حكايات اهلنا

الكرم

يحكى ان رجلا يعيش في البادية مع زوجته كانوا فقراء ولا يملكون سوى نعجتين يقتاتون من حليبهما وكان يخرج الزوج كل يوم باحثا عن عمل ولكنه لا يجد فيعود لزوجته بالحطب او بالماء

وفي احد الأيام وبينما كان الزوج خارج منزله كانت الزوجة جالسة تنتظره ان يعود لهما بما يأكلونه فليس لديها سوى بعض الخبز. وفجأة جاء فارس وسلم عليها فردت السلام وقالت له: يبدو عليك عطشانا
اجابها :نعم
فسقته الماء لكنه بقي في مكانه
سألته: هل انت تائه يارجل
اجابها: نعم انا تائه ولكن اريد من يدلني على الطريق فرأيت خيمتكم من بعيد لكن للأسف يبدو انك وحيدة
قالت: كلا انا اعيش مع زوجي ولكنه خرج وسيعود قريبا فتفضل عندنا حتى يعود فيبدو انك جائع
شكرها الرجل وجلس في المكان المخصص للضيوف
فقامت المرأة بذبح احدى النعجتين وطبخها وتقديمها للضيف. شكر الضيف كرمها فقالت له: تعلمت هذا من كرم زوجي
وبعد فترة من الزمن عاد زوجها وهو تعب جدا فوجد الضيف ورحب به فرأى الوليمة امامه فذهب لزوجته وقال لها: من اين لك هذه الذبيحة التي قدمتيها للضيف
اجابته: انها احدى النعجات التي نملكها
صرخ بها وقال: ويحك ياأمرأة مالذي فعلتيه سألقنك درسا ثم رفع عصاه وضربها. فسمع الضيف الضجة وجاء مسرعا وقال لهما: هل هناك مشكلة يا جماعة. وقبل ان ينطق الزوج صاحت زوجته :نعم يااخي ان زوجي يلومني ويقول لي انني لم اقم بالواجب لك فيجب علي ان اذبح نعجتين لك
قال الضيف: انا جدا شاكرا لكما على هذا الكرم ولكن لو قدمتا لي الخبز اليابس لكان نعمة من الله وكرما منكما  وانا تاجر معروف في المدينة وعندي من الغنم والماشية قطعان كثيرة فأذا دلني زوجكي للطريق سأكون شاكرا له وسأعطيه الكثير منها
بينما كان الزوج صامتا متعجبا لجواب زوجته وبخله بينما موقف زوجته كان كريما جدا للضيف وللزوج ثم سكت
وبعدها اخذ الضيف ودله الى الطريق فجازاه التاجر بمائة رأس غنم مع عشر جمال وبعض المال وقد اوصاه التاجر ان يعود له كلما احتاج ولا يخجل منه لأن كرمه وزوجته قد وهباه الحياة
ثم عاد الزوج ومعه قطيع الاغنام والأبل وشكر زوجته على تصرفها الذكي فهي كانت سببا لرزقه