البارت الرابع والسبعون والأخير
رماد القمر
بقلمى فاتن على
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
لم تستلم لمار لتجربتها الأولى الفاشلة وخاصة وهى تجد مازن يدعمها بكل قوته
بالرغم من ألمها ولكنها قومت كل ذلك لتقوم بالحقن مرة أخرى لتجبر نفسها أن تكون هادئة تلك المرة
بالفعل تقوم لمار بالحقن واليوم تجلس على سرير الكشف فى إنتظار النتيجة فقدميها لا تقوى على الحركة
لحظات من الترقب لتشعر لمار بأن قلبها توقف عن نبضاته تحاول جاهدة أن تهدئ من نفسها حتى لا تتأثر لتدلف بين أحضان مازن تستمد منه قوتها
يجلس الطبيب يعدل من نظارته الطبية مرددا بعملية
- بصراحة أنا عندى ليكم خبرين..... الخبر، الأول الحمد لله العملية نجحت أما التانى بقى وده الأغرب إنتى حامل فى سبع أجنة
لحظات من الشرود والتى يتبعها حالة هستيرية للمار من البكاء والصحك فى نفس التوقيت وهى تردد ببلاهه.
- أنا حامل يا مازن... هبقى أم أخيرا لأولادك.... الحمد لله...
تصمت قليلا وقد أدركت كلمت الطبيب الأخيرة لتردد بإستنكار
- سبعة.... ودول هربيهم إزاى مع بعض،
يبتسم الكبيب على براءتها تلك ليردد بعملية
- لا ما أحنا مش هنسيب السبعة.... هنزل منهم أربعة ونسيب ثلاثة
تضع لمار يدها على بطنها برعب محاولة الرفض ولكن الطبيب يستطيع إقناعها أن ذلك فى صالحها وصالح أطفالها
♥♥♥♥♥♥♥♥
كانت ترى فى عيونه الحب الصادق لإبنتها فقد كان يغدقها بالحب والحنان لتستسلم له بجميع جوارحها وتلبى رغبته فى طفل آخر
تنهض بالصباح تشعر ببعض الدوار يجتاحها ليلاحظ شريف شحوبها ليقترب منها على الفور مرددا بكلمات ذات مغزى
- مالك يا وحش... عشان تبطلى شقاوة
تبتسم مسك على كلمات زوجها وحبيبها فهو يعتقد أن ذلك الدوار نتيجة ليلتهم. العاصفة بالعشق لتلكزه فى صدره بخفة وهى تردد
- قليل الأدب
بعد مدة كانت تجلس بجواره فى السيارة فى إتجاه المستشفى ليلاحظ ترددها وإرتباكها ليحثها على الحديث
تتطلا له مسك للحظات ثم تردد بخجل
-بصراحه فيه حاجة عاوزة أقولك عليها... أنا.... أنا... أنا حامل
هتا يصف السيارة بحركة مفاجأة ويستدير لها بكامل جسده لترفرف هى ببراءة وهى تعض على شفتيها ليردد هو بإستنكار
- إيه وجاية تقوليلى فى الطريق كده.... إيه ية مسك ما انا كنت معاكى طول الليل... والا عاوزاه فعل فاضح فى الطريق العام بقى
تدرك مسك بالنهاية ما يرمى إليه لتبتسم بخجل وهى تردد
- بصراحة كنت مكسوفة
لم تنتهى من كلمتها حتى قبض علي شفتيها بقبلة سريعة لم يعبأ بمقاومتها لتصفه بالمجنون ليردد بأنفاس لاهثة
- عشان تبطلى كسوف يا مسكى.... حسبابنا بالليل... ها بالليل
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
كانت أيامها جميعا تتصف بالسعادة والتى لم تخلو بالطبع من بعض الشجارات اللذيذة مع زوجها والتى تنتهى دائما بإنتصارها فعادة ما يردخ هو لأمرها ليتضاعف عشقه فى قلبها
سامحت والدها ولكن ما تزال العلاقة بينهم. سطحية فلن تتعمق علاقة كانت منعدمة منذ البداية
تشعر بالدفء بين أحضان والدتها وزوجها وإبنتها كما أنها تنتظر بشوق مولودها الثانى فلا تعبأ إن كان بنتا او ولد كل ما يهمها أن يكون معافى
تقف فى بهو المستشفى فى إنتظار شريف ليجلب لها كوب من القهوة الفرنسية بعد إلحاح شديد منها
تقف على باب الكافيتيريا تلك الطبيبة الجديدة تتطلع لشريف بإعجاب شديد فهو يحمل جميع صفات فتى الأحلام لتفيق، على زميلتها تلكذها فى كتفها لتردف
- إنسى دا ملك دكتورة مسك مش بيشوف غيرها حتى لو ملكة جمال قدامه
يمر شريف من جوارهم غير منتبه للحديث الدائر بينهم لتتبعه تلك الطبيبة بعزم أن تتحدث معه ولكنها تتوقف عقب رؤيتها لنظرته التى تبدلت لنظرة عاشق متيم عندما رأى مسك ليعطيها كوب القهوة وهو يضع يده علي إنتفاخة بطنها مرددا بقلة حيلة
- معلشى يا أبنى نعمل إيه أوامر ماما.... شوية وهبعتلك عصير.... هل تسمعنى
تطلق مسك ضحكاتها على زوجها لتسير بجواره يتبادلان أطراف الحديث ليمروا من جوار تلك الطبيبة التى تدرك حقا أنه بالفعل ملك لمسك
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
تركض لمار فى تلك الحديقة تبحث عن أطفالها لتردد بتزمر وضيق
- أنا اللى عملت كده فى نفسى.... بعد كده فيه حبس جوه ومفيش خروج للجنينة تانى... تربية إيجابية قال... إنتوا عاوزين أبو وردة والله يربيكوا.... ده ياما ربى أجيال
قامت لمار بالجلوس على الأرض لتربع قدميها وهى تعرف مكان أطفالها والذين خرجوا فجأة لينقضوا عليها مما يتسبب فى إختلال توازنها لتسقط للخلف معهم
يدلف مازن فى تلك اللحظة من الخارج ليترجل من سيارته وقبل أن يثور على ذلك المشهد يركض نحوه الصغار يتسابقون من يصل إليه فى البداية
ما كان منه سوى الإبتسامة على فعلتهم تلك وقد تناسى غضبه ليحملهم بين يديه
بعد فترة إلتف الجميع حول مائدة الطعام يتناولون وجبة الغداء التى تحرص لمار أن تجمعهم جميعا يوميا لينقضى الوقت بها ما بين المزح وتبل الأحاديث
تقزم لمار بقضم قطعة من اللحوم وهى تردد بحذر
- حبيبي أنا حجزت عند الدكتور ميعادنا بعد يومين
كاد الطعام أن يقف فى حلقه عقب كلمتها تلك ليبتلع الطعام مرددا بإستنكار
- تانى يا لمار.... عاوزة تعيديه تانى.... مش مكفيكى القرود دى
تقترب لمار منه وتتطلع فى عيناه تردد برقة
- نفسى فى بنوته يا ميزو بقى
لقت لعبت على وتره الحساس فهو لا يستطيع أن يرفض لها طلبا ليغمز لها جانبا وقد حركت مشاعره ليردد
- بعد الغدا ندرس الموضوع ده
يفيق على يد صغيرة تلكزه فى ساقه ليلتفت إليه إنه أحد أولاده الذى يردد
-بطل تبصبص لماما وبص فى طبقك
يطلق كل من مازن ولمار ضحكاتهم على شقاوة إبنهم ليستأنفوا إستكمال طعامهم
♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥
كعادته فى كل عام حيث يقوم بالإحتفال بعيد ميلادها فى تلك القاعة التى سماها على إسمها لين
تقف مسك فى إستقبال الحضور بجمالها الذى تضاعف رغم مرور تلك السنوات عليها لترتدى فستان باللون الزيتونى مصمم خصيصا من أجلها يحدد جمال قوامها الممشوق
تقف بجوارها صديقة عمرها روان بفستانها الأسود والذى يبرز إنتفاخة بطنها فهى حامل فى جنينها الثالث
تركض تلك الفتاة التى هى نسخة أخرى من والدتها لتقف أمام مسك بسعاده وبيدها تلك العلبة من القطيفة لتردد بسعادة
-مامى.... مامى... شفتى بابى جابلى إيه
تقوم لين بفتح العبوة أمام مسك التى تنبهر من جمال ورقة تلك السلسلة الذهبية الجميلة والمطعمة بفصوص من الألماظ
تصدر روان شهقة إعجاب على جمالها وهى تحمل العلبة بيدها مرددة
- تحفة يا لين... كل سنة وإنتى طيبة يا روحى
تقوم مسك بطبع قبله على وجنتها مرددة
- تعالى ألبسهالك يا ليونتى
تقوم لين بغلق العلبة مرة أخرى مرددة بتصميم
- لا هسيبها بابا يلبسهالى بعد ما نطفى الشمع..... أنا هروح أشوف تيتا وجدو جابولى هدية إيه
تنصرف لين بحيوية وسعادة وعيون مسك تتباعها بسعادة لتخرج من شرودها على صوت روان
-ياااه مين يصدق إن مسك إتجوزت وخلفت كمان... فين مسك حبيبتى المتعقدة
تطلق مسك ضحكاتها على مزحة إبنة خالها لتشعر، بتلك اليد الدافئة التى تضمها من خصرها طابعا قبلة ناعمة على وجنتها مرددا بصوته الرجولى الذى تعشقه
-يالا ياروحى نطفى الشمع
تقف لين تتوسط أخويها والذين يشبهون والدهم إلى حد كبير وخلفهم شريف المحتضن لمسك وبجوارهم من الجهة اليمنى كمال ويسرا وبجوارهم تقف روان ومالك وأمامهم ولديهم متحمسين لإطفاء تلك الشموع
يليهم يونس وهند زوجته وأطفاله ثم يليهم راندا تقف بجوار ريهام
أما فى الجهة اليسرى يقف عادل وملك وأطفالهم ويجاورهم دهب وسعد وإبنهم ومرام وزوجها وأولادهم
كما تضم الطاولة بعض الأصدقاء لشريف وحور وأصدقاء لين
تبدأ أغانى عيد الميلاد التى يتغنى معها الجميع ليقوموا بإطفاء تلك الشموع بينما شموع قلوبهم لا تنطفئ
تتطلع مسك لزوجها وحبيبها الذى يضمها بتملك وعشق من خصرها لتقوم وبدون سابق إنذار بطبع قبلة على وجنته ليلتفت إليها على الفور ليرى لمعة العشق فى عيونها
يقوم بطبع قبلة مطولة على وجنتها مرددا بعشق
- ربنا يخلليكى ليا يا مسكى... إنتى أحلى حاجة حصلت ليا فى حياتى
تقترب منه مسك أكثر مرددة بعشق
- وإنت كل حياتى
تمت بحمد الله
إلى اللقاء فى رواية أخرى