حكمة الله

203 26 3
                                    

في احد القرى كان شابا عنده اخ مريض جدا فسعى له في كل مكان الى الحكماء والأطباء ولم يستطيعوا علاجه وقد كان الأخ المريض لا يأكل واصبح جسده هزيلا جدا وقد بان عظمه من وراء جلده ويأس اهله منه لكن اخاه قال لهم. لن ايأس من رحمة الله فقد يكون لأخي علاج ويشفى
فأشار له شيخ كبير في السن بأن يذهب بأخيه الى قرية بعيدة فيها حكيم حاذق لا يذهب اليه مريض الا وشفي.
ففرح الشاب وقال لأهله ان يحضروا له زاد السفر ليسعى في شفاء اخيه
ذهب الشاب رغم الملامة حاملا اخيه على ظهره لان اخوه المريض لا يستطيع المشي من شدة المرض. مشى مسافة طويلة جدا حتى وصل الى الحكيم الذي قالوا عنه ففحصه الحكيم ثم قال لأخيه: ان مرض اخيك له علاج ولكن علاجه صعب جدا قال الشاب: مهما كان سآتي به. قال الحكيم: لا تستطيع اذهب وادعوا الله له
فضاقت الدنيا في عين الشاب فقد احس بالفشل بعدما بذل جهده لعلاج اخيه وحمله راجعا به الى اهله كي يموت بينهم وفي الطريق توقف للأستراحه فقال لأخيه سأذهب لأجلب بعض اللبن من ذلك البيت فوجد الشاب قحف جمجمة لا يعرفه ظنا منه انه اناء فطلب بعض اللبن من اصحاب البيت فأعطوه لبنا وجاء به الى اخيه ووضعه بقربه ثم تذكر انه لا يوجد لديه خبز فقال لأخيه: اخي العزيز سأذهب لاجلب بعض الخبز انتظرني هنا
ذهب الشاب. وفجأة خرجت حية ولعقت في اللبن والشاب المريض ينظر لها. تلعق الحية اللبن وتلفضه في الإناء مرة اخرئ وتكرر هذا امام ناظري الشاب المريض حتى تغير لون اللبن للون الرمادي
ففكر الإخ المريض في نفسه وقال (لقد تعب اخي مني كثيرا واصبحت ثقلا عليه سأتناول هذا اللبن واموت كي يرتاح اخي مني )
فشربه دون تردد ولما اكمله بدأ بالتقيء حتى احس بأن روحه ستفارقه واغمي عليه
وعندما عاد الشاب وراى  اخيه وقد اغمي عليه ظنه مات فبدأ بالصراخ والبكاء وفجأة فتح اخوه عينيه
وقال: اخي انا بخير
فرح الشاب كثيرا وقال له مالذي فعلته بنفسك
اجاب المريض:اردت ان اريحك مني فشربت اللبن الذي لفضته الحية في هذا القحف وانا الآن جائع فهل عندك شيء يؤكل
تفاجأ اخوه وقال: ماذا ...جائع منذ فترة طويلة لم اسمعها منك. هل تحسنت ?
قال الأخ المريض: اشعر اني بخير
فقدم لأخيه الطعام وأكل بشهية لم يعهدها سابقا من اخيه عندما مرض
قرر الشاب ان يعود برفقة اخيه للحكيم الذي صعب عليهم الدواء ويقول له انظر لأخي كيف شفي بفضل الله
ولما رجع الى الحكيم وحكى له ما حدث ابتسم الحكيم وقال: يا ولدي انا لم اقل انه لا علاج له بل قلت ان علاجه صعب ولقد كنت اعرف الدواء ولكن كيف ستجلبه ولكن على ما يبدو ان الله رتبها لك لينقذ اخيك.  ثم اكمل الحكيم: كان دوائه هو لبن شاة باكر في قحف جمجمة فتاة باكر تشرب منه حية باكر وتلفضه ليشرب منه اخيك ويشفى فهل كنت لتستطيع ان تأتي به لولا رحمة الله.
فتعجب الشابان من هذه الحكمة وشكرا الحكيم ورجعا لديارهما وبدأ الأخ المريض يتعافى شيئا فشيئا حتى اصبح افضل من السابق.

هذه من حكمة الله نظن ان الأمور قد لا تسير لصالحنا لكن الله يدبر امرا لك لينفعك بينما انت وانا نيأس ونصاب بالاحباط ظنا منا ان كل شيء ضدنا ولكننا في النهاية نكتشف انها لصالحنا فلا تضيعوا أجركم واصبروا لحكمة قد رتبها الله وارضوا بقضائه وقدره كي ننال الأجر العظيم.

حكايات اهلناWhere stories live. Discover now