حكايات اهلنا

النعجة والكلب

من حكايات جدتي الطريفة

في احد المنازل الريفية كانوا يملكون كلبا يحرسهم ويحرس حيواناتهم كان اصحاب المنزل يعتنون بالكلب جيدا ويحبونه ولكن بعد سنوات كبر الكلب واصبح كثير النوم وقليل النباح
في يوم كان الكلب ينام بقرب شباك المنزل فسمع صاحب المنزل يحدث زوجته: سأرمي الكلب غدا بعيدا فهو لم يعد ينفعنا وان عاد سأقتله وسأجلب كلبا صغيرا نربيه وايضا سيصلون الينا غدا ضيوف وسأذبح النعجة لهم
لما سمع الكلب كلام الرجل خاف وذهب لصديقته النعجة وقال لها :ايتها النعجة علينا الهرب الليلة بعد ان يناموا اصحاب البيت والا سنموت غدا
خافت النعجة كثيرا وقالت للكلب: مالذي سيفعلونه بي
قال: سيذبحونك وسيطبخونك
خافت النعجة وبدأت ترتجف ووافقت على الهرب مع الكلب فسألته: ولكن ربما تأكلنا الوحوش خارجا
قال: سأحميك يا صديقتي
وعند منتصف الليل هربا دون ان يحس احد بهما ركضا وركضا حتى ابتعدا كثيرا وبقيا يمشيان دون انقطاع حتى وصلا لمكان بعيد عن القرية فدخلا بستانا مهجور فقررا ان يستريحا هنا فغطا بنوم عميق حتى اصبح الصباح ولما استيقضا رأيا نفسهما في مكان جميل جدا بستان مهجور فيه الكثير من الاعشاب التي تستفاد منها النعجة لطعامها وايضا يوجد بيت قديم من الطين مهدوم ولكن به بعض الاماكن التي يستطيعان العيش بها
فقرر الكلب ان يستقرا هنا ولكنه سيبتعد بين الحين والآخر للبحث عن طعام فهو لا يأكل العشب
بقيا معا في أمان وهما سعيدان جدا بأنقاذ نفسيهما
في احد الأيام خرج الكلب ليبحث عن طريدة ليأكلها فتأخر قليلا في هذه الاثناء مر ثعلب فرأى النعجة فطمع بأكلها لكنه اراد ان يتأكد هل هناك من يحرسها فأراد التحجج عليها فوقف امامها بينما هي كانت منهمكة بأكل العشب
رفعت رأسها فرأت الثعلب امامها فبدأت ترتجف من شدة الخوف
فبادرها الثعلب قائلا بغضب: ايتها النعجة لماذا تدخلين ارضي
قالت له بكلمات متقطة وهي ترتجف: الأرض أرض الله
قال: بل ارضي
قالت: بل ارض الله اثبت لي انها ارضك
قال سأثبت لك ذلك وان كنت على حق سألتهمك
خافت كثيرا وهي ترتجف وتقول: وما هو الاثبات اقسم انها ارضك
قال لها: وبماذا اقسم
قالت: ستقسم بالله ان هذه الارض ارضك وسيكون قسمنا على ذلك التنور الطين المهجور لأنه مكان مقدس فالبشر يخبزون به الخبز
قال لها: سآتي غدا صباحاً. ثم تركها وذهب
فخرت النعجة مغشيا عليها لم تنتبه الا على صوت الكلب وهو يوقضها: مابك ياصديقتي هل هناك خطب ما كي تنامي هنا
بدأت النعجة بالبكاء وقالت له: ارجوك يا صديقي خلصني من الثعلب فهو يريد اكلي
فقال لها الكلب: لن يجرؤ احد ان يمسك بسوء وانا موجود
قالت له: مالذي ستفعله غدا عندما يأتي الثعلب
قال: افعلي ما اتفقتما عليه وسأختبيء انا بداخل التنور حتى يقترب فأنقض عليه
شكرته كثيرا وقالت له: لولاك لكنت في خبر كان

في اليوم التالي عند الضحى وقفت النعجة قرب التنور منتظرة الثعلب ليقسم لها ان الأرض ارضه بينما اختبأ الكلب داخل التنور. ولم تمر مدة طويلة حتى جاء الثعلب مسرعا وهو يلهث قال الثعلب: لقد جئت حسب الموعد والآن سأقسم وتقسمين وبعد ذلك سأجعلك وجبتي الدسمة
بدات النعجة ترتجف برغم معرفتها بوجود الكلب الذي سيحميها لكنها تماسكت قليلا وقالت: اذن هيا تعال كانت هي بقرب التنور فالقت قسمها وقالت: اقسم بهذا التنور الذي يخبزون به نعمة الله ان هذه الأرض ارض الله
ضحك الثعلب ساخرا منها واقترب من التنور وقال بصوت مرتفع: اقسم بهذا التنور الذي يخبزون به نعمة الله ان الأرض .......سكت الثعلب وارتجف لأنه لمح الكلب داخل التنور فعرف انه في ورطة فأكمل بصوت منخفض ان هذه الارض ارض الله في هذه اللحظة قفز الكلب على الثعلب بينما الثعلب لاذ بالفرار ولحقه الكلب حتى امسكه وانتقم منه ورجع للنعجة منتصرا يهز بذيله فنهضت النعجة واطلقت الزغاريد واشادت بشجاعة صديقها الكلب
فعاشا معا بسلام ولم يبتعد الكلب عنها بعد ذلك حتى اذا احتاج للبحث عن طريدته يأخذها معه لتكون تحت حمايته

وانا خليتهم واجيت 😂