رماد القمر

البارت الثانى والعشرون

لم تكن نرمين هى الشخص المنزعج الوحيد من رفضها ومكوثها فى المنزل بل وشروق أيضا

هجوم ثنائى من كل من نرمين وشروق حول رفضها بينما تقف راندا فى صفها تشجعها على ذلك الرفض لتردد بتأكيد

-صح يا يسرا إنتى كده صح متقبليش بحد لمجرد فكرة الجواز لازم تفكرى صح عشان متغلطيش تانى

كانت نرمين تشعر بالضيق من حديثها ذلك ودت لو ضربتها وألقنتها درسا قاسيا حتى لا تكرر تلك الكلمات

بينما هم كذلك تضرب شروق بقدمها فى الأرض بتذمر مرددة بغضب وقد كادت الدموع تتقاذف من عينها

-أنا هدخل أذاكر... ياريت تسكتى مسك دى ثانوية عامة مش لعبة

ألقت يسرا نظرة على إبنتها الغارقة فى النوم لتبتلع تلك الغصة المتكونة فى حلقها إثر تلك الكلمات من أختها لتفضل الصمت بدلا عن مشاجرات عقيمة

على لسان يسرا إزاى كنت مش شايفة كل الفترة اللى فاتت دى نواياهم... الكل عاوزنى أمشى من البيت... ليه عملت فيهم إيه... حتى بنتى اللى لسه متعرفشى حتى تتكلم أختى مش طايقاها.... ياااه لولا زعل عماد كان زمانى أخدت أى شقة قعدت فيها

********************

يتطلع لإبنه بفخر وسعة فأخيرا رزقه الله بالولد يمد يده بإبتسامة يحمله بين يديه وهو يضمه إلى صدره هامسا فى أذنه

- تعالى فى حضن أبوك يا حبيبى بكرة لما تكبر هتبقى سندى فى الدنيا

تبتسم مريم وهى تتابع تلك الفرحة التى أظهرها أحمد بسخاء لتردد بغرور

- إيه رأيك بقى جبتلك الولد أهو... وجبتلك الحظ.... عاوزة سبوع بقى ليه كبير يليق بإبنك البكرى

قد تناست مريم أمر مسك إبنته الأول لم تكن وحدها التى نسيت أمرها بل قد نساها أحمد أيضا ونسى وجودها بتلك الحياة حتى تلك النفقة الشهرية التى قررتها المحكمة والتى عبارة عن ملاليم لا تكفى يومان كان يشعر، بثقلها وكثيرا ما كان يتهرب منها

يضع أحمد الطفل بجوار مريم ليبتسم بسعادة مرددا

أيوة كده أنا عاوز دستة ولاد عشان يبقوا عزوتى لما أكبر وسندى

تستمع فوزية لذلك الحديث الدائر بينهم بملل فقد شعرت بإستيلتء مريم على إبنها كاملا فى حين أنها لم تستطيع الوقوف أمامها كما كانت تفعل مع يسرة لتكتفى بالصمت

*********************

يمر عامان يتغير لم يتغير بها الكثير سوى أن إستطاع خالد إجتياز تلك الإختبارات الصعبة من دبلومة وماجستير ودورات فى التخاطب لتكون راندا الداعم الأول له

تعلقت مسك كثيرا بعماد لتعتقد أنه والدها لتناديه «بابا» وكم كانت تلك الكلمة تثلج قلبه