الأحترام المتبادل

153 22 2
                                    


لا تستصغر احدا عندما تراه مذنبا فلا تدري لعل الله يهديه يوما ما. ولا تتباهى بنفسك لأنك  عابد فالعبرة في حسن الخاتمة

يروى ان رجلا تقيا وكان مؤذناً في المسجد القريب لهم وكان الكل يحترمونه لأنه رجل متدين واخلاقه طيبة
ويجاورهم جارهم ايضاً انسان طيب ومؤمن وكان (سيد هاشمي) لكن للأسف لديه ابنه الشاب المنحرف الذي لا ينفك ابدا من تعاطي الخمر ليعود كل يوم لمنزلهم وهو مخمور ويتعالى صوت والده بالنصيحة له والدعاء له بالهداية
كان جارهم المؤذن قد سمع عن ابن السيد السكير لكنه لم يلتقي به يوما وهو مخمور. ولكن الأقدار ترسم لنا طريقا نخاله للحظة انه سوء حظ لكنه خير وصلاح لنا
في احد الليالي تأخر المؤذن في المسجد بتلاوة القرآن والتعبد وبعدما انتهى خرج من المسجد الخالي تماما من الناس ليقفله ويذهب لبيته حتى يأتي وقت صلاة الفجر
تمشى المؤذن ورأى اناس مجتمعين فظن انها مشكلة فلما اقترب رأى الشاب ابن جارهم الهاشمي وهو سكران وحاله لا تسر العدو ولا الصديق والناس تسخر منه فغضب المؤذن من موقف الشاب وما جلبه من عار لأبيه فبصق عليه وقال (تبا لك كيف لسيد من نسل الطهر يتعاطى الخمر الم تخجل من نفسك ومما انت عليه الآن)
ثم ذهب لبيته فلما رأته زوجته وهو منزعج سألته ما بالك حدثها بما رأى
ثم غط في نوم عميق عندها رأى نفسه وهو في ساحة الحساب والناس تمد السنتها من العطش وكان هو من بينهم ورأى حوض كبير من الماء وقد جلس عليه شخصان يشع من وجهيهما النور وكانوا يروون الناس بعض الناس يعطونهم الماء والبعض لم يعطوهم فذهب الى الحوض وطلب الماء فلم يعطونه الماء فقال: سيدي الست انت نبينا الكريم وهذا امير المؤمنين وانا من مواليكم فلماذا لا تعطياني شربة ماء كلمه احدهم وقال: انا نبيك الذي يعلوا صوتك بأسمي حين تؤذن ولكنك لم تحترمني وقد بصقت علي اليوم
فقال له: يارسولنا العظيم لكني لم افعل ذلك فكيف اجرؤ ان لا احترمك اجابه الرسول (ص):هل نسيت ذلك الموقف عندما عدت من المسجد
فتركه النبي الكريم واستمر في سقاية الناس ،ففزع المؤذن من النوم وهو يبكي لا تتركني عطشانا سيدي ففزعت زوجته وقالت مابالك. فروى لها ما رأى في المنام
فقالت: يبدو ان تفسيره هو ما فعلت بأبن جارنا البارحة فهو سيد هاشمي
اجابها: ولكنه فاسق يتعاطى الخمر
قالت: وما ادراك لعل الله يهديه وانت اخطأت حين بصقت عليه فعليك ان تنصحه بطريقة محببه
نهض المؤذن وطلب من ولده ان يذهب برفقته الى المسجد فذهبا وقد احضر المؤذن حبلا طلب من ابنه ان يربطه بباب المسجد ولن يؤذن اليوم ستؤذن انت يا ولدي لم يتقبل ذاك ابنه في باديء الأمر لكنه حكئ له ففهم ابنه وربط ابيه ودخل المسجد واذن للفجر
ولما بدأ الرجال بالحضور لصلاة الفجر رأوا المؤذن وهو مربوط في باب المسجد فحاولوا فتحه وقال لهم: لا تفتحوني اريد من ابن السيد الذي يتعاطى الخمر ان يفكني تعجبوا منه ثم ذهبوا للسيد الأب وحدثوه بما رأوه من المؤذن فجاء مسرعا ولما رآه حاول فكه فقال المؤذن وهو يبكي: سأبقى هكذا مربوطا لا تحاولوا فتح حبالي الا اذا جاء ابنك وسامحني عندها هو من سيفك رباطي
قال السيدالاب: ولكن كيف لك ان تطلب مسامحة ولد عاق من رجل متدين مثلك قال المؤذن: هذا طلبي ارجوكم والا سأبقى هكذا حتى اهلك
ذهب السيد الاب لبيته وايقظ ابنه وهو يصيح بصوت مرتفع: انهض يا ولد مالذي فعلته مع جارنا المؤذن التقي
نهض ابنه متثائبا: ولكن لم افعل معه شيء
قال له ابيه: اذن انهض واذهب لتفتح حبال ذلك الرجل فهو لا يريد ان يفك حباله غيرك
تعجب الشاب وذهب برفقة ابيه ولما وصل ورآه المؤذن بكى وقال له: ارجوك يا ولدي سامحني فأنا بصقت عليك البارحة عندما رأيتك في حالة مرزية فرأيت في المنام ان جدك النبي محمد (ص) قد حرمني من الماء لاني احتقرتك
سمع الشاب الكلام فبكى بكاء الثكلى وقال: انا ..انا..المذنب المدمن العاق انا استحق هذا من جدي وقد سودت وجهه و وجه ابي تبا لي من شقي
ثم هوى على المؤذن وفتح حباله وقال له: انا لا استحق ان اقول لك سامحني فكيف اسامحك وانت رجل تقي. هل يعقل ان لا يرضى جدي بأهانتي وانا رضيتها لنفسي انا تائب منذ الآن ولن اعود للمنكر ابدا وسأبدأ صفحة جديدة في حياتي
قال له ابيه: ان جدنا اراد لك ان تنتبه لنفسك وتصلح حالك بسبب جارنا المؤذن الطيب

منذ ذلك اليوم لم يتعاطى الشاب الخمر ولم يفارق المسجد وزوجه المؤذن من ابنته لتكون بينهما قرابة ويتشرف بنسبه الطيب .
----------

الله ورسوله لا يرضيان على احد ان يستصغر عباده مهما كان سواء عاميا او سيدا فكلهم سواسية
ولكن ننظر اليوم لكثير من الناس الذين يحتقرون غيرهم كأن الله خلقهم من غير الطين كلنا ابناء آدم وآدم من تراب
والبعض لا يحترمون السادة الأجلاء ويسبونهم علانية على الأقل احترم النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم فأنت تسب ابنائه

وايضا بعض السادة الذين يتفاخرون بنسبهم الطاهر بينما هم يفعلون ما يُغضب الرسول (ص)

قال تعالى:(أن اكرمكم عند الله اتقاكم)
صدق الله العلي العظيم

حكايات اهلناTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon