أن بعض الظن أثم

309 46 2
                                    

يحكى ان رجلا كان لا يثق بأمرأة ابدا لأنه تزوج بعدة نساء وطلقهن لأن لديه خاتم سحري يضعه تحت وسادتها عندما تنام فتتحدث وهي نائمة وتفضح اسرارها
وطبعا لا يوجد انسان خالي من العيوب والاخطاء ولكنه يحكم عليهن كأنه منزه عن الخطأ. ولو لم يكن ابن آدم خطاء لما فتح الله بابا للتوبة
فقرر هذا الرجل ان لا يتزوج الا بأمرأة لم تختلط بأحد ابدا
وفي احد الأيام كان ماشيا فمر من امام منزل امامه شجرة كبيرة فرأى امرأة كبيرة في السن قد وقفت امام باب المنزل قائلة: متى كبرت هذه الشجرة?
فأجابها صوت فتاة من الداخل ما هذا هل بالقرب من بيتنا شجرة
عندما سمع الحديث قال في نفسه هذه هي التي ابحث عنها يبدو انها لم تخرج من منزلها منذ زمن بعيد. فذهب لخطبتها وحصل النصيب وتزوج منها
ولكن السيء الظن لا يتغير. ايضا وضع خاتمه تحت وسادتها ولكنها لم تتكلم سوى عن اشياء عادية
وبنى له بيتا بعيدا عن الناس وحبسها فيه فكان اذا خرج او دخل اقفل الابواب وجعل سور بيته عاليا حتى لا تخرج زوجته وتبقى وحيدة حتى حلول المساء عندما يرجع لبيته
بعد فترة انتبه لنفسه انه عندما يعود لبيته ويأكل طعامه و يشرب الشاي ينام مباشرة فقرر في احدى اليالي ان لا يشرب الشاي دون علم زوجته. فلما فعل ذلك لم ينام ولكنه مثل النوم امامها فأسترق النظر اليها ليجدها قد غيرت ملابسها وفتحت باب في ارضية المنزل ودخلت فيه. تعجب ونهض بسرعة وتبعها لقد كان سردابا تحت الأرض تبعها حتى خرجت من السرداب الى منزل فيه اصوات صخب وغناء فنظر بخلسة ووجد مالم يتوقع كان هذا مكان للفجر فيه من المعاصي الكثير وزوجته جالسة وتصفق وتغني فاستشاط غضبا ودخل عليهم وسحب زوجته من يدها راجعا بها الى بيته وعندما وصلوا ضربها وقال لها الم تكوني جيدة من قبل لماذا فعلتي هذا اجابته بسخرية: كان لنا باب آخر نخرج منه ولهذا لم انتبه للشجرة فظننتني لا اختلط بأحد ثم انك بالغت كثيرا في عزلي عن الناس واما بالنسبة لخاتمك الذي تضعه تحت وسادتي فقد كنت اعلم به ومثلت دور النائمة  قال لها اذهبي الى اهلك انتي طالق
بعد هذه الزيجة لم يتقبل شيء اسمه زواج فبنظره كل النساء خائنات
مرت ثلاث سنوات وهو يعيش وحيدا فقرر في احدى السنين ان يذهب للحج وعند اداء مناسك الحج التقى بصديق قديم له وضيفه صديقه في منزله وتحدثوا كثيرا فسأله صديقه هل تزوجت يااخي اجابه: تزوجت كثيرا ولكن ليس لي حظ في الزواج وحكى له وضعه عندها قال له صديقه: ان لي اختا ذات خلق ودين والتزام وانا ساعطيك هذه الجوهرة الثمينه فحافظ عليها. قبل الرجل بهذا العرض وقال سأجرب حظي هذه المرة
بعد ايام تزوج اخت صديقه ورجع الى وطنه لكنه هذه المرة اشترى بيتا في المدينة وسكن فيه مع زوجته الجديدة.
وعندما نامت زوجته وتأكد من نومها وضع الخاتم تحت وسادتها فتكلمت وقالت: الحمدلله الذي قسم بنت الشرق لأبن الغرب وبنت الغرب لأبن الشرق وسكتت. عرف ان زوجته الجديدة انسانة جيدة فعاش معها فترة حياة مستقرة وكل ليلة يضع الخاتم تحت وسادتها فلا تجيب سوى بالحمد والشكر والتسبيح
بدأ يطمئن من ناحيتها شيئا فشيئا. وفي احد الايام طلبت منه الذهاب الى حمام المدينة مع جاراتها وافق على ذهابها
وعند رجوعها من الحمامات الى بيتها وهي بصحبة جاراتها مررن بالمصادفة على مقهى للرجال وكان من بينهم رجلا يهوديا رآها واعجب بجمالها فتبعها حتى دخلت بيتها تفاجأ اليهودي انه جار لهم فخطط ان يحفر سرداب من بيته ليوصله الى بيتها حتى يكون معها علاقة
في يوم قال زوجها اني ذاهب في سفرة عمل وقد ابقى ثلاث ليالي قالت له حسنا ولكن لا تتأخر فأنا هنا وحدي وغريبة قال لها بيد الله. ثم ودعها وذهب
وفي نفس الليلة كانت نائمة وقد اقفلت جميع ابواب وشبابيك المنزل واذا بها تسمع صوت يكلمها فنهضت مرعوبة واذا هي ترى جارهم اليهودي تعوذت بالله منه وقالت له كيف دخلت قال: من سرداب يوصل الى داخل بيتكم قالت: وما الذي تريده مني قال:اعطيك كل ما املك من اموال وانا غني جدا بشرط ان تأتين الي كل يوم من هذا السرداب قالت له: وان لم اقبل قال لها سأفضحك واجعله يطلقك. قالت: حسنا اذهب وسآتي خلفك وعندما وصل لبيته تبعته وبيدها خنجر زوجها فطعنته وهي تقول أتغريني بأموالك او تهددني لن يكون لك ذلك فمات الرجل ودفنته مع الخنجر المغروس في قلبه ورجعت لبيتها تنتظر زوجها وعند رجوعه اخبرته بكل ماجرى فقال لها دعيني ارى فأخذته الى الجثة فنظر زوجها لها بشك وقال: هل تريديني ان اصدقك ربما كان عكس ما تقولين وخفت ان يفضحك انتن النساء كلكن خائنات تفاجئت من ردة فعل زوجها وبقيت صامتة ثم اكمل: اخرجي من بيتي سأذهب وعندما اعود لن اجدك قالت له:اين اذهب اهلي بعيدين عني وانا غريبة قال لها: لا شأن لي ثم خرج بكت كثيرا وندبت حظها ثم فكرت ان تعيش في بيت اليهودي الذي كان يعيش لوحده وبيته قد بقي فارغا
ذهبت لبيت اليهودي ثم فكرت ان تعلم زوجها درسا وتعلمه ان الناس ليسوا سواسية في الاخلاق
بدأت تتنكر بزي جارهم اليهودي وتذهب الى الأماكن التي يتواجد فيها زوجها وخاصة المقهى وتبذل الاموال للناس حتى طمع في صداقتها زوجها الذي كان يظن انها رجل من اقارب اليهودي
فقربته لها وكانت تتحدث عن اموالها امامه حتى جعلته يصبح ملاصقا لها ولا يفارقها وفي احد الأيام دعته الى منزلها فجاء اليها. قالت له: انا املك الكثير من الأموال واريد ان اسافر واتركها امانة عندك وسأعطيك مائة قطعة ذهبية لكني لا اثق بالمسلمين قال لها ولكني لست مسلما. نظرت اليه مطولا ثم اجابته بصوتها الأنثوي يالك من تافه تبيع دينك بمائة قطعة ذهبية وهذا اليهودي عرض علي امواله كلها ولم ارضى ان اخون الله  ولا ان اخونك. تفاجأ زوجها عندما عرفها وبقي صامتا فأكملت قائلة: لا اريد منك شيئا فقط ان توصلني الى اهلي وتطلقني. قال لها متوسلا ارجوك لا اريد ان اطلقك فأنت افضل انسانه رأيتها قالت: وانت ارخص انسان رأيته تنظر لعيوب الناس وزوجاتك وتراقب وتحاسب ولا تنظر لنفسك انا اكره كثير الظن
تندم كثيرا عليها ولكن لا ينفع الندم

حاسبوا انفسكم قبل ان تُحاسبوا
ولاتنظروا لعيوب الناس وتغفلوا عن انفسكم
لا يمسك المرأة عن ارتكاب الفواحش سوى ضميرها ولو اقفل عليها الف باب

حكايات اهلناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن