لن يبقى شيء على حاله

188 23 3
                                    

في زمان اجدادنا عندما كانت الناس على سجيتها كان رجل اسود اللون يعمل خادما عند احد الشيوخ اسمه (حمود)
فكان عبد الله يداوم علئ الحضور لمجلس الشيخ فيرى الخادم كلما جاء
وفي يوم قال له مداعبا: الى متى ستبقى على هذه الحال يا حمود
اجابه حمود: سيدي لن يبقى شيء علئ حاله ابدا
قال: وكيف
اجاب حمود: الايام كفيلة بذلك وسترئ

بعد فترة انقطع عبدالله عن المجيء لأنه انتقل لمدينة اخرى فدام انقطاعه لعام كامل ولما حظر كان همه ان يجد الخادم الأسود
وفعلا رآه ولكن بأي حال لقد اصبح بمنصب الشيخ والناس من حوله فلما رأئ حمود صاحبه عبدالله ناداه وقال له: ألم اقل لك لن يبقى الحال نفسه
عبدالله:ولكن! كيف اصبحت بدل الشيخ
اجابه :لقد توفي الشيخ ولم يكن لديه ولد سوئ ابن عشرة اعوام فكلفوني بشغل منصب الشيخ حتى يكبر الولد بأعتباري مطلع علئ امور الزعامة
عبدالله: اذا هنيئا لك الزعامه
حمود: لن تبقى الامور على حالها ستتغير
وبعد مرور عدة سنوات ايضا جاء الرجل
جاء عبدالله في مهمة لهذا المكان فتذكر حمود وقال فلأذهب وارى هل بقي على حاله ام تغير
ولما ذهب وجد شابا يجلس في وسط الديوان وحمود بجانبه فما ان رآه ابتسم وقال: اهلا بك يا عبدالله تفضل
فرد عبدالله السلام ثم شاوره: ماهو حالك الآن ياصاحبي
اجابه: انا الآن مستشار الشيخ
هز عبدالله رأسه باقتناعه بتغير الحال وبقي فترة ورجع لأهله فغاب سنتين ثم عاد ليرى حمود يصب القهوة للشيخ
فلما رآه ابتسم وقال له: لقد تغيرت حالي ولم تبقى كما هي فكما تراني لقد اصبحت صانع القهوة
فسأله عبدالله: لماذا نزل منصبك
اجابه حمود: اخطأت خطئا صغيرا فأعترضت عشيرة الشيخ علي وارادوا طردي فلم يقبل الشيخ ان ابتعد عنه وان ابقى اعمل في صب القهوة
ذهب عبدالله وهو يفكر في حمود ترى ماهي الحال التي سأراه به مرة اخرى
وبعد مرور سنوات عاد عبدالله ليرى حمود فرآه قد اطاح به المرض واصبح طريح الفراش فقال له عبدالله: وماذا بعد هذا الحال يا حمود
اجابه: ان ابقى على هذه الحال يا صديقي
وبعد مدة ارسلوا لعبدالله ان حمود توفي وقد اوصى لك وصيه
فجاء عبدالله باكيا حزينا عليه
قالوا له انه اوصانا ان تذهب لزيارة قبره كل عام
تعجب عبدالله من هكذا طلب لكنه نفذ وذهب فوجد فوق قبره مكتوب يا عبدالله لقد مت وايضا لن ابقى على هذا الحال
فتسائل عبدالله وماذا بعد الموت
وكل عام كان يزور قبره كما اوصاه وكان يلاحظ التغير المستمر للمقبرة وفي احدئ السنوات جاء ليزوره فلم يجد القبر فسأل  المسؤل عن المقبرة فقال له: انهم اقتطعوا بعض القبور ليشقوا شارعا في المقبرة
عندها عرف عبدالله ان الحياة في تغير مستمر ولن يبقى شيء على حاله 

ونحن ايضا لن نبقى على حالنا

حكايات اهلناWhere stories live. Discover now