وفاء زوجة

156 22 1
                                    


القصص التي اكتبها لكم بسيطة ببساطة اهلنا سابقاً فلا تتعجبوا من افكارهم في سرد القصص

وهذه القصة خيالية بعض الشيء

يحكى ان امرأءة كانت تحيي ليالي القدر كل عام من شهر رمضان المبارك
وكانت تفترش سجادة الصلاة بالقرب من سرير زوجها وتبدأ احياء ليلتها حتى طلوع الفجر مابين تلاوة القرآن والصلاة والتسبيح والدعاء وكانت مداومة على عبادتها في هذه الليالي كل عام

في احد السنوات وبينما كانت تسبح لله رأت نوراً من السماء فرفعت رأسها لتنظر فرأت ملائكة نورانيين لهم اجنحة وهم معلقين في الهواء فسألوها اطلبي وسيستجاب دعائك لكنها من كثرة المفاجئة والرهبة امسكت بزوجها لتوقظه وفجأة اختفى كل شيء فنظرت حولها فظنت انها تحلم فألتفتت لزوجها لتجده قد تحول كل جسده من الذهب الخالص فحزنت لذلك كثيرا وفي نفس الوقت خافت على زوجها ان يعرف به احد فيقطعونه اربا فقامت بلفه بسجادة كبيرة لا تستعملها ووضعته في المخزن لتحافظ عليه وظلت تدعو الله ان يرجع زوجها كما كان
اما اهلها واهل زوجها واصدقائه عندما يسألونها عنه تقول انه سافر ولا تعلم متى سيعود
اما ظروفها فبدأت بالتدهور ونفذ المال الذي لديها ففكرت ان تعمل لتجلب لقمة العيش لأبنائها الثلاثة
فبدأت رحلة معاناتها مع العمل خارج المنزل عملا شاقا لتعود متعبة وتبدأ بأعمال المنزل ومتطلبات ابنائها
وكانت كل عام في ليالي القدر تتعبد وتدعو الله ان يعيد زوجها كما كان
ومر العام الاول ومعاناتها وحزنها يزداد اما اليأس فلم يدخل قلبها وكانت تنتظر كل عام على امل ان يعود زوجها كما كان ليعينها على مشقة الحياة

مرت ثلاث سنوات والحال نفسه وفي ذلك العام تدهورت صحتها مما جعلها لا تخرج للعمل وبدات بأقتراض المال من اصحاب عملها واهلها وهم يلقون اللوم على زوجها الذي تركها وسافر ولم يفكر بها وبعد ان استعادت صحتها وجدت مكان عملها قد اخذته غيرها بينما اصحاب المال طالبوها برد الدين وهي لا تملك سوى قوت يومين فقط
فكرت ان تقتطع قليلا من اصبع خنصر زوجها الذهبي لتبيعه وتسد دينها ولكي يأكل ابنائها
ذهبت ليلا وابنائها نيام واخرجت زوجها وبدأت تشكو له وتبكي واعتذرت منه بعدما قطعت جزءا من خنصره واعادته الى مكانه وذهبت في اليوم التالي لتبيع قطعة الذهب فسألها الصائغ من اين لك هذه قالت: وجدتها فظننتها حصاة فقلت آتي واسألك
قال لها: انها ذهب خالص سأشتريه منك وخاصة انه يشبه الى حدٍ ما اصبع انسان انها حصاة غريبة
شكرته وقالت: الحمدلله اني وجدت هذه الحصاة فأنا محتاجة للمال
اخذت المال وشكرته وذهبت لتسد ديونها وتبحث عن عمل اخر
بعد مدة وجدت عملا واصبحت تستطيع ان تسد جوع ابنائها
وفي العام الرابع في ليالي القدر كانت تضع زوجها كل ليلة على فراشه وتفرش سجادتها بالقرب منه لتبدأ بعبادتها المعتادة وعندما تفرغ تبدأ بالدعاء والتوسل لله ان يعيد زوجها
وبينما هي كذلك رأت نورا نزل من السماء على مكان زوجها وسمعت احد يقول لها "ابشري خيرا يا امة الله فقد نجحتي في الامتحان وستجزين عليه"

فأنتبهت لنفسها فعلمت انها بين اليقضة والنوم فنهظت لترى زوجها فوجدته قد عاد بفضل الله وهو نائم يتنفس ومن شدة فرحها عانقته وبكت فأستيقظ زوجها مرعوبا وهو يقول: مالذي حصل مابك يا عزيزتي
فنظر اليها ليجدها قد بان الشيب عليها ووجهها قد ذبل فسألها في تعجب: ما بك قبل ان انام كنتِ كالوردة المتفتحه لما انت الآن ذابلة
نظرت اليه وهي تمسح دموعها فعلا قبل ان تنام كنت وردة متفتحه اما بعد ان استيقظت وجدتني ذابلة وبدأت تحكي له ما جرئ وهو بين مصدق ومكذب فقال لها كيف يحدث ذلك
قالت: انظر لخنصرك المقطوع الذي اضطرتني الحاجه لقطعه واصبح دليلا ليثبت لك صحة كلامي
بدأ بتصديقها وقال لها كيف لم تطمعي في ان تقطعيني وتستفيدي مني او كيف استطعت المحافظة علي
قالت له: لا حاجة للمال دون وجودك فأبناؤك يحتاجون ابا لا مالا فالمال يعوض لكن الاب لا يعوض وكذلك انت زوجي وشريك حياتي فكيف لي ان اخون نفسي بألاستفادة من ضعفك

نظر لها نظرة اعجاب ودهشة وحياها من كل قلبه على قوتها وصبرها وشكر الله على هذه الزوجة التي حفظته في غيابه وحافظت عليه حتئ في اصعب اوقاتها
في اليوم التالي ذهب زوجها لعمله فوجد نفسه مفصولا فرجع وفي الطريق قرأ اعلان لتوظيف في شركة اخرى وكانت المميزات التي طلبوها متواجدة فيه وقدم على ذلك العمل وقبلوه بسرعة وبدأ بالعمل خلال يومين وكان راتبها اكثر من عمله السابق اضافة الى المكافئات وغيرها وبدأت امورهم بالتحسن الى احسن حال وارتاحت زوجته من عناء دام معها اربع سنوات تجاوزته بنجاح ومكافأة
وبما انها شكرت الله في الضراء شكرته ايضا في السراء

والحمد لله على كل حال

حكايات اهلناWhere stories live. Discover now