احدى النساء متزوجة من ابن عمها وكان زوجها قد فقد احدى عينيه بمرض الحصبة
ومن عادات الناس ان بنت العم تتقبل عيوب ابن عمها وهي اولى بستره والرضا به
مع ذلك كان زوجها صالحا معها وطيب القلب وكل يوم يرجع للمنزل يجلب اكياس الطعام وهدية لها
تعودت زوجته على طريقته هذه وكانت فرحه بها وانستها هذه العادة عين زوجها التي تتضايق من رؤيتها
في احد الايام انشغل الزوج بالعمل وعاد متعبا ونسي ان يتسوق ويجلب هدية لزوجته
ففتح الباب ودخل جائت هي تركض لأستقباله فرحة وما ان نظرت ليديه الخاليتين اختفت ابتسامتها
وقالت بأمتعاض : مرحبا ابن عمي ارى عينك عوراء اليوم
نظر لها بأنزعاج : وهل كانت التسوق والهداية تغطي عيب عيني يا ابنة عمي
للأسف حسبتك رضيتي بي لأني اعاملك بالحسنى فتبين لي انك تنظرين ليدي المملوئة وبما انك هكذا فأختاري هل يعجبك شكلي دون طمع او تتحمليني من اجل ما اجلبه لك
سكتت الزوجة ثم اكمل :انا احتاج لزوجة تسندني وقت شدتي لا لزوجة متى احتاجتني انا معزز عندها ومتى احتجتها اذلتني
اجابت :انا اعتذر يابن عمي فقد اعماني طمعي وانت عودتني على ذلك ايضا ولكن جرحي لك بانك اعور فأنا مخطئة واعتذر
ولأنه يحبها سامحها وعودها بعد ذلك ان لا يجلب الهدايا بأستمرار فقط عندما يكون الوقت مناسبا
القصة قصيرة لكن فيها عبرة
المال يخفي العيوب مادام الناس تنتفع منه ومتى ما انهتت المصلحة بانت العيوب ولهذا السبب اكثر الناس لا تحب الفقير حتى لو كان غنيا بأخلاقه ولا عيب فيه فعيبه الكبير انه فقير
والغني بعيوبه الكبيرة وسوء خلقه لا احد يرى عيوبه مادام المال موجود
وهذه ليست قاعدة ثابتة فهناك من يرى الحقيقة جيدا ورؤيته للأمور واضحة وعادلة
وهناك من هو فقير المال والخلق معا وهناك من هو غني المال والخلق معا