البارت الرابع والعشرون

Börja om från början
                                    

- إعملى حسابك دى آخر مرة هسمحلك تتكلمى المرة اللى جاية تلمى هدومك وتاخدى عيالك وتروحى على بيت أبوكى

**********************

يجلسون صامتة ألسنتهم ولكن قلوبهم لا تكف عن الثرثرة تروى إشتياق كل تلك السنوات الماضية

يمد يديه بإرتعاشة عاشق يحتضن كفيها ليشعر بتلك الإرتعاشة التى تسرى فى أجسادهم تتقابل الأعين فى حوار طويل وتتعانق الأرواح

يأخذ عماد نفس عميق مرددا بهيام

-يااااه يا نهى أنا كنت ميت وإنتى اللى رجعتيلى الحياة من تانى... قلبى كان رافض يدق لحد غيرك

كانت هى تلك حالة نهى هى الأخرى لتغمض عيناها تخرج منها تنهيدة رقيقة مرددة بتأكيد

- أنا كنت حتى رافضة لمسة حد غيرك يا عماد... كنت غبية لما فكرت إن بإيدنا نغير قلوبنا

يبتسم لها عماد مرددا بسعادة

- خلاص يا روحى إنسى اللى فات ونبدأ من جديد... نتجوز ونربى يونس ما بينا وكمان هجوزه البت مسك... دى روحى وبنوتى..... وربنا يرزقنى منك ببنوته شكلك

تغمض نهى عيناها لتستريح بظهرها على المقعد مرددة بأمل

-يااااه يا عماد حاسة إنى بحلم

ينهض عماد وهو يدعوها للنهوض مرددا بإصرار

- لا دى حقيقة... قومى بينا يالا وهفاتح سمير النهاردة ونيجى بكرة أخطبك... خلاص يا روحى كفاية الوقت اللى راح مننا

******************

-شكرا يا أحلى بابا فى الدنيا

كانت تلك كلمات مسك عقب تناولها الحلوى من يد عماد لتركض بإتجاه غرفتها حتى تستأنف ما كانت تفعله

بينما تقف يسرا متلهفة لسماع ما حدث مع نهى هو يعلم نظرتها جيدا وتلهفها الواضح على وجهها ليبتسم بمرح على هيأتها تلك مرددا

- واقفة زى الظابط اللى ناوى على الإستجواب... سبينى أقعد مع البت مسك شوية الأول

لم تمهله أن يتحرك خطوة واحدة فقد قبضت على يده لتشده إليها مرددة بإصرار

- مش هتتحرك خطوة واحدة غير لما تقولى إيه اللى حصل

يهز عماد رأسه فهو يعلم جيدا أنها لن تتركه حتى تسمع القصة كتملة منه فيقوم بالجلوس بجوارها وهو يضرب على ركبتيه ثم يتمدد على الأريكة ويضع رأسه على قدميها وهى تمرر أصابعها بين خصلات شعره

قص عليها عماد ما دار بينه وبين نهى كانلا ويصف لها كمية سعادته ثم بأخذ نفس عميق ليردد عقبها

- عارفة يا يسرا أنا حاسس إن قلبى هيقف من كتر الفرحة

تحتضن يسرا رأسه لترد بلهفة

-بعد الشر عليك يا حبيبى... ربنا يديك طولة العمر وتفرح مع نهى يارب

يغمض عماد عيناه لتستأنف يسرا تمرير أصابعها بين خصلات شعره وهى تخطط لحفل زفاف صغير لعماد ونهى وكيف أنها سعيدة للم شملهم

يمر الكثير من الوقت ويسرا تتحدث دون رد من عماد لتشعر بثقل رأسه على قدمها لتتطلع له مرددة بمرح

- إنت نمت يا عمدة... طب قوم بقى نام جوا على أما أحضر العشا

لا إستجابة لكلماتها لتشعر بالرعب يدب فى أوصالها ويخفق قلبها بشدة وخاصة وهى ترى شحوب وجهه المبتسم

تلكزه يسرا فى كتفه وهى تهتف بإسمه ولانتيجة لتهزه بعنف ولا إستجابة لتصرخ بإسمه بهستيريا وكأنها فقدت وعيها بالعالم المحيط فلم تشعر بتجمع الناس حولها ليردد أحدهم بعد تفقد جثته

البقاء لله

يردد الآخر

لا حول ولا قوة إلا بالله.... البقاء لله

ضجيج هنا وكلمات هناك وأصوات صراخ حتى إمتلأ المكان من حولها ولكنها لا تشعر سوى بجثة أخيها تمسكها   بين يديها بل تتمسك بها تحتضنها برعب

يأتى خالد يقف أمامها دون حركة وكأنه يتابع مشهد سينيمائى لا يمت له بصلة يتقدم خطوة بطيئة ويعود بقدمه مرة أخرى يشعر بالبرودة تجتاح جسده الشاحب يهز رأسه فى محاولة منه أن يخرج من ذلك الكابوس ولكنه يدرك فى النهاية أنه ليس كابوس إنه واقع مؤلم لايستطيع تغييره

يسقط خالد على ركبتيه يمد يديه يحاول أن يلمس وجهه المدفون فى أحضان يسرا وكأن يده رفضت تصديق ذلك الواقع لتظل ثابته مكانها ليصرخ بإسمه بأعلى ما يملك من صوت ثم يستلقى فوقه لعله يستجيب له ويفيق

أما تلك الصغيرة والتى تخرج بيدها تلك الحلوى تحاول أن تشق طريقها بين الناس المتجمعة تلك تهتف بإسم بابا
حتى وصلت إلى والدتها والتى تحتضن جسده وهى صامته

تقف مسك أمامها تتساءل بعيونها عن شئ لا تعلمه ولا تستطيع إدراكة ولكنها لا تنتظر الرد من والدتها بل تقترب من جسده تهزه برقتها الطفولية تردد بصوت باكى

- بابا... يابابا.... الناس دى بتعمل ايه هنا.... قوم يا بابا شوف الناس دى عاوزة إيه.... بابا إنت زعلان من مسك... مش بترد عليا ليه

تلقى مسك تلك الحلوى من يدها ثم تصرخ وهى تحتضن جسد عماد وتصرخ بإسمه

الجميع حولهم يبكى وينحب على ذلك المشهد الباكى البعض يحوقل والبعض يضرب كف بالآخر إثر تلك الصدمة

بينما الحال هكذا يأتى سمير ليشق ذلك التجمع وهو يصرخ

- أخوياااااااا.... عماد..... قوم يا عماد رد عليا.... أنا عارف إن إستحالة أهون عليك وتمشي..... طب لو أتا هنت يسرا ومسك هيهونوا عليك

كلمات تبكى القلوب ونحيب يقطع نياط القلب ولكن كل ذلك بدون فائدة فلقد فارق الحياة ولن يعود إليها

وكأن قلبه قد إعتاد على الحزن لم يستطيع أن يحتمل تلك السعادة فتوقف عن النبض ليفارق ذلك الجسد الحياة














رماد القمر Där berättelser lever. Upptäck nu