البارت السابع والخمسون
رماد القمر
بقلمى فاتن على
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
لا يستطيع خمد تلك الفوضى التى فى رأسه والتى يشعر أنها قد تؤدى به إلى الجنون
يمر من أمامه شريط حياته بكل ما أقترفهمن ذنوب فى عام واحد ليدفع الثمن الباقى من عمره
ماذا جنى الآن سوى تلك الآلام يزيد عليها بعض الجروح والصدمات المتتالية والتى لا يستطيع أن يفيق منها
وصل إلى المنزل ليلتقى بأخته فى الأسفل والتى ينخلع قلبها عقب رؤيتها أخيها بتلك الحالة وقد شق الهم والحزن طريقه على ملامحه ليبدأ يخفف عن كاهله ذلك الحمل الذى أثقله ليفضفض معها ويروى لها ما حدث وياليته ما فعل
بدأت أخته بإلقاء اللوم عليه مرددة بتأكيد
-دا حصاد اللى زرعناه زمان... مشينا ورا كلام ماما وذلناها وإغتصبنا حقها وأدى النتيجة أنا إتطلقت وإتحرمت من ولادى وإنت مش مرتاح فى حياتك مع مريم وإبنك اللى كنت عاوزه بيضيع منك وأدى يسرا اللى فازت بنتها دكتورة كبيرة وبتاخد حق أمها... مسك بتجلد يا أحمد وده حقها... إنت حتى عمرك ما فكرت تشوفها أو تطمن عليها أو حتى تبعت مصاريفها
💔💔💔💔💔💔💔💔💔
كانت كلماته حادة قوية ليقترب منها ويديرها إليه بقسوة ليتفاجأ بحالتها التى تقطع لها نياط قلبه عيناها حمراء أنفاسها غير، منتظمة هناك فيض من الدموع المحتبسة
يا الله إنه الذى كان قاسيا وليست هى فمن الواضح أنها تعانى أضعاف ما يعانى والدها يقترب منها على الفور بلهفة ليزرعها بين أحضانه ويشدد من إحتضانها ليستمع إلى شهقاتها ليتركها تفرغ ما بداخلها بتلك الدموع وهو يربت على ظهرها بحنان ليظل الصمت يعم المكان سوى من شهقاتها والتى تتحول بعد وقت لتصبح خافته
يشعر بدقات قلبها تضرب بصدره وكأنها تعاقبه على قسوته عليها تلك لتخرج بهدوء من بين أحضانه ليتطلع إليها ويرى تلك الدموع التى تغرق وجهها ولون عيونها التى إذدادت جمالا عقب بكاؤها لتتحول للون الأزرق الغامق وأنفها التى إذدادت إحمرارا لتبدو وكأنها حبة فراولة لذيذة ناضجة وشفتيها الكريزيتين الشهية وكأنها تدعوه لتذوقها على مهل ولكن صبرا أيها العاشق فالمكان لا يناسب فيضان مشاعرك المتدفقة
يحتضن كفها ليرفعه إلى فمه برقة ويقبلها على مهل ثم يجلس على الأريكة ويجلسها بجواره بعد أن جفف دموعها تلك
يعتزر شريف على ما قام بفعله للتو لتصمت قليلا وهى تحاول إستعادة حالتها قبل أن يدلف أحد للمكتب ليقوم شريف بإعطائها كوب من الماء مع بعض المداعبة والتى يستمر بها حتى تبتسم
تضع مسك الكوب جانبا لتصمت قليلا ثم تردف
- لو شايف إنى كنت قاسية معاه فى شوية كلام... فهو كان السبب إن القدر كله كان قاسى عليا... جاى عاوز يرجع بعد ايه بعد ما كبرت وإتعلمت وبقيت دكتورة وهو مش عارف شكلى.... طالب منى السماح بعد إيه أنا لسه بعانى من نظرات الناس القاسية اللى كانت بتوجعنى من غير ما يحسوا بيا.... كانوا دايما بيقولوا رمى لحمه لغيره يربيه مع إنى عمر ما تطفلت على حد وماما عمرها ما سمحت لحد إنه يشيل همى مع ذلك مكنشى حد بيسيبنا فى حالنا كان كل ما واحد يتقدم لماما يشرط أنها تسيبنى وكانت بترفض كان الكل بيلوم عليها ويقولولها بالنص إرميله بنته وعيشى حياتك.... عارف إحساس إنك منبوذ من أبوك لمجرد إننا بنت.... عمره ماكان حنين عليا ولا فكر فيا مرة ودلوقتى بيقولى سامحينى.... لو عاوزنى أسامحه يشيل وجع السنين يا شريف
كانت كلماتها مطعمة بدموع تذرف بحرارة ليستمع لها شريف بقلب يتمزق ألما وما إن شعر بإختناقها حتى ضمها إليه حتى هدأت ليردد بحنان
- إنسى كل ده يا مسك ربنا يقدرنى وأعوضك عن كل اللى فات
تمسح مسك وجهها لتتطلع له بعيون ذابلة من أثر بكاؤها لتردد بصوت مبحوح
- أنا خايفة يا شريف.... خايفة مقدرشى أسعدك وتندم على الجواو منى
يبتسم شريف برقة مرددا بتأكيد وهو يقرص وجنتها بمرح
- وجودك جنبى لوحده كل السعادة... الندم الوحيد هو بعدك عنى يا مسكى
❤❤❤❤❤❤❤❤❤
منذ آخر لقاء لهم فى حفل الزفاف الخاص بأخته وأخبها وهى لا تراه حتى مكالماتها الهاتفية لا يرد عليها إلا بعد إلحاح منها ليخبرها أنه منشغل جدا
تشعر سلمى بالقلق حيال كل تلك الأشياء فهل إقترفت من خطأ يعاقبها عليه لتنفى تماما أنه كان يلهو بمشاعرها فهى تتأكد أنه حب صادق نابع من القلب
قررت سلمى إكتشاف الأمر لن تقف مكتوفة الأيدى وحبها يضيع من بين يديها لتذهب أمام مقر عمله تنتظره حتى خرج لتفاجأ بوجهه المرهق لتشعر بالقلق عليه
تقترب منه سلمى لتلاحظ بعض من الإرتباك عليه ثم يسيرا جنبا إلى جنب فى صمت لتقطعه سلمى فى سؤال مفاجئ.
- ليه بتبعد يا يوسف... أنا عملت ايه
تطلع لها يوسف بعيون ذابلة ليردد بألم
- لأنه مينفعشى يا سلمى... إنتى نجمة فوق فى السما وأنا على الأرض... الناس مش هتقول حب هتقول طمعان فيكى وفى ثروة أبوكى
تضيق سلمى ما بين حاجبيها فى دهشة من تلك الكلمات مستنكرة حديثه فقد كان ذلك آخر توقعاتها لتصمت قليلا
ثم تستدير فجأة لتردد بغضب
- إنت أكيد مش غبى عشان تفكر بالطريقة الراجعية دى... إنت أكيد عاوز تسيبنى وبتحاول تلاقى حجة... أنا أسفة إنى عطلت حضرتك
تلقى بكلماتها ثم تغادر سريعا دون إنتظار لردة ليغمض عينن بألم فقد إنتهت العلاقة الوحيدة التى فتح لها قلبه
💔💔💔💔💔💔💔💔
تحسنت حالة عادل الجسمانية بالإضافة إلى حالته النفسية ليقرر الأطباء خروجه اليوم من المستشفى
ودعته مسك على وعد بلقاء قريب يضمهم لتأخذ منه وعدا قاطعا ألا يعود لتلك المخدرات مرة أخرى ليعدها بذلك
ودعه شريف ليخبره بأنه قد وفر إليه وظيفة مرموقه فى إحدى الشركات
غادر عادل ليترك فجوة فى حياة مسك لتدعو له بصلاح الحال
يقترب منها شريف ليردد بتأكيد
- مسك هو إيه اللى معطل جوازنا.... الشقة إتفرشت والإمتياز وخلصتيه وعادل وخرج ايه اللى فاضل
كانت مسك مترددة من الإجابة فهى بالفعل تحتاج إلى بعض الوقت بل الكثير والكثير من الوقت حتى تطمئن ولكن كما تقول لها والدتها دائما أن صبره لن يطول عليها وتخشي أن تفقده بعد ما إمتلأ قلبها بعشقه لتردد بخفوت
- كلم خالو وشوف هيقول إيه
على لسان شريف كنت حاسس بترددها وقلقها عارف إنها لسه بتعانى، لكن لازم أثبتلها إنى عاوزها وطول ما هى خايفة كده ومش مطمنة هنفضل مخطوبين لحد ما هييجى الخلاف اللى هيقضى على العلاقة وأنا مش مستعد إنى أخسرها
💞💞💞💞💞💞💞💞💞
كان يعيش معها أسعد أيام حياته فهى حب الطفوله الذى كبر ونما فى قلبه لتكون من نصيبه فى النهاية
كعادته كل ليله يهاتفها ليقص عليها أحداث يومه ويستمع إلى تفاصيل يومها دون كلل أو ملل ليتخللها الكثير، من عبارات الحب والغزل التى تروى أذنها
إنتهى من الحديث معها على وعد لقاء باكر عقب إنتهائه من عمله لإنتقاء بعض الأشياء الخاصة بشقتهم
ينهى المكالمة ثم يحتضن الهاتف بحب ومازالها صوتها الرنان الرقيق يصدح فى أذنها
يفيق من هيامه على رنين هاتفه من رقم غير معروف ليقوم بالرد ليستمع إلى الطرف الآخر يردد دون مقدمات
- فوق خطيبتك مقرطساك وبتعرف شباب عالنت... وقبل ما تنفعل بس لما تقفل هتلاقينى بعتلك عينه كده عالماشى يا... يا أستاذ هههههه
ينهى المكالمة قبل رد مالك والذى يطلق بعض السباب واللعلن لذلك الشخص ويلقى بالهاتف جانبا فقد تعكر مزاجه بتلك المزحة السيئة ولكنه يستمع إلى صوت رسالة ليفتحها بحذر وكأنه يخشى محتواها
يفتح عيناه على آخرها ويقفز واقفا عقب فتحه لتلك الرسالة
- يا ترى ايه اللى كان فى الرسايل
- إيه اللى هيحصل مع مسك
- يوسف هيعمل إيه مع سلمى
كل ده وأكتر البارت القادم