وصف لأيام زمان

143 13 12
                                    

كان في  بساتين البصرة قديماً  في احدى قراها الخضراء سابقا كان النخل من كثرته متشابك السعف مع بعضه واعثاق التمر نضيدة فعندما تمشي في قرى البصرة في الماضي لمسافات طويلة ستكون تحت مظلة النخيل دون ان تمَسَك الشمس لمدة طويلة كما هو الحال اليوم
 كان الناس يزرعون الخضروات ذات الطعم اللذيذ الذي افتقدناه الآن اكثر اهل القرى لا يعرفون التسوق فكل شيء موجود عندهم من الخضروات والفواكه والبيض والدجاج والماشية والحليب الطازج والزبدة فتجد اجدادنا يتمتعون بصحة جيدة بحيث  ان امراض السرطان والسكر والأمراض الصعبة لا يعرفونها وكانت اعمارهم طويلة ويتمتعون بالصحة
هوائهم نقي ونظيف رغم انهم كانوا يشربون من الأنهار لكن الأنهار لم يكونوا يرمون فيها القاذورات والأوساخ رغم انهم لم يتعلموا في المدارس
 اما السمك فيصطادونه من الانهار التي بقربهم او يشترونه من الصيادين لكن ليس بالمال بل مقابل الخضروات او التمر. ،والرز والطحين يشترونها من مركز المدينة كل شهر تقريباً كان رز المشخاب الطيب الطعم والرائحة والذي يمتاز به العراق فقط وحنطتنا السمراء ذات الطعم المميز الذي حرم منه جيل هذا الزمان
كل شيء كان ذا قيمة لدى الناس رغم بساطة عقولهم فقد كانوا يعتبرون الشجرة كأبنتهم فلا يقطعونها حتى لو اعاقتهم في بناء اكواخهم واذا اضطروا لقطعها سيتأثرون عليها كثيراً
اما في الصيف الذي لم يكن حاراً جدا كما هو الحال اليوم كان الاولاد يسبحون في الانهار والفتيات يجلسن مع امهاتهن تحت (السوباط) ليصنعن حصائر وسلات من خوص النخيل اما السوباط فهو مكان مبني من اربعة جذوع نخل يابسة وعليها سقف متين ومغطى بحصائر البردي والخوص يجلسون تحت ظله في النهار في الهواء الطلق اما في الليل فينامون فوقه لم تكن هناك مكيفات هواء يشربون الماء البارد من إناء الفخار (الحِب)
ينامون مبكرين ويستيقضون من الفجر يصلون ويسعون لسقي اراضيهم وجني خضرواتهم قبل ان ترتفع حرارة الجو
اما في الشتاء فكان نهارهم كله عمل لقصر النهار ودفء الشمس اما ليلاً فكانت تدفئتهم على منقلة الجمروكانت تحيط بها العائلة لتحكي احداث يومها او حكايات للأطفال (حكايات اهلنا) دفء الجمر ودفء العائلة وكانوا يحفرون حفرة في الارض ليضعوا فيها الجمر حتى تدفأ ارضية الغرفة
صحيح ان حياتهم بسيطة لا نستطيع ان نعيشها لكنها حياة صحية ونظيفة من الملوثات
خبز الأمهات في تنور الطين الذي وقوده الحطب ولعب الفتيات في ارجوحة شدت على غصن شجرة كبيرة وبعض الاولاد يتراكضون متسابقين والبعض يصطاد الاسماك الصغيرة ليطعمها للدجاج والبط
اما الأباء فمنهم من يحرث او يسقي ارضه ومنهم من يصعد النخل تارة للتلقيح وتارة للجني ويفصل بين هاتين الفترتين اشهر
كانت هناك مدرسة واحدة في هذه القرية يذهب اليها الاطفال في الشتاء مدرسة بسيطة بنيت من الطين والقصب 
لا يمكن لوصف القلم او الكلام ان ينقل تلك الصورة الجميلة عن ارياف العراق مهما كتبنا او تحدثنا لكن ربما يفهم من يقرأها قيمة ارضنا الحبيبة
هذه نبذة صغيرة من جمالية قرى البصرة اما بقية المحافظات ك كربلاء والحلة وغيرها فمؤكد لها ميزة خاصة
ارضنا كجنة غناء كانت ، و بأيدينا نستطيع اعادتها بعد ان دمرها الطمع والجهل والأنانية

 ،والرز والطحين يشترونها من مركز المدينة كل شهر تقريباً كان رز المشخاب الطيب الطعم والرائحة والذي يمتاز به العراق فقط وحنطتنا السمراء ذات الطعم المميز الذي حرم منه جيل هذا الزمانكل شيء كان ذا قيمة لدى الناس رغم بساطة عقولهم فقد كانوا يعتبرون الشجر...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
حكايات اهلناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن