البارت الثانى والعشرون

543 15 2
                                    

البارت الثانى والعشرون
رماد القمر
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

لقد غيرتها تلك الأيام كثيرا لتخرج من تلك التجربة القاسية بشخصية قوية صلبة تستطيع التخللى بسهولة دون أن تظهر حزنها حتى نظرة عيونها تغيرت لتلتمع ببريق جديد لا تستطيع تفسيره

أصبحت خطاها أكثر ثقة تسير برأس مرفوع وعيزن ثابته لم تعد يغريها البريق أو بالمعنى الأصح لم ترى حولها أى بريق فقد إنكشفت الكثير من الأمور

أثناء عودتها من العمل يملؤها الإشتياق لرؤية إبنتها تتفاجأ بمن يقطع خطاها إنه محمود يقف أمامها بإرتباك واضح وعيناه يملؤها الندم بلسان منعقد يبتسم إليها إبتسامة حائرة يخشى أن يكملها

ترمقه يسرا بنظرة لم يستطيع هو تفسيرها لتحاول تخطيه ولكنه يعترض طريقها مرددا بخجل

- أنا آسف يا يسرا إنى وقفتك....أنا حاولت إنى أقابلك يوم ما كنت عندكم بس معرفتش.... كنت عاوز أعتزراك على اللى حصل منى و.....

تبتسم يسرا إبتسامة متهكمة لترفع إحدى حاجبيها تقطع حديثه برفع يدها أمام وجهه مرددة بجدية

- أظن ميصحشى توقفنى فى الشارع كده عشان تتكلم معايا.... عيب على فكرة

يبتلع محمود ريقه بصعوبة فهو أمام شخص آخر غير يسرا شخص جاف، قوى، يمتلك الكثير من القسوة
يردد محمود بلجلجة

- أنا بس... كنت عاوز أعرف رأيك فى طلبى

تستدير إليه يسرا لتصبح مواجهة له لتردد فى ثقة

- أظن إنت كان كلامك مع رجالة.... يبقى تاخد الرد من نفس الرجالة

تلقى بكلمتها وتغادر لتتركه يتلوى بنار الندم التى تكاد أن تفتك به على ما إقترفه فى حقها

********************

وضعت إبنتها  الأولى والتى تحمل الكثير من ملامح والدها والذى رحل عن الدنيا من قبل رؤيتها

بالرغم من صغر تلك المدة التى عاشوا بها سويا ولكنه ترك لها الكثير من الذكريات تستطيع أن تحيا بها عمرا كاملا

تحمل إبنتها بين يديها لتقف أمام صورته ودموعها تغرق وجهها تتطلع إليه بشوق لتقوم برفع يديها بالطفلة لتصبح بمحازاة الصورة لتردف

- بنتك يا محمد.... كان نفسك تشوفها... شوف شبهك أوى عشان تعرف إنى كنت بحبك أكتر.... سمتها هند زى ما كنت عاوز.... أنا تعبانة أوى يا محمد فى بعدك.. وحشتنى

لم تستطيع إستئناف حديثها لتغلبها عبراتها وتعلو شهقاتها وتتخلى عنها قوة قدميها لتجلس، أرضا وهى تحتضن إبنتها

*********************

تتملك الدهشة الجميع عقب سماعهم برفضها الصريح لطلب محمود.... كان أكثرهم دهشة هى نرمين فكيف لها بالرفض وذلك كان حبها الأول الذى كانت تتمنى قربه

رماد القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن