البارت السادس

773 20 2
                                    

ا
لبارت السادس
رماد القمر
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

كانت الخطوات تزينها السعادة والشوق لشروق والخوف من ذلك اللقاء من يسرا

تصل الفتاتان إلى تلك البناية التى تقع فى بلدة مجاورة لهم لتقوم يسرا بإخراج تلك الورقة التى بها العنوان لتتطاع إليها وكأنها تراجع العنوان مع نفسها ولكن بالحقيقة بداخلها رغبة فى العودة والتنحى عن تلك الفكرة

هى تعرف تلك البناية جيدا ولم تنساها... نعم تتذكر عندما طردت والدتها منها مجردة من حقوقها وهى تحمل شروق  فى بطنها وتمسك بيد خالد ويسرا ودموعها تأبى التوقف

بلعت يسرا غصتها عن تلك الذكرى المؤلمة ثم تردف

-يالا بينا يا شروق هو ده البيت فعلا

تدلف الفتاتات لتصعد يسرا الدرج بخطى متباطئة ومن خلفها شروق تحاول أن تتفقد المكان فالمنزل يبدو عليه الثراء

تقف يسرا أمام تلك الشقة لتلقى نظرة على شروق فتجد لا مفر من اللقاء فتقوم برن الجرس بأيدى مترددة مرتعشة

بعد لحظات يقوم طفل بفتح الباب  يبدو أنه فى السابعة من عمره يتطلع لهم بتعجب ليردد بطفولية

-إنتوا مين... بتوع الإعلانات... والا بتوع التطعيم

تبتسم يسرا على طفوليته فيبدو أن ذلك الطفل أخيها فهو يحمل ملامح كثيرة من خالد أخيها ووالدها

تنحنى يسرا حتى وصلت لمستواه لتردد بإبتسامه

- إحنا لا بتوع إعلانات ولا تطعيم ...... إحنا عاوزين الحاج سعيد هو موجود

يتطلع لهم الطفل سريعا ثم يركض للداخل وهو يردد

-بابا.... بابا فيه بنات حلوة أوى عاوزينك تعالى

بعد لحظات ويخرج لهم ذلك الرجل والذى أشرف على الستون من عمره ليغزو الشعر الأبيض رأسه ويرسظ الزمن أيامه حول تجاعيد وجهه خمسة عشر  عاما كانت تلك الفاصل بين المرة الأخيرة التى رأته بها لتستطيع الآن رؤية الزمن يرسم خطوطه على وجهه

يتطلع لهم سعيد للحظات مرت على الفتاتان وكأنهم أعوام يشعرون بجفاف حلقهم فى إنتظار أن يكتشفهم بمفرده وئاخذهم بين أحضانه يغرقهم بقبلاته ويعتزر عن تلك السنوات الماضية

يتقدم سغيد بعدة خطوات للأمام لتتأهب شروق لذلك الحضن حتى وقف على مقربة منهم ليردد بإستنكار

- إنتوا مين وعاوزين إيه منى

تلتمع عيون يسرا بالدموع ويتثاقل نفسها ولكن قبل أن ترد عليه تندفع شروق نحوه ترتمى بين أحضانه فى ظل إستنكاره هو لفعلتها وتفاجؤه بها لتردد شروق ببكاء

رماد القمر Where stories live. Discover now