سر الناقة

229 37 3
                                    

كان في احدى القرى شيخ متزوج من أمرأتين زوجته الاولى لديها ولد واحد اما الثانية فلديها ستة اولاد وكانت المقربة لقلب الشيخ وكانت تعيش في بيت كبير  بينما كانت الأولى تعيش في بيت صغير قرب بيت زوجها وكانت معاملة الشيخ لزوجته الاولى سيئة ولا يهتم لأبنه كثيرا. بينما اولاده الباقين مدللين لأن أمهم تقف دائما بجانبهم.
كان عند الشيخ من ضمن ما يملك من الماشية كانت عنده ناقة صفراء تذهب عند المساء ولا تأتي الا الفجر وعند الصباح عندما يحلبونها كان حليبها له نكهة لا مثيل لها مرة كالعسل ومرة كنكهات الفاكهه ودبس التمر ومالذ وطاب من المشروبات. كان الشيخ محتارا في امر هذه الناقة فقرر ذات يوم ان يختبر اولاده فجمعهم وقال لهم:اولادي اريد منكم ان تتبعوا الناقة عند مغادرتها وتعرفوا سرها والى اين تذهب
قال ابن زوجته الأولى (غيث):انا اذهب يا ابي
اجاب الأب: لا لن تذهب دع اخوتك يذهبوا فهم افضل
انكسر قلب غيث ورجع لوالدته شاكيا باكيا فهدئته وقالت له: لا عليك ياولدي سيأتي يوم ويعرف ابوك قيمتك
هدأ غيث لكلام والدته. وعند المساء وعند خروج الناقة تبعها ابنه الاول من زوجته الثانيه ومشى خلفها وقد حل الظلام وهي تمشي وهو خلفها حتي اعياه التعب وغلبه النعاس وما ان غفى لبرهة حتى اختفت الناقه من امام ناظريه فبحث عنها في كل الاتجاهات فلم يجد لها اثر فرجع خائبا الى ابيه الذي وبخه قائلا: لا خير فيك سوف ابعث اخوك الثاني. وفي مساء اليوم التالي ذهب الثاني خلف الناقة ولكنه فشل واضاع اثرها بسب غفوة وكذلك الثالث والرابع والبقيه كلهم فشلوا.
قالت زوجة الشيخ الثانيه: لما لا ترسل ابن زوجتك تلك فهو ايضا ابنك (كانت غايتها ان يفشل مثل اولادها ولا يتفضل عليهم)
اجاب الشيخ: حسنا سأبعث غيث ليتبع الناقة
فبعث اليه وقال له: اذهب انت هذه المرة
فرح غيث وقال: شكرا يا ابي لأنك منحتني فرصة لاثبت نفسي امامك فقد اريد فرسا وخنجرا  وسأفعل ما امرتني
فأعطاه ابوه ما طلب وخرج متجهت نحو امه وأمرها ان تحضر له زاد للسفر وبعض الملح
وعند المساء خرجت الناقة فتبعها وضل يتبعها وحل الظلام وهو يتبعها فأحس بالتعب والنعاس ولكنه اخرج خنجره وجرح اصبعه ووضع عليه الملح فلم يستطع ان ينام من الألم وبقي هكذا حتى وصلت الناقة الى ارض غريبه في وسط الصحراء وبدأت ترعى فيه فنزل عن فرسه ونظر الى نوع النبات الذي تأكله الناقه كان النبات غريبا وله روائح طيبة جدا تشبه طعم حليبها فأخذ عينة ووضعها في حقيبته ولما اراد الرجوع لفت انتباهه ان هناك قرية على مقربة من هنا فدخل فيها ليعرف اي نوع من القرى هذه فرأى البيوت خاليه ومهجورة تعجب للأمر وظل يدور هنا وهناك عسى ان يجد احدا ويسأله عن السبب وبينما هو يبحث رأى ضوئا خافتا من احد المنازل فذهب ولما اراد ان يطرق الباب سمع صوت مخيف وصوت أمرأة تتوسل اليه ان يرحمها.فأسترق النظر من الشباك فرأى مخلوقا مخيفا وله جناحان ومخالب وانياب يمتص بدماء تلك المرأة من ابهامها وهي تترجاه وبعد ان انتهى طار بعيدا بينما سقطت المرأة على الارض مغما عليها فذهب اليها غيث ورمى على وجهها الماء فأستيقضت وسألته :من انت
قال: انا عابر سبيل ورأيت بالصدفة كل شيء فما هذا المخلوق واين اهل القرية
قالت له: اهل القرية منهم من هرب ومنهم من قتلته تلك المخلوقات اما انا واخواتي فأصبحنا اسيرات لديهم يطعموننا ويشربون دمائنا
فقال لها: وهل هناك المزيد منهم
قالت: نعم واخواتي اسيرات عندهم
قال لها: سأساعدك ولكن كيف
قالت: اذهب الى والدة هؤلاء المخلوقات وعند دخولك عليها اركض بسرعة نحوها وقبل يدها وأوهمها انك ابنها فهي عمياء ثم طمئنها منك وبعد ذلك اطلب منها ان تلعب بالقوارير التي تضعها على الرف وعندما تعطيك اياها اكسرها فعندما تكسرها سيموتون كلهم ففيها قوتهم وسرهم
قال: سأفعل وسأنقذ اخواتك منهم
شكرته وودعها وذهب الى مكان الأم
ولما وصل فعل ما اوصته به تلك الفتاة ولما وافقت هذه المخلوقه على لعبه بالقوارير وحذرته من كسرها أمنها وقال لها: لا تخافي ياأمي.  وبينما هو يتحدث معها اسقط القوارير كلها وانكسرت جميعها وماتت تلك المخلوقة مع اولادها. وفك أسر اخوات تلك الفتاة وجاء بهن الى اختهن ففرحن وشكرنه
فقالت له تلك الفتاة: انا اسمي فاتن وهذه اخواتي نشكرك كثيرا ونريد منك ان تأخذنا معك الى قريتك فنحن هنا وحيدات
فوافق وجاء بهن نحو اهله الذي غاب عنهم ثلاث ايام وقد ظنوا انه مات وكانت ام غيث في حالة يرثى لها
ولما قدم الى اهله ورأوه استقبلوه وسط تساؤلات عن سبب تأخره ومن هذه الفتيات اما امه المسكينه فقد اغمي عليها من الفرحه ولما هدأو وارتاح غيث من السفر حدث والده بكل شيء ومن هذه الفتيات واعطى والده ذلك النبات الذي تاكل منه الناقة ففرح ابوه بما فعل وأكرمه وقربه اليه وقال له ان يأتي ويعيش مع والدته في بيتهم الكبير وسوف ازوج اخوتك من اخوات فاتن وانت تزوج فاتن فرح غيث لأنه استطاع ان يثبت نفسه امام ابيه بأنه رجل يعتمد عليه.

حكايات اهلناWhere stories live. Discover now