الجنيات الثلاثة

180 25 6
                                    

هذه قصة خيالية ولكنها جميلة

يحكى ان رجلا عزم على السفر للبحث عن رزقه فحمل متاعه وذهب مشيا على قدميه الى ان يصل الى مكان يلائمه فمشى مسافة طويلة جدا.
فأعترضه نهر ووجد عليه أناس كثيرون وقاربين احدهما يذهب والآخر يأتي ولكن كان اصحاب القوارب متوقفين وفي حيرة من امرهم وكان الناس في نقاش فدخل وسلم وقال: ماذا هناك هل من خطب
قالوا: نعم لقد عبر مجموعة من الناس في القارب ولكنه انقلب وكلما عبر احد القوارب ينقلب فتتعرض حياة الناس للخطر
ابتسم الشاب وقال: سأعبر وحدي في القارب فأنا لا اصدق ما تقولون
اندهشوا الناس ثم اجابوه: حسنا سيعبر كل واحد يستطيع السباحة وليرى صاحبنا حتى يصدق
فركب الجميع وسار القارب بهم وفي عرض النهر رأى الشاب يدا خرجت من الماء ولكن لم ينتبه لها احد وكانت اليد انثوية تلبس سواراً ذهبيا ارادت تلك اليد قلب القارب بمن فيه فسبقها الشاب وسلب منها السوار عندها اختفت اليد ومر الناس بأمان وبقيت القوارب تعبر بأمان دون ان يعرفوا السبب فشكروا الشاب ثم ذهب ليكمل طريقه

بعد ايام وصل الى قرية اكثر منازلها قد تهدمت فسألهم لماذا المنازل مهدومة
اجابه الناس: لا نعلم ياولدي كلما بنينا بيتا كبيرا وجميلا ينهار لوحده ولهذا نحن نسكن في اكواخ صغيرة
حدث الشاب نفسه: هل ياترى تكون تلك اليد هي نفسها.
فسألهم: هل يوجد منزل جديد سينتهي بنائه قريبا
قالوا: بلا بيت لأحد التجار وهو يتمنى لو ان لا تطاله تلك اللعنة
قال الشاب سأبيت في المنزل بعد انتهائكم ولعلي اعرف السبب
قالوا له: حسنا سنقول للتاجر وسيوافق
وبعد اسبوع انتهى عملهم في المنزل وفي الليلة الأولى بات الشاب لوحده في المنزل وبعد منتصف الليل رأى وقع خطوات تصعد السّلم فنظر فلم يرى سوى ساقين يصعدان الى السطح فتبع ذلك الشيء ونظر الى الساقين كيف يحاولان القفز ليسقط البيت فأسرع ودون ان يراه ذلك الشيء فأنتزع حجلاً كان في احد الساقين واختفت ولم يهدم المنزل
وفي الصباح تعجب الجميع وشكروا الشاب وكافؤه ثم اكمل طريقه

وبعد ايام وصل الى مدينة كبيرة قد اتشحت بالسواد الناس يلبسون الأسود والحيطان تلونت بالأسود وكل شيء والسكان في حزن فسأل الشاب احد سكان المدينة عن سبب السواد والحزن الذي هم فيه
اجابه: يفترض ان ابن ملكنا العادل سيتزوج الليلة وسنفرح كلنا ولكنه توفي البارحة والملك حزين ونحن نواسيه على حزنه
فهم الشاب انه يجب عليه المغادرة لأن هذا المكان لا يجد فيه رزقه فمشى حتي مر على مقبرة مكتوب عليها مقبرة الملوك فنظر اليها فرآها كحديقة جميلة تزينت بأنواع الورود فدخل اليها وحدث نفسه انه سيبيت هنا الليلة لأن المساء قد حل
وعند منتصف الليل ايقظه صوت انتبه ليري ثلاث حمامات على غصن الشجرة التي تحتها واحداهن تكلم الأخرى
قالت الأولى: كنت استمتع بأغراق الناس ولكن هناك شخص سلب مني السوار الذي يمكنني من الغوص
ثم تحدثت الثانية قائلة: وانا كذلك سرق احدهم حجلي الذي يعطيني القوة بهدم المنازل حتى يعيش اهل القرية في الخرائب فلا اريد ان يكون لهم منازل افضل مني
قالت الثالثة: اما انا فأني ازور قبر الأمير وايقظته وجلسنا نتسامر حتى الفجر
قلن لها هنيئا لك
ثم نزلت الحمامة وتحولت الى فتاة جميلة وفي يدها عصا ضربت بها قبر الأمير فخرج من قبره وجلسا معا يتحدثان
استغل الشاب غفلتهما وسرق العصا فلما احست الفتاة تحولت الى حمامة وطارت بعيدا مع صديقاتها
عندها سأل الشاب الأمير: من هذه الفتاة العجيبة
قال الأمير: انها ليست بشرية بل من الجن ولقد احببنا بعضنا ولكن لا استطيع الزواج منها لأن ابي يرفض الفكرة وفي ليلة زفافي من ابنة الوزير جائت لي تبكي وتقول انها لا تستطيع ان تراني اتزوج غيرها فقد خططنا ان تدعني اغط في غيبوبة كأني ميت وسأدفن وستأتي لزيارتي كل ليلة
قال الشاب: وهل ستكمل حياتك هكذا وابيك وسكان المدينة حزينون لأجلك
اطرق الامير: ولكني احب هذه الفتاة الجنية
قال الشاب ارجع لأبيك واخبره بالحقيقة وستجد حلا لذلك
قبل الأمير بكلام الشاب وذهبا معا الى الملك ولما رآه الملك فرح فرحا شديدا وشكر الشاب وقال له:اطلب اي شيء مني انفذه لك لأنك تستحق الكثير
قال الشاب :كنت ابحث عن الرزق فقط ولكني توفقت في مساعدة الناس
فأعطاه الملك منزلا وعينه وزيرا لديه
فرح الشاب وشكر الملك وطلب منه الذهاب في مهمة صغيرة ثم يعود ليساعد الأمير في مشكلته فأذن له الملك
ذهب الشاب الى المقبرة وجلس متخفيا تحت الشجرة وعند منتصف الليل جائت تلك الحمامات ولكن كانت احداهن تبكي بشدة وتقول: لقد سرق احدهم عصاي وكنت استأنس بأبن الملك ولكن مالعمل
بقيت اخواتها يهدئنها فخرج لهن الشاب قائلا: انا من سرق السوار والحجل والعصا
نظرن اليه بتعجب
ثم اكمل: لقد اخذتها منكن لأنكن  كنتن تستعملنا بطريقة خاطئة ولأيذاء الناس
قالت احداهن: اعد الينا حاجاتنا
قال: سأعيدها ولكن بشرط ان لا تستعملنها في ايذاء احد
ضحكن وقلن:  مادمت انك من استطعت التغلب علينا فنحن تحت امرك
قال: اليست احداكن تريد الزواج بابن الملك
قالت صاحبة العصا: نعم اتمنى ذلك ولكن هل سيقبل الملك بذلك
قال: نعم سيقبل فحياة ابنه مهمة لديه وستذهبين معي لقصر الملك حتى يراك ويقبل بك كزوجة للأمير
فرحت فرحا شديدا وشكرته
اما الأثنتان قالتا: ونحن سنكون معك وتحت امرك واختر اي واحدة منا لتتزوجها
ففعل الشاب ذلك واخذهن الى القصر وتزوج الأمير الجنية التي احبها واما هو فحصل على منزل جميل وعمل جيد وزوجة مطيعة

حكايات اهلناKde žijí příběhy. Začni objevovat