البارت الخامس عشر

559 20 9
                                    

البارت الخامس عشر
رماد القمر
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

تشعر بالوحدة منذ أن غادر... تشعر أن هناك شئ هام ينقص حياتها لا تعلم ما ذلك الشئ

يأتى المساء بسكونه لتتمدد على الفراش وبدون شعور منها تتذكر زوجها بكلمة أو حركة له تتذكر إبتسامته فتبتسم تلقائيا

تحتضن تلك الوسادة التى تحمل رائحته لتشمها وتغمض عيناها لتشتاق إليه... نعم تشتاق إليه لتشعر بدقات قلبها تصرخ بإسمه تشعر بحاجة ملحة لأحضانه تحتويها

تهمس بإسمه برقة دون أن تشعر لتنتبه فجأة إلى تلك الحالة التى هى عليها لتجلس على الفراش فجأة وهى تردد بإستنكار

-شكلى حبيته والا إيه

*********************

منذ آخر لقاء بينهم وهو يتجنبها لا يتحدث معها إلا للضرورة.. لم يحاول معها مرة أخرى وكأنه لا يراها أمامه

يدلف إلى الغرفة التى هى بها لتكون تلك هى المرة الأولى لتفزع لدلوفه نهى ولكنه لا يعير خوفها إهتماما ليضحك فى داخله بتهكم ولكنه يحافظ على ذلك الجمود على وجهه

يقف أمامها محافظا ألا تلتقى العينان مرددا بتجهم

-فرح محمد أخويا الخميس اللى جاى.... المفروض تكونى مع أمى اليومين دول وياريت تتصرفى طبيعى قدام الناس... مش عاوز حد يحس بحاجة

ألقى بكلماته وإنصرف دون إنتظار لردها لتتطلع فى أثره وكأنه شبح جاء ليلقى عليها تعليماته وينصرف

*****************

منذ اللقاء الأخير بينهم فى المستشفى وهو لم يأتى لزيارتها متحججا أنه قد سافر إلى عمله يكتفى بإتصال واحد كل أسبوع

تجلس على الفراش تتدور مع تلك الأيام التى مضت لم تذق بها إلا مرارة الذل ولم تقدم سوى التنازلات فقط من أجل إتمام تلك الزيجة

تتطلع إلى إبنتها الغافية بين يديها ببراءة لا تشعر بما يجرى من حولها لا تشعر بنفور والدها منها فقط لأنها أنثى فهو حتى الآن لم يراها

حاول عماد كثيرا التهوين عليها حتى إنه قام بعمل سبوع لإبنتها ليقدم لها إخواتها العديد من الهدايا

ترفع رأسها للسماء تدعو الله أن يريح قلبها الذى أكله الحزن حتى هشمه

*****************

تقف فى النافذة تشعر بالوحدة فقد أحاطها السكون تشتاق إلى نغمات صوته تطرب قلبها تتطلع إلى هاتفها تود قتل ذلك الكبرياء وتهشمه تهشيما فقد أوجعها الإشتياق إليه

تستجمع شجاعتها وتفتح هاتفها بحثا عن رقمه... نعم ستتصل به فلا مانع فى الإطمئنان عليه فهو زوجها ولكن قبل أن تضغط على إتصال تسمع صوت المفتاح يدور فى الباب لتنفرج معه شفتيها ويرقص قلبها بينما تظل واقفه مكانها خوفا من أن تكون تلك ما هى إلا تهيآت من صنع خيالها

رماد القمر Where stories live. Discover now