نعمة الله

149 21 7
                                    

كنت اسمع هذه القصة من اهلنا قصة جميلة فيها عبرة قد تنفع هذه الأجيال
واعتقد انها قصة حقيقية

نجح مصطفى وتخرج بمعدل ممتاز وبما ان اهله ميسوري الحال سافر للخارج ليكمل دراسته ورغم المغريات كان شابا خلوقا ملتزما بدينه لم يغيره شيء كان همه ان يكمل الدراسة ويرجع لأهله ليفرحوا به
ولكنه بعد فترة تعرف على طالبة اجنبية معه في البداية كانت زمالة بعدها اصبحت صداقة ثم اعجاب ثم احبا بعضهما اذ انها التمست به الشاب الشهم والخلوق اضافة الى الوسامة اما هو فوجدها انسانة رقيقة وجميلة وطيبة. ولكنها كانت مسيحية اما هو مسلم مختلفين في الدين لكن ذلك لم يمنع حبهما من الاستمرار
فذهب ذات يوم ليخطبها من اهلها فرفضوا لانه مسلم لكنها حدثتهم عنه وقالت لهم انها تحبه كثيرا وان لم تتزوج به ستقتل نفسها
فكان جوابهم انه سيجبرك على ترك دينك
اجابتهم: انه انسان حر لا يتدخل في اعتقاداتي كما يحب ان لا اتدخل في اعتقاداته
فبعثوا اليه اهلها ووافقوا على طلبه ففرح كثيرا لكنهم شرطوا ان لا يجبرها على ترك دينها وان يبقى هنا و يذهب لأهله لزيارتهم فقط . وبما انه ارسل رسالة لأهله اوضح الامر لهم لم يعارضوه
ثم وافق مصطفى على طلباتهم وبعد فترة تزوج بها وعاشا فترة من الزمن بسعادة وفي احد الأيام انتبهت لزوجها وهو يغير القناة على صورة قبة ذهبية عليها علم اسود والكثير من الناس التي تلطم على الصدور وصوت قاريء حزين والناس يبكون وزوجها يتفاعل معهم فتعجبت لما رأت فسألته: ماهذه القبة وما هؤلاء الناس اجابها بحزن: انه امامنا الحسين عليه السلام
قالت له: الحسين!ومن هو الحسين؟
قال: انه سيد الشهداء قتل مع اصحابه واولاده في طف كربلاء
قالت: هل صلبوه كالسيد المسيح ع
قال: بل قطعوه اربا اربا بحقدهم
نظرت اليه وعينيها مغرورقتان بالدموع وقالت: ارجوك احكي لي حكايته
فحكى لها كل القصة من اولها الى اخرها وما ان انتهى حتى رآها تبكي بحرقة وتقول: هل هؤلاء وحوش يقتلون الاطفال ويأسرون النساء بعد قتل رجالهم ولكن هذه الشجاعة من الحسين ع ليست عادية هل هو نبي
قال زوجها: بل هو حفيد نبينا محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وابن امير المؤمنين علي وفاطمة الزهراء عليهما السلام
ثم بدات تسأله عن الامام علي والزهراء( ع) وبدأ يجيبها وكل يوم تسأله عنهم حتى جائته في يوم وقالت له: اريد ان ادخل الاسلام فلقد احببته بأخلاق نبيكم واهل بيته الاطهار
قال: هل انت واثقة مما تفعلين ولست مجبرة قالت: كلا بكل حريتي وعقلي اخترت طريقي واتمنى في يوم ان تأخذني للعراق لأزور الامام علي واولاده عليهم السلام
ابتسم وقال لها: بالتأكيد سآخذك اليهم

ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن تمرضت زوجته بمرض عضال انتكست يوما بعد يوم وكانت كلما كان بقربها تطلب منه ان يعتذر من الامام علي (ع) لانها لم تستطع زيارته وكانت في فترة مرضها ملتزمة بالدعاء والتوسل بآل البيت (ع)
حتى جاء اليوم الذي ودعت الدنيا ورحلت تاركةً زوجها المحب لها في حزن عميق مع اهلها واقاربها ودفنوها في مقبرتهم كما هي عادتهم ووضع جميع ذهبها معها الذي كانت قد اوصته ان يأخذه بعد رحيل الجميع ليتبرع به للفقراء وفي منتصف الليل ذهب ليأخذ كيس الذهب ولما فتح التابوت واخرج الكيس حاول النظر لها لاخر مرة فأضاء بالمصباح  وانصدم اذ رأى جثة جارهم في العراق في قبر زوجته كيف حدث هذا
ذهب مسرعا الى بيته واتصل بأهله وسألهم عن جارهم فأخبروه انه توفي منذ يومين فقرر العودة الى الوطن لمعرفة المزيد
في اليوم التالي سافر الى وطنه بعد غياب طويل تمنى لو ان زوجته معه لكن ... حتى انهم لم يعيشا لأكثر من سنة مع بعضهما
بعد وصوله واستقبال اهله الحار له ذهب ليعزي جيرانهم على وفاة ابيهم
وسالهم اين دفنوه فقالوا في النجف الاشرف في مكان كذا وكذا
فسافر في اليوم التالي الى النجف وذهب الى مسؤول الدفن واعطاه المال وطلب منه فتح القبر لأنه سقط منه شيء مهم جدا مع الجثة ولما فتح قبر جارهم وجد جثة زوجته مكان جثة جارهم تفاجأ مصطفى وتحير في هذا الأمر ثم اعاد القبر كما كان وذهب لرجل دين يسأله عما رأى فكيف نقلت جثة زوجته في قبر جارهم وجثة جارهم في قبر زوجته الذي هو في قارة اخرى
اجابه رجل الدين: يقال ان هناك ملائكة نقالة تنقل الموتى حسب ايمانهم فربما هناك سبب نقل زوجتك الى مقبرة وادي السلام
قال مصطفى: كانت تتمنى زيارة النجف الاشرف وعندما مرضت اوصتني ان ادفنها هنا ان استطعت فقلت لها هذا مستحيل
قال رجل الدين: لقد فهمت الأمر فلا مستحيل عند الله، ولكن لماذا جاركم نقل لمقبرة المسيحيين
اجاب مصطفى: لا اعلم سأسأل اهله عندما اعود
ولما عاد مصطفى الى اهله ذهب لجيرانهم وطلب ان يتحدث مع زوجة المتوفى فحكى لها كل ما رأى وعندما اكمل كلامه سكتت قليلا ثم قالت: يا ولدي دع هذا السر بيننا فأن زوجي رجل يصلي ويصوم ويفعل ما يرضي الله الا شيء واحد هو عندما يتوضأ يقول ان دين المسيح افضل من دين الأسلام. واعتقد ان كلامه هذا هو سبب نقله الى مقبرة المسيح واستبداله بزوجتك المؤمنة
فهم مصطفى المسألة فقد اتضحت عنده الأمور فلا يجوز ان نستهين بديننا مهما كان فمن رأى سوءا ينسب للدين فذلك فعل البشر اما الدين فشرع الله العادل الذي تتقبله الفطرة البشرية فلا يجب الاستهانه بديننا مهما كان وكن زيناً للدين لا شيناً يكره الناس دينك بسبب افعالك السيئة ، فدين الاسلام هو امتداد للأديان السماوية وختامها .

عظم الله اجورنا واجوركم بمصاب سيد الشهداء ابا عبدالله عليه السلام

حكايات اهلناDove le storie prendono vita. Scoprilo ora