من حكايات اهلنا
يحكى ان رجلا على فراش الموت اوصى ابنه وقال: ياولدي اياك أن تأمن سرك عند أمرأة واياك ان تصادق شرطيا جديد في وظيفته واختر صديق يحبك في الله اي صداقة دون مصالح
.لم يوضح الأب لأبنه ما قصده من ذلك وبقي الأبن في تساؤل
وبعد وفاة الأب وانتهاء فترة الحزن قرر الأبن ان يجرب عكس ما نصحه والده كي يعرف ما هو المغزى من ذلك
فقد صادق شرطيا جديدا في عمله وقربه اليه وايضا كان لديه اصدقاء يعرف من كانت صداقته معه حباً في الله او مصلحة ومنفعه
في أحد الليالي بدأ الشاب بخطته فطرق الباب كأنها طرقات خوف ففتحت زوجته الباب وقالت له: مابك
دخل وبيده كيس كبير وهو يتلفت خائفاً
اجابها: لا شيء فقط ادخلي الى الداخل
فدخلت وهي في شك منه فبدأت تسترق النظر اليه بخلسة فرأته يحفر في الحديقة ودفن الكيس في الحفرة واخفى اثرها
فخرجت وقالت له: ماالذي كنت تخبئه في الكيس
قال لها: سأمنك على السر ولكن لا تفضحي امري
قالت له: قل ماذا في الكيس
اجابها: اني قتلت احداً ولكني لم اكن متعمدا
فشهقت وقالت مالذي فعلته من مصيبة
قال لها: انت اكتمي السر فقط وسأتدبر الأمر
وفي اليوم التالي تعمد الشجار معها والخروج فذهبت لجارتها وافشت السر ومن فلان لفلان حتى وصل الخبر الى الشرطة ولما سمع صديقه الشرطي بذلك جاء مسرعا مع بعض رجال الشرطة وطرقوا الباب ولما فتح لهم الباب دفعه وقال: اين الجثة
اجابه: أي جثة
قال صديقه الشرطي: لا تتصنع السذاجة لقد سمعت انك قتلت شخصا
قال: وهل لديك شاهد عليّ
قال الشرطي: سنعرف ذلك عند القاضي
وعندما ذهبوا الى القاضي بدأ بأسئلته المعتادة ثم طلب شاهد
فقال الشاب: اطلب صديقي فلان يشهد لي
ولما حظر صديقه سألوه هل كان معك ليلة الحادث
اجابهم: انا لا اعرفه ولا يعرفني
ثم طلب الشاب صديق آخر الذي يعرفه انه نعم الصديق
ولما جاء قال: لقد كان معي في تلك الليلة وانا لا اصدق انه يفعل ذلك
وفي النهاية طلب القاضي من الشاب ان يدلهم على مكان الجثة فأخذهم الى حديقة منزله وقبل ان يحفر طلب شهادة زوجته التي رأته يدفنه في الحديقة فشهدت على ذلك ولما حفروا واخرجوا الكيس كانت المفاجئة انه مملوء بالحصى والقش فظل الجميع مندهشا ينظر للآخر فصرخ صديقه الشرطي في وجهه ماهذا اتسخر منا
ضحك الشاب وقال: لقد حذرني ابي من اشياء جربتها فعرفت المغزى منها أن لا أئتمن سري عند أمرأة فانها ميالة للثرثرة وخاصة عندما تكون غاضبة منك وأن لا اصادق شرطيا جديدا لأنه سيحاول ان يثبت اخلاصه في عمله فيك لأنه في أوج النشاط والغرور وأن لا أختار الا الصداقة في الله والخاليه من المصالح فأنه سيكون لك عونا عند الشدة ولن يخذلك ابدا