البارت الثامن والثلاثون

470 11 1
                                    

البارت الثامن والثلاثون
رماد القمر
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

تعلو وجهها تلك الصدمة من رؤيته لتعلو أنفاسها الغير مناظمة وكأنها كانت تركض لمسافات طويلة ثم تجلس مكانها شاردة لا تدرى بالحديث الذى يدور من حولها حتى إنها لم تنتبه إليه وهو يرحب بها

يلاحظ يوسف تلك الحالة التى عليها ليميل عليها هامسا

- مالك يا لمار قلبتى إنسان آلى كده ووشك إصفر كده ليه

تتوجه لمار بوجهها إلى يوسف بآليه وكأنها بالفعل تحولت إلى إنسان آلى لتردد بشرود

- فاكر العربية اللى وعدنى بها بابا.... والوعود اللى إنتوا مستنيينها

يومئ لها يوسف برأسه بمعنى نعم لتستأنف حديثها بقلة حيلة

- محدش هيجيله حاجة لأن بإختصار خلاص بابا إترفد من الشغل

يقوم يوسف برفع كفه ولمس جبهتها وهو مندهش لحديثها لتبعد يده جانبا وهى تردف

- بإختصار الحيوان اللى كنت بحكياكم عنه واللى بهدلت بكرامته الأرض هو نفسه اللى كان واقف ورايا حالا

لم يستطيع يوسف الرد عليها ليتطلع للأمام بصمت وهو يدعو الله ألا يكوموا حديث الحفل اليوم

تلاحظ خلود تلك الهمسات بينهم لتسألهم بدهشة عن سبب إنزعاجهم لتقوم لمار بالإبتسام وهى تنفى أى شئ

بعد قليل شعرت لمار بالضيق لتنهض مقررة الوقوف فى مكان بعيد نسبيا عن تلك الضوضاء لعلها تستطيع إستعادة طبيعتها

تنتبه على ذلك الصوت من خلفها

- واقفه لوحدك ليه يا باشمهندسة

تأخذ لمار نفس عميق ثم تستدير، له لتجد تلك التسلية فى عينيه فترد بثقة

- مش بحب الدوشة

يومئ لها مازن بالإيجاب ليقف بجوارها مرددا بتأكيد

- أنا كمان مش بحب الدوشة

لحظات من الصمت كادت فيها لمار أن تسافر أميالا بأفكارها لتردد فجأة

- أستاذ مازن... أظن شغل بابا ملوش دعوة خالص باللى بينا

يطلق مازن ضحكاته الرجولية لتشعر لمار بتلضيق ظنا منه أنه يستهزئ بكلماتها تلك ثم يتوجه إليها بكامل جسده مرتكزا بعيناها مرددا بتأكيد

- وإيه اللى بينا... دا كان سوء تفاهم وراح لحاله والنهاردة نقدر نفتح صفحة جديدة... تعالى أعرفك على أختى

تندهش لمار من أسلوبه الذى تبدل ورقته تلك لتسير بجواره وهم يتباظلون أطراف الحديث ثم تتعرف على أخته الصغرى

رماد القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن