القسمة والنصيب

364 52 2
                                    

كان في احد القرى شابا في الثامنة عشر من عمره وكان وسيما يعيش مع وآلدته
خرج في احد الأيام للصيد وفي طريقه التقى برجل عجوز وامامه طين كثير طين حر اي خالي من الشوائب وطين متعفن او بمعنى آخر ملوث فسلم عليه هذا الشاب ورد العجوز السلام وصمت فنظر الشاب للرجل العجوز وهو يخلط الطين بالطين مرة طين نظيف بالطين الملوث ومرة طين نظيف وآخر نظيف ومرة طين ملوث وآخر ملوث. فتعجب الشاب وسأله. مالذي تفعله يارجل اجابه الرجل: هذه طينتنا نحن البشر فمنهم من هو كهذا الطين النظيف ومنهم كهذا الطين الملوث وانا اريك النصيب فهناك انسان جيد يتزوج بأمرأة سيئه والعكس وايضا هناك انسان جيد يتزوج بأنسانه جيدة وانسان سيء نصيبه امرأة سيئة وانا اقسم النصيب. سأله الشاب ترى هل تستطيع ان تطلعني على نصيبي قال له العجوز نصيبك جيد وان اول قرية تدخل فيها وترى فتاة فأعلم انها نصيبك
تحمس الشاب وذهب الى قرية كانت قريبة فدخلها ووجد نهرا فجاء بفرسه ليشرب فرأى فتاة في العاشرة من عمرها كانت شعثة الشعر ومتسخة بالطين وشكلها لم يروق له فحدث نفسه: أهذه نصيبي لا لا لن يكون ذلك. نظر في كل الاتجاهات فلم يرى احد فأقترب من الفتاة وطعنها في بطنها وهرب

مرت السنوات ولم يتزوج ذلك الشاب لأنه كلما اقدم على الزواج يحصل شيء ما يمنعه وفي يوم سكنت عائلة بالقرب منهم. لمح في احد المرات ابنتهم مع امها وكانت الفتاة جميله وقد اعجبته فذهب لأمه وقال لها اخطبيها لي. ذهبت الأم وخطبتها فوافقوا اهلها لأنهم التمسوا فيه اخلاق نبيلة فحصل النصيب لهذا الشاب اخيرا وتزوج من تلك الفتاة
وفي ليلة الزفاف رآها غاية في الجمال ولكن رأى اثر جرح قديم فسألها ما هذا اجابته انها عندما كانت صغيرة كانت ذاهبه لتجلب الماء من النهر ففاجأها فارس ملثم طعنها وهرب ولكنها نجت من الموت بعد رقود بفراش المرض لفترة طويلة ثم تعافت ولكن اهلها لم يرغبوا في البقاء في قريتهم خوفا من احد لربما كان يتربص بهم شرا وجائوا الى هنا فعرف الشاب ان ذلك العجوز كان صادقا فان نصيبك مقسوم لك اينما كان فحمد الله وشكره واستغفر ربه على فعلته بهذه الفتاة

حكايات اهلناWhere stories live. Discover now