البارت الثامن والستون
رماد القمر
بقلمى فاتن على
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
صاعقة تملكت منها عقب سماعها لكلماته لتتجمد مكانها بين أحضانه حتى أنها لا تأتيها القدرة للخروج منها وكأنها الملاذ التى تلجأ إليه لحمايتها من كلمات كادت أن تقتلها
بالكاد إستطاعت الخروج من بين أحضانه بعيون شاردة ووجه مقفهر وجسد متجمد تحاول تكذيب ما سمعته أذنها بل تلك الجملة إخترقت أذنها وكأنها سهام تعلم طريقها جيدا إلى القلب
تحاول بالكاد نطق الحروف فصوتها فى كل مرة يخونها إلى تلك اللحظة التى إستطاعت النطق بها لتردد بضياع
- ليه يا مازن.... ليه بتحكم على قلوبنا بالإعدام... لو عملت حاجة وزعلتك قوللى عاتبنى بس متقتلنيش
وللمرة الأولى ترى عيونه الباكية والدموع تنهمر منها فى تسابق عجيب لتشعر بتقطع نياط قلبها على دموعه تلك وكأنها حمم من النيران تستقر فى قلبها لتردد بلهفة وقلق وهى تحتضن كفه وتجلسه إلى جوارها على الأريكة
- فيه إيه يامازن قلقتنى
يتطلعلها مازن بعيون متسعة حمراء ليردد بصوت وكأنه قادم من بعيد وهو يرفع تلك الأوراق التى بيده أمام وجهها
- نتايج التحاليل طلعت النهاردة... العيب منى يا لمار... أيوة أنا مش بخلف
ما إن إنتهى من كلمته تلك حتى إرتمت بين أحضانه وهى تشدد من إحتضانه وعى تردد بتأكيد
- ولا يهمك... أنا بنتك يا حبيبى
يخرجها من بين أحضانه متلهفا يتطلع إلى ملامح وجهها بترقب شديد مرددا بإستنكار
- وحلمك إنك تبقى أم
هنا تقف لمار وهى تشير بإصبعها مرددة بتأكيد
- لا إنت فهمت غلط... أنا عاوزة أبقى أم لطفل منك... حتة منك إنت غير، كده مش عاوزة كفاية عليا إنت يا روحى إبنى وحبيبى وسندى وكل حاجه فى الدنيا
يقف مازن قبالتها يسألها بترقب وعيناه مسلطة عليها
- مش هييجى اليوم وتندمى
تشده لمار للخارج وهى تردد بمرح
- أنا هندم فعلا لو مخرجتش معايا حالا عشان نتغدى أنا عاملة أكل تحفة ومحضراه فى الجنينة
ولكنها تتفاجأ أنها مطوحة فى الهواء حيث أن مازن حملها بين يديه مرددا بتأكيد
- لا فيه غدا أحلى وألذ تعالى أدوقهولك
إستسلمت لمار لمشاعرة تلك فى الإنطلاث لتبادله الشوق بشوق أعنف ليتها تستطيع إمتصاص ولو قدر صغير من حزنه
💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔
بصرف النظر عن تلك الكلمات اللازعة التى سمعتها من والدتها ردا على عبلرتها ولكنها تشعر بتمزق قلبها عقب تلك النظرة المميتة التى رأتها فى عيون شريف
وكأنها سمعت تحطم فرحته تحت أقدام قسوتها ياليته رد. عليها عاتبها أو حتى وبخها فإنه لم يفعل سوى الهروب من أمامها
أما عن شريف فظل هائما على وجهه يدور بسيارته لا يعرف لن وجهه يقاوم بشدة تلك الغصة المتكونة فى حلقه حتى إنه لم يستطيع أن يأخذها بيز أحضانه ويشعر بقرب جنينة الذى بين أحشائها
عاد بوقت متأخر من الليل بعد أن هدأ قليلا يحاول جاهدا أن يؤجل تلك المواجهة ليدلف بخطوات بطيئة تحمل بعض من الحزن والألم ليجدها تنتظره بل وتهب واقفة عقب دلوفه لتركض نحوه تقف أمامه تسأله بلهفة عن سبب غيابة كل تلك المدة
وكأن الأسباب تقطعت و كأن سؤالها ذلك بدون جواب ليتطلع لها بوجه جامد خالى من التعبير لترى للمرة الأولى قسوة عيناه التى زال منها غلاف عشقها
يتخطاها شريف وكأنه لم يراها ولم يسمع حرف من كلماتها وقبل أن يدلف إلى غرفة النوم يردد بصوت شارد
-تصبحى على خير
على لسان شريف كنت حاسس إن الدنيا سودة فى وشى كنت على وشك إنى أضرلها قلمين أفوقها بيهم كل اللى قدمته ليها من حب مش، كافى إنها تفرح بحته منى جواها بتكبر وتقوى حبنا
على لسان مسك قلبى وجعنى أوى عارفة إنى غلطت لكن يقدر إنى لسه خايفة من الفشل.... بجد خايفة ومن كتر حبي ليه خايفة يسيبنى
💔💔💔💔💔💔💔💔
عقب إنتهاء مكالمتها تعود بوجه مبتسم لتردد بسعادة
-أنا مبسوطة أوى عمتو لسة قافلة معايا وقالتلى إن مسك حامل عشان كده مجتشى النهاردة تزورنا
يظل صامتا ولكن خلف ذلك الصمت ملامح شاردة فى ملامحها فكل خلجة من خلجاتها وكأنها دعوة صريحة منه أن يقطف زهور حديقتها بل يمتاك تلك الحديقة كاملة
يبحث عن إرادته المسلوبة تحت تأثير، عشقها وكلماته التى تبخرت فلن يستطيع الصبر لأكثر من ذلك فتلك حبيبته وزوجته معه فى منزل واحد
تجلس روان بجواره بدهشة على شروده ليتطلت لها بتلك البجامة باللون الوردى والتى تنسدل على جسدها بحرية فيزداد جمالها وشعرها الحريرى المنسدل خلفها ببعض الخصل المتمردة والاى تداعب عيناها ووجنتها فتزيد من جمالها
يقترب منها مالك كالمسحور بتلك الحورية التى لم ترى عيونه سواها منذ طفولته غير عابئ بكلماتها التى ترددها ليبتلع باقى حروفها بقبلة عصفت بكيانها
كانت تقاوم بالبداية ولكن سرعان ما تحولت تلك المقاومة لإستجابة شديدة مما حفزن للتعمق أكثر وأكثر حتى إنتهى به الحال لدخول تلك الجنة التى طالما حلم بها معها هى فقط دون سواها
❤❤❤❤❤❤❤❤❤
تمر الأيام بينهم بفتور تام حتى إنها إفتقدته بشدة بالرغم من وجوده معها بالعمل والمنزل ولكن الصمت كان دائما حليفة فكانت كلكاته مختصرة مقتضبة لتشعر بكل لقاء بينهم باليأس فما الجرم الذى إقترفته لذلك العقاب القاسى أيحق له أن يحاسبها على خوف مرضى ولد معها منذ طفولتها لينمو معها عبر سنوات عمرها حتى إستطاع التملك منها
اليوم هو الموعد المحدد للقائها بملك ولكنها لم تستطيع إخباره ففى الصباح إستيقظ باكرا وغادر دون أن تراه فبالرغم من أنه لم يهجر مضجعه ولكنه لا يودعها كل صباح كعادته بالسابق
حاولت لأكثر من مرة مهاتفته ولكن دون إجابة لتشعر باليأس ولكن ذلك لن يكون سببا فى إلغاء، الموعد لتشعر بقلبها خلف الضلوع يصرخ تحررا من تلك القيود التى تضعها حوله فلتقسو هى الأخرى
كانت مسك فى الموعد المحدد فى المكان المحدد للقاء لتلقى التحية على ملك ثم تطلب من عادل أن يتركهم قليلا
لحظات من الصمت كل منهم ينتظر الآخر فى البدء ولكن دون نتيجة لتقرر مسك البدء وخاصة وهى ترى الإرتباك الواضح على ملك وتلك العبارات الغامضة المرتسمة على وجهها
تميل مسك بجزعها للأمام تردد بهدوء
- عادل حكالى عنك كتير..... ومن كتر حبه فيكى وخوفه إنه يفقدك حدد المقابلة دى بينا.... بصى يا ملك عادل ليه ماضى كأى شاب كان ماشى فى طريق غلط كله شوك بس ربنا هداه للطريق الصح وتاب توبة نصوحة وأنا شايفة إن ميلاده من اليوم ده..... عادل زمان كان شاب طايش بيشرب لحد ما ربنا فوقه ودخل المستشفى نتيجة جرعة زيادة خرج بعدها إنسان جديد اللى إنتى شايفاه.... هو بيحبك لدرجة خايف من نظرة عنيكى لو حكالك على ماضيه
كانت مسك تردد حديثها وعيناها مسلطة على ملك وردة فعلها لتشعر بإرتباكها وتوترها لتأخذ نفس عميق وتستريح بظهرها للخلف مرددة بتأكيد
- ملك الموضوع مفيش فيه إحراج لو حاسة إنك مش متقبلة قولى وأنا هبلغ عادل
تنفى ملك الأمر سريعا وهى تردد بصوت هادئ خجول
- لا أبدا كل واحد له ماضى مش لازم نعاقبه عليه... أنا.... أنا كمان كنت جاية النهاردة عشان أقولك على حاجة... أنا... أنا يتيمة مليش حد فى الدنيا خالص....بابا وماما ماتوا وأنا صغيرة خالص فى حادثه كان عندى وقتها سنتين عشت مع جدتى سنه وبعدعا ماتت وخلاتى رفضوا ياخدونى ودونى لعمى اللى مكملتش معاه إسبوع ورمانى فى ملجأ عشت فيه أسوأ ايام حياتى لليوم اللى إتخرجت فيه قدمت طلب أخرج ومديرة الدار هى اللى وفرتلى الشغل ده.... عرفتى إن كل واحد فينا وراه ماضى بحكاية
☀☀☀☀☀☀☀☀☀☀☀
عادت إلى المنزل بعد تلك اللحظات المؤثرة ولكن قلبها يرفرف بالسعادة فقد جمعت بين قلبين لتتذكر تلك الفرحة التى تملأ عيونهم فلقد محى كل منهم الماضى وليبدؤوا سطور جديدة فى دفتر حياتهم الأبيض لينسجوا حكايات تجمعهم
عقب دلوفها تفيق على ذلك الصوت الذى شعرت بنبراته بالخوف لأول مرة فى حياتها مرددا بقوة وقسوة
- كنتى فين يا دكتورة من غير ما أعرف وقافلة الفون كمان
لقد فاض بها الكيل وطفح لتقرر أن تنهى تلك المهزلة فورا
-يا ترى مسك هتعمل ايه
- لمار هتفضل قابلة بالوضع
كل ده وأكتر البارت القادم