من منع دعائهم

76 9 1
                                    


يقال انه في احد البلدان كان الناس معتدلين في حياتهم وفي المعاملة وخاصة اكل لقمة الحلال
وكان كلما نصّبوا حاكما يحكمهم ويظلمهم فيرفعون ايديهم عليه بالدعاء عليه فيستجاب الله لهم فأما يعتزل او يهلك حتى اصبح من يحكمهم يخاف من دعائهم عليه لأن الله يستجيب لهم بدون تأخير
في احدى السنوات نصبوا حاكما عليهم وهذا الحاكم لم يكن انسانا سويا ولكنه كان محتالا وكان يعرف بقوتهم بالدعاء ووقوف الله بجانبهم على من يظلمهم
ففكر في حيلة تخلصه من دعوتهم عليه ما ان فعل شيء لا يعجبهم
في احد الايام نادى بالناس ان يجتمعوا
فقال لهم: عندي خزائن من الحنطة اريد كل واحد منكم يأخذ مكيالا يكفيه هو وعائلته فقط
فرحوا بهدية الحاكم الجديد لهم وفتح المخازن ليملأ كل واحد منهم مازاد عن حاجته اي انهم لا يعرفون كم يكفيهم وبعضهم طمعوا واخذوا زيادة عن حاجتهم فملأوا اوعيتهم وذهبوا لمنازلم
وبعد شهر تكرر ذلك دون ان يعمد الحاكم على مساعديه بكيله لهم لغاية في نفسه
بدأ الحاكم بعدها باطماع خدامه وادخالهم بين الناس وافساد افكار الناس الذين كانوا معتدلين في المعاملة الى سوء فهم بينهم اضافة الى سهولة الخداع والغش في الميزان حتى مرت سنة اعتاد الناس على عادات سيئة

هنا بدأ الحاكم بالجور عليهم واكل حقوقهم وظلمهم وسرقة اموال دولتهم
فغضبوا منه فهموا بالدعاء عليه لكن لم يستجب لهم
دعوا عدة مرات على ظالمهم لكن لم يستجب الله لهم ولم يرفع عنهم البلاء
هنا استهزء بهم الحاكم وقال لهم: لقد خدعتكم بالبداية لاجعل نفوسكم تفسد حتى ما رفعتهم ايديكم للدعاء علي لن تجدوا الله مستجيبا لكم لأنه كان يستجيب بسرعة لكم بسبب نقاء قلوبكم الآن انا افعل ما اشاء وانتم حبيسوا ذنوبكم

العبرة
--------
بعض الناس يلقون اللوم على الله لأنه لا يستجيب لهم الدعاء او يرفع عنهم البلاء لكنهم ينسون ان المشكلة في انفسهم هم من وضعوا حاجز بينهم وبين الله
(أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
(اللهم اغفرلي الذنوب التي تحبس الدعاء)

حكايات اهلناWhere stories live. Discover now