفي غاية الجمال والشرف والعفه.
فهل تتصور ان النساء كلهن مثل زوجتك او تعاقب النساء كلها على فعلة أمرأة واحده ، كل امرأة ولها اخلاقها الخاصة ومبادئها التي تربت عليها فلا تحكم عليهن جميعا بنفس التصرفات فهذه الفتاة قررت ان لا تعيش حتى لا تجبرها الحياة بالزواج من رجل آخر. وزوجتك خانتك وانت حي ولم تقصر معها.

ولما سمع الملك كلام الرجل اوقف قرار قتل النساء وتعلم من قصة هذا الرجل ان النساء ليست سواسية في اخلاقهن  وافكارهن