البارت الخامس

Start from the beginning
                                    

تدلف إلى العيادة ويسرا تربت على كتفها تحاول أن تطمؤنها قليلا لتردد بهدوء

- ريهام أنا معاكى متقلقيش مش هسيبك والدكتورة طمنتنى إن الموضوع سهل مفيهوش ألم خالص

ولكن هناك ألم أقوى بداخل ريهام إنه ألم نفسي يكاد يقتلها فكيف تنظر لها الطبيبة وكيف ينظر لها الناس ماذا يكنون من عبارات بداخلهم

تدلف إلى غرفة العمليات تتطلع حولها برعب ثم ترقد على ذلك السرير المخصص للعمليات بمساعدة يسرا والتى تظل بجوارها ممسكة بيدها حتى قامت الطبيبة بالإنتهاء، من تلك العملية والتى لم تكف ريهام عن زرف دموعها طوال تلك المدة ليعاد أمامها شريط ذلك اليوم كم كانت ضعيفة خائنة... نعم فلقد خانت ثقة والدها ووالدتها ربما تكون تلك لحظة ضعف ناتجة عن قلة الإيمان لديها ولكنها فى جميع الأحوال مخطئة

تنتهى العملية ليبدأ عقبها عهد جديد مع الله حتى يتوب عليها لتعاهد الله ألا تفوت فرضا لها والا يفوت يوما بدون قراءة كتاب الله

****************

كان الأمر يأخذ حيزا كبير من تفكيرها ما بين الرفض والقبول لتعقد تلك المقارنة حول تلك الزيجة والتى ستنتقل بها للحياة فى بلدة أخرى مع أناس آخرين تكون معهم علاقة جديدة وتكون أسرة

بينما هى فى حالتها تلك تصاب ريهام بحالة خاصة من الشرود حتى أنها كانت على أعتاب الإكتئاب لتنحى يسرا أمرها قليلا حتى تكتشف ما سبب تلك الحالة التى أصيبت بها صديقتها

- مش مرتاحة يا يسرا.... حاسة إنى خاينة وغشاشة

كان ذلك رد ريهام عليها عند سؤالها عن تلك الحالة من الشرود والحزن

كانت يسرا تخشي من أن تعاود لها أفكارها حول الإنتحار لتنفى ريهام سريعا تلك الفكرة لتردف قائلة

- ممكن زمان كان إيمانى ضعيف... لكن دلوقتى لما قربت من ربنا إستحالة... إزاى يكون درجة خوفى من العبد أكبر من درجة خوفى من ربنا عشان أنهى حياتى وأخسر كل حاجة

بات الأمر معقد للغاية ما بين تأنيب ضمير وبين الخوف من رد فعل المجتمع الشرقى الذى يرفض خطأ الفتاة لتردد يسرا بضيق

- أنا مش عارفة ليه دايما بييجوا على البنت ما الولد بيغلط عادى وبيغفروله إنما البنت لا وألف مكحمة تتنصب وألف حكم قاسي يتحكم عليها من الناس

تطلق ريهام تنهيدة عميقة لتردف

- ده الصح يا يسرا لأن البنت غالية أوى وشرف البنت أعلى حاجة فالمبادئ دى والإلتزام بيها هيخلق مجتمع سوى لمرأة بتحافظ على نفسها وتعف نفسها..... إوعى يا يسرا فى يوم تغلكى غلطتى دى.... هى لحظات وبندم عليها سنين وبستحقر نفسى كل ما أفتكر إنى عملت كده

تتأثر يسرا بحديث ريهام لتضمها لصدرها وهى مدمعة العينين فهى تشعر بذلك الألم الذى تشعر به صديقتها فالندم يعتصرها بين قبضته حتى كسر عظامها

رماد القمر Where stories live. Discover now