الصدقة

141 18 2
                                    

كان رجلا غنيا يعيش في بيت كبير يجاورهم أناس فقراء وكانت زوجة الرجل انسانة فاضلة لا تنفك عن مساعدة المحتاجين والفقراء دون علم زوجها لأنه لا يرضى ان تأخذ من ماله فهو يعتبر مساعدة الناس تبذير لأمواله
في احدى الليالي طرقت بابهم احدى جاراتهم فخرج الرجل فطلبت منه ان يساعد جارتهم الفقيرة فقد توفي طفلها الصغير وليس لديها متران للكفن وهي متحيرة. فطردها وقال لها: اذهبي من هنا فنحن لم نفتح بيتنا سبيلا لمن هب ودب،  رحلت المرأة منكسرة الخاطر
وقد سمعت زوجة الرجل كل الحديث فلما ذهب زوجها للنوم ذهبت بسرعة الى جيرانهم واعطتها المال اللازم لشراء الكفن والدفن وغيرها وقالت لها هذا من زوجي ولم تكذب فعلا هو من مال زوجها
وبينما الرجل كان نائما رأى أن نارا مخيفة تريد ان تلتهمه وتسحبه لخندق عميق من النيران وهو يصرخ وكلما اتجه من ناحيه اتته النار من امامه وفجأة يظهر متران من القماش الابيض يصد عنه النار ويحميه وكذلك كلما اتجه من الناحيه الأخرى ففزع مرتعبا وهو يتنفس بقوة ففزعت زوجته وسألته مابك فحكى لها ما رأى وقال علي ان اذهب الى جيراننا واساعدهم فقد طلبوا مني المساعدة وصددتهم
عندها قالت له زوجته: لا داعي فقد دفعت عنك ماكان يجب ان تفعله فتلك النار التي رأيتها ما هي الا جهنم وقطعة الكفن ماهي الا رمز للصدقة التي تدفع عنك البلاء
نظر لها وشكرها على فعلتها وقال لها: من اليوم لن اقف في وجهك لعمل الخير فذلك افضل لي ولك وسنشترك في الأجر

-----------------------------
يحكى ان أمرأة توفي زوجها ولديها اطفال وكانت تطبخ كل خميس طعام توزعه على جيرانها على روح زوجها وكانت تعطي الصينيه لولدها الكبير الذي يبلغ من العمر عشر سنوات ليوزع الطعام على جيرانهم ولكن احد ليالي الجمع اخذ ولدها الصينيه وانزوى في مكان بعيد عن النظر واكل الطعام كله ورجع لامه بالصينيه وهي تظن انه وزعها للجيران
وايضا في نفس الليلة رأت زوجها في عالم الطيف وهو يلبس احسن الثياب ويبتسم ويقول لها: ظننتك نسيتيني لكن اليوم وصل اجر ما طبختيه على روحي شكرا لك
فأستيقظت وهي تقول: ولكني لم انساك فكل خميس اعمل ما بوسعي لأوصل الثواب لك فنهظت وذهبت تسأل ابنها قائلة له: يا ولدي لقد رأيت ابيك في المنام يقول كذا وكذا فقل الحقيقة لمن بعثت بالطعام البارحة
قال لها ابنها: امي انا اسف لكني كنت جائعا فأكلته كله فقد قلت في نفسي ان امي تطبخ الذ الطعام للناس وتنسانا

عندها عرفت المراة انها كانت مخطئة فما كانت تصنعه لا يصل اجره لانها قصرت بحق ابنائها الايتام وذكرت الناس فمهما كان ابنائها اولى بالصدقة

*       *         *        *         *

عزيزي لا تبخل بالصدقة وانت حي فكل ما ستجمعه سيتناقله الورثة فيما بينهم ويبذرونه في الحلال والحرام وانت الذي ضيعت عمرك لجمع المال وبخلت بالقليل لن يتذكرك احد بعد وفاتك الا نادراً

وثانيا ليس كل ما نفعله للميت يصل اجره له فقد تكون وضعت صدقتك في المكان الخطأ او تركت من هم اولى بالصدقة

حكايات اهلناWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu