بنت السماك

294 24 1
                                    

كانت فتاة يتيمة الام منذ ان كانت في العاشرة من عمرها وكان والدها يحبها كثيرا ولكنه تزوج بأمرأة من اجل أن تعوضها عن حنان الام لكنها كانت العكس
جائت زوجة ابيها مع ابنتيها ومنذ ان رأت (حسنة) الظلم من زوجة ابيها لم تذق الراحة وتحتظن وآلدها الذي كان ملاذها الأخير اذ ان زوجته تعاملها بأحسان امامه وعندما يذهب للعمل تظلمها وتجعلها تعمل في المنزل اعمال شاقة وكان وآلدها اكثر اوقاته في العمل اذ يعمل في صيد السمك ويعود متعب ليغط في النوم ويباشر عمله من جديد في صباح اليوم التالي

كبرت حسنة واصبحت شابة جميلة وفي احدى الايام عاد ابيها من العمل ومعه سمكتين كبيرتين فطلبت زوجة ابيها منها ان تنظفهما وتعدهما للغداء
ذهبت حسنه للنهر لتنظيف السمكتين وكان الجو شديد البرودة وكلما امسكت احدهما انزلقت من يدها فجرحت يدها وبدأت بالبكاء فسمعت صوتا يكلمها ويقول :ارجوك اتركيني وسأحقق لك كل امنياتك. انتبهت حسنه للمتكلمة وقالت: من الذي يتحدث
ناداها الصوت: انا السمكة
نظرت حسنه فرأت السمكة تتكلم ففزعت لكنها طمئنتها وعادت وطلبت منها ان تعيدها للنهر
لكن حسنة رفضت وقالت: اخاف ان تعاقبني زوجة ابي
قالت السمكة: لا عليك سأجلب لك سمكة تشبهني اطبخيها للغداء ولن تشعر زوجة ابيك بذلك
وافقت حسنة ورمتها في النهر فغاصت السمكة وظنت حسنه انها خدعت ولكن بعد قليل عادت السمكة وقد جلبت لها سمكة تشبهها وبنفس حجمها ففرحت حسنه وشكرت السمكة
قالت السمكة: ما اسمك
:اسمي حسنه
:اسمعيني يا حسنه سأعوضك عن حنان الام وسأحقق امنياتك كما وعدتك فكلما احتجتي لي اجلسي بقرب النهر وناديني يا امي الحنون وستجديني امامك
:حسنا .. وشكرا لك
ثم عادت حسنة للبيت واكملت عملها

بعد ايام دعت زوجة الشيخ نساء المدينة لوليمة اقامتها.  فذهبت جميع النساء بما فيها زوجة ابيها وابنتيها الا حسنة لم تذهب لأنها ليس لديها ثياب جميلة وبعد ذهاب زوجة ابيها ذهبت الى النهر باكية ونادت ياامي الحنون اين انتٍ وفجأة خرجت السمكة وسالتها لماذا تبكين حكت لها حسنه كل ماحدث وسبب عدم ذهابها فقالت لها السمكة: لا عليك اغمضي عينيك وامسكي زعنفتي وخذي نفسا فأسأغوص بك في الماء ، فعلت حسنة ما طلبته منها السمكة وما ان وصلت قالت لها افتحي عينيك وتنفسي ولما فتحت عينيها رات قصرا جميلا جدا داخل الماء ولكنها تستطيع التنفس لان القصر يحتوي الهواء وتحولت السمكة الى امرأة تشبه والدتها فاعطتها فستان جميل ومجوهرات ثم صعدت بها الى النهر وزينتها وقالت لها اذهبي واعمال المنزل سأقضيها عنك فذهبت حسنة الى حفل زوجة الشيخ ولما دخلت انبهرت بها زوجة الشيخ وقد كانت غايتها ان تختار فتاة جميلة ومهذبة لولدها فلما دخلت حسنه انتبهت لها زوجة الشيخ انها كلما مرت على شيء غير منظم رتبته ووضعته في مكانه ولما وصلت سلمت سلام مهذب فأعجبت زوجة الشيخ بها جدا بينما زوجة ابيها وابنتيها انتابها الحسد والغيرة الشديدة واجلست زوجة الشيخ حسنة بقربها وبدات تحدثها مما زاد اعجابها بها فسألتها من هم اهلك قالت حسنة: انا ابنة السماك
وبعد انتهاء الحفلة عادت النسوة لمنازلهن بينما حسنة عند رجوعها بدأت زوجة ابيها بتنغيصها واحتقارها واهانتها واخذت منها فستانها ومجوهراتها نامت حسنة تلك الليلة بحزن وبكاء وهي تدعو الله ان يخلصها

وفي صباح اليوم التالي جاء بعض الخدم والخادمات ومعهم مستشار الشيخ ليخطبوا حسنة لابن الشيخ
لكن زوجة ابيها لما احست بذلك ادخلتها في التنور بين الرماد وسألوها عن حسنة فقالت لهم: ليس لدي سوى هاتين البنتين
قالوا لها: هناك واحدة
قالت: كلا لا يوجد غير ابنتاي فقط
ولما هموا بالخروج سمعوا الديك يصيح (كوكوكوكو ..الحلوة بالتنور والغبرة بره) فحاولت زوجة ابيها ابعاد الديك لكنه كرر الكلمات فرجع الخدم وفتحوا التنور فوجدوا حسنة داخل التنور وهي مغطاة بالرماد فأخرجوها ووبخوا زوجة ابيها على فعلتها وانتظروا ابيها حتى عاد وخطبوها منه ففرح والدها ووافق
وبعد ايام اقاموا حفلة الزفاف وكان ابن الشيخ سعيدا بأختيار والدته لحسنه لانها فتاة تحمل الصفات التي يتمناها لكن في نفس اليوم جائت لها زوجة ابيها بطعام كثير وطلبت منها ان تأكل فهذه عادتهم وهي تخدعها بكلام معسول وتوهمها انها ام حنون وبما ان حسنة محرومه من حنان الام صدقت زوجة ابيها فكشفت عن الطعام فكان سمكا مشويا ومقبلات ذات رائحة قوية وبدات زوجة ابيها باطعامها بيدها وهي تقول لها بطريقة حنونه :كلي يا ابنتي فالعروس يجب ان تتغذى جيدا وكلما قالت لها شبعت ضغطت عليها كثيرا حتى بدأت معدتها تؤلمها بعد خروج زوجة ابيها ذهبت مباشرة الى النهر ونادت على السمكة فخرجت ورأتها وهي تتلوى من شدة الألم فأخذتها السمكة لقصرها وعالجتها واعطتها دواء غسلت معدتها به ثم اعطتها مجوهرات جميلة جدا وثمينة واعطتها علبة تزيين اذا وضعت منها القليل تصبح جميلة جدا ثم اعادتها ورحلت ولما وصلت حسنه للبيت وجدت خدم الشيخ بانتظارها لتلبس ثوب زفافها وتذهب برفقتهم

رحلت حسنة لبيت زوجها الذي كان مسرورا بزواجه منها وعاشت معه بسعادة وبعدها اعتذرت زوجة ابيها منها
وبعد مدة سأله ابن عمه هل انت سعيد مع زوجتك اجابه نعم فطلب منه ان يخطب اخوات حسنة له ولأخيه ولما ذهبت حسنه لزوجة ابيها وحدثتها بطلب ابناء عمومة زوجها فرحت كثيرا ووافقت ولما تزوجن لم تكونا كحسنه انسانة مهذبة لكنهما علماهما الأدب جيدا اي انهما لم يجدا السعادة التي وجدتها حسنه فكل انسان يلقى جزاءه حسب سعيه،  اما زوجة ابيها فقد اصبحت اعمال المنزل الشاقة تعملها وحدها بعدما كانت تتعب حسنة كثيرا وفي يوم اقعدها المرض فعرفت انها اخطأت بحق حسنة اليتيمة ولم تكن لها اماً ، اما ابيها فقد عرف بما كانت تفعله زوجته مع حسنة فلذلك اراد ان يخلصها ولم ينقطع من مواصلة ابنته  

هذه قصة سندريلا بطريقة اهلنه 😉

حكايات اهلناWhere stories live. Discover now