علمٌ لا ينتفع به

113 16 0
                                    


احدى حكايات اهلنه اردت تسليط الضوء بها على من لديه علم يستطيع ان ينفع به الناس لكنه يبخل به
يقال انها قصة حقيقية

يحكى ان رجلا تمرض ابنه مرضا مستعصياً لم يترك طبيبا او حكيما الا وذهب اليه والكل يقولون ان مرض ابنك لا علاج له سيبقى طريح الفراش حتى يشاء الله
كل هذا الكلام لم يزرع اليأس في قلب الأب المسكين ضل يسأل ويبحث له عمن يستطيع ان يشفي ابنه ولو كان ثمنه غالي
في احد الأيام سكن جار جديد بالقرب منهم فذهبوا الجيران ليرحبوا به ويبعثون لهم بالطعام كما هي عادات اهلنا في الماضي
وبينما هم جالسين يتحدثون تطرق ذلك الأب الحزين على ولده لمرض ابنه الذي ليس له علاج
فأثار ذلك فضول الجار الجديد فسأله: ممن يشتكي ابنك
:انه طريح الفراش لا يقوى على النهوض وشهيته للطعام قليلة ويقضي معظم وقته في نوم عميق كأنما كان قد حمل اثقالا
صمت الجار الجديد قليلا ثم قال: سأبعثك لرجل يشفيه فهو رجل حاذق وذا تجربة طويلة وسيشفى ابنكم على يده ان شاء الله
فرح الاب وتمنى ان يكون هذا الرجل هو محطته الاخيرة ليفرحه بشفاء ابنه
في اليوم التالي ذهبوا برفقة جارهم لذلك الحكيم وطلبوا منه المجيء لرؤية الشاب المريض
جاء معهم ورأى الشاب فنظر اليه مطولا وهو يضع كفه على ذقنه ثم امسك يد الفتى وتركها ثم فتح عينيه وفمه وفحصه في كل مكان من جسمه
وبعدها قال: لقد عرفت مرضه وسأصنع له دواء يشغيه مادام مواضباً عليه حتى يتعافى جيدا
بعد ذلك صنع لهم الدواء وبدأ الشاب يتناوله حتى شفي تماما
وبعد تلك الحادثة بدأ الناس يتهافتون اليه لذكائه الشديد في تشخيص المرض ومعرفته بالدواء ولكن للأسف كان هذا الطبيب انانيا اذ لم يعلم احد كيف يصنع الدواء ولا حتى لابنائه يظن نفسه سيكون العمل حكراً له فقط وأن ما يفعله هو الصواب ويتصور انه ان علم ابنائه سيعلمونه لغيرهم ولن يأتي له احد ليعالجه

وبعد سنوات توفي ذلك الطبيب واحتاج الناس لعلمه فلم يجدوا من يلتجئون اليه مات ومات علمه معه بسبب انانيته التي من الممكن ان تنقذ ارواحا كثيرة وتكون صدقة جارية له

العلم ليس حكراً لأحد فمن لا ينتفع بعلمه فقد قطع عن نفسه حبل الخيرات
من الاجر والثواب

حكايات اهلناWhere stories live. Discover now