حكايات اهلنا

الثقة العمياء

كان احد الرجال لديه زوجة كثيرة الطلبات وكثيرة التمارض اذ انها تتمارض لتطلب منه ما تشتهيه وتبعده عنها لفترة لتفتح بيتها لأصدقائها ويكّونون فرقة غناء ورقص بحجة انها ترفه عن نفسها وكل ذلك يجري دون علم زوجها
في كل مرة تطلب منه طلبات تبعده قدر المستطاع عنها لتأخذ راحتها وللأسف كان زوجها شديد الثقة بها وهي ليست أهل لذلك
في احد الأيام تشجع احد جيرانهم واخبره بما تفعله زوجته عند غيابه عن المنزل. لم يصدقه وغضب منه واراد العراك معه لولا تدخل جارهم الآخر وفك النزاع وعندما ارادا الانصراف قال احدهم له: اختبيء وتأكد بنفسك من افعال زوجتك حينها ستعرف الحقيقة
لم يبالي لهما ورجع للبيت ولكنه بدأ يفكر هل يحتال عليها ليعرف لكنه واثق منها لا لا
في اليوم التالي طلبت منه زوجته رمان من منطقة بعيدة قرب نهر يسمى نهر ابوبدي. لم يرفض طلبها وذهب ليحضر الرمان وفي الطريق صادفه رجل عجوز وسأله: الى اين انت ذاهب
قال: الى نهر ابوبدي
قال الشيخ: حتى تأتي زوجتك بفرقتها التي يتراقصون ويطربون حتى الصباح لدرجة اننا لا نستطيع النوم بسببها
قال زوجها: لماذا كلكم تقولون نفس الكلام
قال العجوز: ياولدي الثقة شيء جيد لكن لاتكن اعمى الى درجة انك ترى العيوب وتتغاضى عنها وتثق ثقة عمياء او لها مسمى آخر غباااء
غضب زوجها وقال حسنا سأثبت لك انني لست غبيا
قال العجوز: اذن ادخل في عربتي سأخبئك بين الحطب الذي سأنزله في بيتك حتى ترى بنفسك
وافق زوجها على مقترح الرجل العجوز واختبأ بين الحطب الذي انزله العجوز في منزله
وبينما زوجها مختبأ في الحطب وينظر رآها وهي تدخل فرقتها وترقص وتغني (اليوم زوجي ذهب لنهر ابوبدي ليجلب لي الرمان زوجي الغبي) وتضحك وتسخر منه
عرف زوجها انه حقا رجل غبي اذ وثق بها مع كثرة طلباتها التي تبعده عن المنزل
فخرج غاضبا وضربها وطردها مع فرقتها وقال لها: انت طالق فأنت لم تستحقي الثقة التي منحتها لكِ

-----------

الثقة شيء جيد لكن في زمان كثرت به العملة ذات الوجهين من الصعب ان تثق بشخص حتى تجربه خاصة بتجربة (الصديق وقت الضيق)
وانت يامن وثق بك الناس لا تهدم هذه الثقة فهي لن تشملك وحدك بل ستؤذي الكثير من حولك واعلم انك انت من زرعت الشك في قلوب الناس اللذين وثقوا بك يوما ما وستنال أثم كل شخص انعدمت ثقته بالناس