حكايات اهلنا

توبة ثعلب

هذه الحكاية كان يحكيها لنا وآلدي بطريقة يظفي لها بعض اللطافة

كان ثعلب يحصل على قوته من الصيد ودخول المنازل وسرقة الدجاج والبط

مرت السنوات وهرم الثعلب ولم يعد قادرا على اللحاق بفريسته او الهرب من اصحاب المنازل ففكر في حيلة يستطيع ان يصطاد دون عناء
فلبس لباس التقوى وجاء الى مكان فيه الكثير من الدجاج والبط. ومثل امامهم ايمانه وتقواه
فلما رآوه سألوه: ما هذا ايها الثعلب نراك وقد لبست لباس التقوى مالذي حصل
اجابهم: لقد تبت وخاصة من اكل الدجاج والبط
فقالوا: وكيف لنا ان نصدقك
قال: من حيث انكم امامي ولا اصطادكم واضافة الى اني هرمت وتبت واكتفيت بأكل ما اجده
فقالوا: انت على حق اذن تعال لنا كل يوم واحكي لنا واعطنا المواعظ كي نصدقك ونأمن منك
قال لهم: كما تريدون
بقي الثعلب يذهب اليهم كل يوم ويلقي عليهم بعض المحاظرات والحكم. حتى بدأوا يأنسون به واطمأنوا له
مر اسبوع على هذا الحال وبعدها غاب عنهم الثعلب يوما ثم جاء في اليوم التالي وهو يحمل عدة السفر. فسألوه: الى اين ايها الثعلب التائب
قال: اريد الذهاب الى الحج فمن يريد مرافقتي ، قالت الدجاجة: انا اذهب
فرحب لها الثعلب ثم قال الديك وبطتان نحن نذهب معكم ايضا. فقال الثعلب : الا يوجد احد آخر يريد الذهاب لينال الأجر
فرفضوا الباقين وحذروا اصدقائم من الذهاب قائلين: الثعلب يبقى ثعلبا حتى ولو تاب ،لكنهم لم يكترثوا لكلام اصدقائم الذين لم يذهبوا
ذهب الثعلب برفقة البطتان والديك والدجاجة مشيا وكان الثعلب يوهمهم انه يدافع عنهم وقت المخاطر حتى حل المساء فأختبأوا في كهف صغير
قال الثعلب :سأنام قرب فتحة الكهف كي احرسكم. فأعجبهم اقتراحه
ولما غطوا في النوم اختطف الثعلب احد البطات وهرب بها بعيدا وأفترسها وبعدها اغتسل في النهر واخفى جريمته ورجع اليهم ليتظاهر بالنوم
وعندما استيقضوا في الصباح سألوا الثعلب عن البطة فقال لهم لا اعلم ولكني ذهبت لأقضي حاجة ورجعت ولم انتبه لربما جاء حيوان آخر وافترسها
فصدقوه ولكنهم كانوا خائفين فشددوا على الثعلب ان يحرسهم جيدا وبعد ليلتين ايضا وجدوا كهف وباتوا فيه وعندما هم الثعلب لأختطاف البطة الثانيه كان الديك مستيقضا وقد رآى كل شيء دون ان يعلم الثعلب. فقال الديك للدجاجة.: استيقظي ولنهرب بسرعة عند طلوع الفجر فأننا في خطر وقد خدعنا فلم تصدق الدجاجة في باديء الأمر ولكنها عندما لم ترى الثعلب تيقنت انه قد اكل صديقتهما.  فهرب الديك والدجاجة راجعين الى منزلهم. بينما الثعلب عندما عاد لحق بهما فأنهما ان وصلا واخبرا اصدقائهم سيقطع رزقه لكنه باء بالفشل وخابت مساعيه
اما الدجاجة والديك فقد رجعا لمنزلهم واخبروا اصدقائهم بمكر الثعلب
وبعد اسبوع عاد الثعلب بنفس حاله تلك يريد ان يخدعهم مرة اخرى لكنهم استهزئوا به وقالوا له: لن تخدعنا مرة اخرى ايها الثعلب فلقد كشفت على حقيقتك. فخسر الثعلب واضطر ان يذهب لمكان اخر لا يعرفه أحد كي يستمر بمكره.