ابن سينا

129 22 2
                                    

روى لنا وآلدي ذات مرة قصة قد قرأها عن الطبيب ابن سينا

يقال ان قوماً جائوا للطبيب ابن سينا بشابٍ مريض جدا فسألهم ماعلته قالوا انه قد امتنع عن الطعام والشراب منذ يومين وكان قبلها يلفض كل شيء يدخل معدته ويشتكي من ألم شديد في معدته وقد بعثناه الى اطباء كثيرين لكنهم لم يعرفوا علته بالتحديد ما يعرفونه فقط ان المرض في معدته ولكنهم لم يعرفوا السبب
سألهم ابن سينا: وهل تناول دواء
قالوا نعم. وعددوا له انواع الادوية التي لم تنفع معه
قال لهم الطبيب ابن سينا: اتركوه عندي حتى اعرف علته ثم اعالجه وأن شاء الله سيشفى
وطبعاً تركوه مع الطبيب وذهبوا. ثم بدأ ابن سينا بفحصه جيدا ثم شك في نوع مرضه لكنه اراد التأكد  فسأل المريض قائلاً: اريد ان اسألك سؤالاً اذا اجبتني عليه صدق ظني بمرضك عندها سأعالجك قال المريض بصوت ضعيف: اسأل يا ايها الطبيب
قال: منذ متى بدأ بك المرض
اجاب المريض منذ شهرين تقريباً
قال له: ماكان آخر شئ تناولته قبل مرضك سواء كان طعاما او شراباً ولكنك كنت تعرف انه ربما يكون ملوث
سكت المريض ليعتصر ذاكرته ويتذكر الطعام او الشراب الذي تناوله قبل مرضه وبعد مضي فترة من الزمن قال المريض لأبن سينا: قبل شهرين كنت ماشياً في البرية وتهت وقد انهكني العطش وبعد بحث طويل وجدت بركة ماء شربت منها وبعد ان رجعت لأهلي مرضت في اليوم التالي ولكن ما علاقتها بمرضي
قال ابن سينا: هذا ماكنت شاكاً فيه فقد شربت من ماء راكد ملوث بأنواع الطفيليات دون ان تعلم لشدة عطشك
ثم ذهب ابن سينا لجلب نوع من الاعشاب الطبية صنع منها حساء وطلب من المريض شربه ولما تذوقه المريض قال انه مر وانا لا استطيع شربه
قال له الطبيب :تحمل مرارته فأما تشفى به او تموت من مرضك
فشرب المريض الحساء كله ولم يمر الا دقائق قليلة حتى تقيأ المريض الطعام ولكن هذه المرة تقيأ معه نوع من الحلزونيات الصغيرة ولما فرغت معدة المريض ناوله ابن سينا دواءً آخر ليعالجه به فشربه المريض وغط في نومٍ عميق وعندما اسيقظ كان جائعاً والتهم الطعام بشهيه وكان كلما تناول طعامه اخذ دواءه بنظام حتى مر يومان وجاء اهل المريض فوجدوا ابنهم في صحة جيدة فشكروا الطبيب وسألوه ماكانت علته
قال ابن سينا: ولدكم شرب من ماء ملوث بيرقانات نوع من الطفيليات الحلزونيه التي لها قابلية بالعيش بالمعدة واتلاف بطانتها حتى تقضي على المصاب ولكني اعطيته عشبة تقتل تلك الطفيليات وتساعده على لفضها خارج معدته والتخلص منها ومع ذلك اعطيته دواء لكي يشفي معدته ويقتل مابقي من مخلفاتها

****

لقد كان للعلم والطب اهمية كبيرة قديماً عند العرب اذ ان الطبيب كان يتمتع بمحاولته بشفاء احد المرضى على يديه
فالطب هي مهنة انسانية لا تجارة وتلاعب في حياة الناس كما يفعلون اليوم بعض اطبائنا للأسف
قال تعالى:
    بسم الله الرحمن الرحيم

(من قتل نفساً بغير نفس او فساداً في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعاً)
فالطبيب الذي يحاول جهده في انقاذ نفس وينقذها الله اعلم كم الأجر العظيم الذي ينتظره

حكايات اهلناWhere stories live. Discover now