شرقي وشمال

328 42 5
                                    

وهذه من حكايات جدتي
كانت عائلة تعيش في الريف وكانوا يعيشون في بيت في بستانهم الكبير وكان لديهم الكثير من الحيوانات الداجنة
كانت هذه العائلة تتكون من الاب والأم والأبناء السبعة في احدى السنوات انجبت الأم بنت ففرحوا بها ولانهم ليس لديهم بنات
بعد ولادة هذه البنت بدأت حيواناتهم بالتناقص كل يومين تسائلوا وبحثوا ولم يعرفوا من وما هو وراء اختفاء الحيونات وفي احدى الليالي استيقظ الابن الاكبر احمد ليشرب الماء فسمع صوتا في غرفة وآلديه فنظر فأذا بأمرأة شكلها مخيف وانيابها طويلة تخرج من قماط الطفلة وتخرج من الشباك فخفق قلبه خوفا من هذا المنظر ثم تبعها ليعرف ما هذه وماذا تفعل فرآها تفترس احد اغنامهم فارتعش خوفا وذهب الى غرفته بسرعة
وفي الصباح ذهب لأبيه وحكى له ما رأى في الليلة الماضية فلم يصدقه ابيه. ثم ذهب لوالدته فلم تصدقه وايضا حدث اخوته ولم يصدقوه واتهموه انه رآى كابوسا فقرر ان يتأكد هذه المرة وعند منتصف الليل رآى ما رآه الليلة السابقة فذهب ليوقظ اهله وعندما ايقظهم ذهبوا ليتأكدوا من صحة كلامه فنظروا للبنت في القماط تنام بهدوء وشكلها الوديع لا يوحي بما زعمه ابنهم
فأتهموه بالجنون فقرر ان يتركهم ويذهب
فذهب مودعا اهله وآملا ان يكتشفوها قبل ان يفوت الاوان
وعند ذهابه كان يمشي ليذهب الى اي مكان يظنه آمنا وبعد مسيرة طويلة رآى جروان صغيران يرضعان بأمهم الميتة وقد كانا يتضوران جوعا فعطف عليهما واخذهما واعتنى بهما وعاش في قرية بعيدة في كوخ صغير مع هذين الجروين الذين اصبحا بعد عدة اشهر كلبان ضخمان وقويان وقد دربهما تدريبا جيدا واطلق على احدهم اسم (شرقي)والثاني (شمال) وفي يوم حلم باهله واستيقظ مرعوبا فقرر ان يرجع ليطمأن عليهم فأخذ كلبيه ورجع اليهم
ولما وصل تمنى لو انه لم يرى ما رأى لقد وجد بيت اهله خاليا كأنه قد هجر من فترة طويلة وبحث عنهم ولم يجد سوى عظامهم ودمائهم. بكى عليهم كثيرا ولام نفسه لأنه تركهم ولم يلح عليهم اكثر.
وفجأة خرج من احد الغرف شبحا اسود وعيناه حمراوان ومخيفتان انها نفس تلك المرأة التي رآها تخرج من قماط اخته الصغيرة اتجهت نحوه وهي تقول سوف آكلك كما اكلت جميع عائلتك حتى اختك التي كانت في القماط التهمتها ومثلت دورها كي لا يشك احد بي الا انت حالفك الحظ ولكن هذه المرة سأكمل عليك. قال لها: توقفي من انت ? ضحكت وقالت انا (السعلوة) التي تأكل الاخضر واليابس

حاولت محاصرته لكنه افلت منها وهرب وهو يصيح بصوت عالي على كلبيه شرقي شمال قطعوا السلاسل وتعالا الي.  هذه كانت كلمته معهم عندما يداهمه الخطر فركض الكلبان وراء السعلوة التي كانت تطارده فلما رأتهما خافت وتعثرت وسقطت فأنقض عليها الكلبان وقطعاها اربا اربا ونجا أحمد من الموت بفضل كلبيه الوفيين
ثم باع ارض اهله وذهب الى قرية اخرى ليعيش فيها مع كلبيه ثم تزوج وانجب الكثير من الابناء وقرر ان يتأكد من كل خبر يسمعه قبل ان يقرر
فالحياة مليئة بالمفاجآت

حكايات اهلناOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz