البارت : ٧٣

1K 26 15
                                    

بالنسبه لـ نايف فاستقبل خبر العيد مع خبر شفاء وتين تماماً ..
طلعو من المستشفى وهم ماسكين ايادي بعض .. يطالعو بكل الاتجاهات الا عيون بعض.. نايف كان يناظر السماء عشان لاتطيح دموعه وتنفضح مشاعرهه .. ولكن وتين الرقيقه ماقدرت ماتبكي .. فلتت يدها من يده وسجدت سجود شكر وهي منهارهه .. تحس لو تعتكف لأيام بس تحمدلله وتشكرهه تحس مابتكفي .. وقفها نايف وناظر عيونها وبغصه سحبها لحضنه قبل تشوف دمعته : انا سعيد ياوتين ..
سكت للحظات ودهه وبخاطرهه يناديها وتين قلبه ، بس مايقدر يصدمها كمان لازم يمهد لها مشاعرهه اتجاهها همس بأذنها بحنية : اذا افطرنا بعزمك ع عشاء الساعه ١٠ بليل كوني مستعدهه ،
ابتسمت : ماعاد بقي خبر بيسعدني كثر رجوع صحتي وعافيتي واكمال باقي ايامي وانا احقق انجازاتي اللي لا طالما تمنيت احققها ،
ابتعد عنها نايف : كل شيء بوقته حلو .. وترا ضاري عرف واتوقع كل اهلك عرفو بهالخبر الحلو ..
اكتفت تبتسم بدموع واردف : ورجعتنا ع ارض السعوديه الساعه ١٢ .. بأذن الله نعيد مع اهالينا ،
وتين ناظرت السماء وبقلبها : يارب اوصيك بنايف .. اجبر قلبه يارب وارزقه نعيم الدنيا والاخرهه يارب .. مثل ما ارسلته يكون بجنبي كون انت معه ،
انهت دعوتها وناظرت فيه : باذن الله ..
الساعه ١٠ ليل بتوقيت لندن - الكوفي ،
كانت جالسه وتين عند الشباك الزجاجي المطل على محل الورد تناظر الجو كان شبه ممطر والهواء البارد ، ضمت نفسها لما حست بالبرد .. لكن لفت نظرها نايف واقف يكتب ومعه بوكيه ورد .. تخيلت المتوب وهالوردهه اخر مابينهم .. لان مرت الاشهر ولا واحد فضح عن مشاعرهه .. زفرت بهدوء بعد ماقررت تعترف بمشاعرها ع الاقل لو رجعت السعوديه ماتندم وان ع الاقل حاولت .. اخذت كوب قهوتها وتناظرهه وهو واقف ينتظر السيارات تعدي وبيدهه بوكيه الورد .. لكن رجعت هالقهوهه لما شافت نايف طار من على الارض وطاح على السيارهه ثم على الارض .. حست انها بحلم غمضت عيونها وفتحتها ولازال نايف طايح ، طلعت بخطوات متعثرهه ودموع منهله ع خدودها .. جلست بجنبه ورفعت يدها الراجفه وعيونها مغشية من الدموع نطقت بغصه : نـ نايف ،
نست بهاللحظه انها ممرضه وتقدر تسعفه بس يخالط هاللحظة شعور يوجع .. نايف مرمى ع الارض ومغطى بدمه، نايف اللي ساعدها تحارب الموت عشان تنجو منه من بعد الله الحين وبهاللحظه جالس يصارع الموت .. اخذت نفس بصعوبه واتصلت ع الاسعاف .. مسك يدها نايف بتعب : لاتتصلي .. هذي ساعتي ،
وتين ماسمعت كلامه وجاها الرد ، عطتهم الموقع وتحس بكل كلمه منها تستنزف الف سنه من عمرهها .. رمت الجوال ورفعت نايف بحظنها وبغصه تتوارد بحلقها : لاتخاف .. كل شيء بيصير بخير ،
ابتسم نايف وبتعب : مين قال اني خايف؟ انا مؤمن بالله وبقضاءهه واللي صار فالحمدلله عليه .. يمكن ينتظرني مكان اجمل ،
ناظر البوكيه اللي بيدهه اخذ الكرت اللي فيه وعطاهه لـ وتين المنهارهه وبتعب اردف : اقري الكرت .. اذا اذا موافقه ضميني واذا لا اقلبي الكرت ..
اخذت وتين الكرت من يدهه وقرأته وهنا ماعاد بها حيل تكتم اكثر وبكت وهي تضمه وتشد عليه ، ابتسم وبغصه : بقلبي كثير كلام بس اهم هالكلام .. اني والله حبيتك من اول لحظه خطبتك فيها .. لاتحسبني لما حطيتي شرط العلاج انك تتزوجيني مافرحت .. لا والله والذي نفسي بيدهه ان اسعد خبر مر علي بذاك الوقت ..
اخذ نفس واردف : اتفاق الـ ٦ شهور اللي بيننا انتهى اليوم بس مو معناته حتى زواجنا انتهى .. انا ابيك زوجة لي .. انا احبك ، انا احبك وتين ويمكن ذي اخر كلمة بيننا ،
وتين ماعاد بقلبها قوهه ضمته وببحة : وانا احبك .. وان وان شاء لله تتعافى وتصير ابو عادل مثل ماتتمنى بس خلك قوي والله قلبي مو متحمل .. بعدك،
نايف مسك وجهها : اوعديني ان من بعدي بتعيشي حياتك وتسمي اول ولد لك عادل ..
وتين هزت راسها بـ لا : نايف بكرهه عيد وبنعيد سوى وولدي بيكون ولدك .. نايف تكفى ،
نايف : اوعديني ..
كانت بتتكلم لكن قاطعها : اوعديني تعيشي عني وعنك ..
مسكة يدهه وبغصه : اوعدك اوعدك ،
ابتسم نايف وهو يسحب راسها باتجاهه ويطبع بوسه ع جبينها : احبك وجداً  ..
وتين بغصه : وانا احبك لدرجة مابقدر اكمل حياتي بدونك .. انا حاربت الموت عشانك .. حاربه عشاني يانايف اذا تحبني ..
ناظرها ورفع اصبعه السبابه : اشهد ان لا اله الا الله .. واشهد ان محمداً رسول الله ..
انهى الشهادهه بابتسامه .. طاحت يدهه وشخص بصرهه .. وانتقل نايف لـ رحمة الله ..
وتين صرخت لدرجة كادت حنجرتها تلتهب ، وشدته لصدرها : نايف 
وصلت الاسعاف سحبوهه منها .. وحاول انعاشه لكن قد فات الاوان .. نطق احد المُسعفين : ساعة الوفاة ١٠:٥٥ م ،
وتين دخلت بحالة صمت مُفاجئة وقفت مع المُسعفين وركبت مع نايف وهي تبكي بصمت وملابسها وعبايتها الرماديه تلونت بالدم ..
-
« الرياض »
وقفت ميعاد تاركة جمعة ابو ضاري وامه وامها وتولين .. ماقدرت تفرح بخبر العيد .. توجهت لـ غرفة سفر وفتحت الباب دخلت بهدوء تحس بضيقة استغفرت ربها اكثر من مرهه وجلست بجنب سفر وناظرته وبقلبها لان ماتقدر تتكلم : مو قادره افرح بالعيد يا سفر .. انتِ عيدي وعيد الايام البهيه .. قوم ياسفر اختك تزوجت وقربت تتخرج وانت لازلت نايم .. ما اشتقت لي؟ انا اشتقت لك ..
بكت وسندت جبينها ع يدهه اليمين وبكت بهدوء واردفت : قلبي ثقيل احس الارض تمشيء على قلبي مو انا اللي امشي عليها .. محتاجه اضحك معك واسرلف عليك واحارشك .. كيف قسى قلبك علي؟ مامعك قلب تحس فيني؟ ..
قبل تكمل بقيت كلامها قاطعها صوت توقف جهاز القلب .. رفعت راسها بصدمه تناظر .. بلعت ريقها وقفت تهزه وتهز راسها بـ لا ، لا
حاولت جاهد تتكلم حاولت : ل ... لا ..
وبعد محاولت صرخت باسم : سسسففر  سسفرر ،
فز ضاري وبخوف : ميعاد؟
ركض لـ غرفة سفر بعد ما شافها تتوجه لها ، دخل الغرفه وبخوف : ميعاد؟
ركضت له وبحاله هستيريه : سشفر سفر الجهاز الجهاز وقف ،
انهارت بكي دخلت ممرضة سفر بعد ما ناداها ضاري فتحت عيونه شافت الاجهزه ونبضه .. اخذت المفرش وغطت جسد سفر بمعنى انه مات ..
طاحت ميعاد ع الارض تبكي نزل ضاري بمستواها وضمها وهو يبكي يبكي بندم يحس انه مسؤول .. واكثر ما اتعبه هو بكاء ميعاد وشهقاتها ، بكت الى ان فقدت وعيها ، نقلها لـ غرفته وناد الممرضه تشوف حالتها .. رجع لأمها واللي كانت مو اقل من ميعاد انهيار .. وامه تواسيها وتبكي ،
رفع جواله واتصل ع الاسعاف وما ان انهى مكالمته وردهه اتصال من وتين رد بغصه : هلا ..
وتين ما انتبهت لنبرة صوته فهي مو اقل منه وببكاء : ضضاري تعال .. ضاري نايفف نايف ياضاري ..
رجعت تشهق وتبكي ،
ضاري مو ناقص صدمه ناثيه او خبر يكسرهه اكثر بخوف : وتين اهدي .. اهدي وفهميني وش فيه نايف ،
وتين نطقت بصعوبه : م مات مات ياضاري ،
انهت كلامها لما طاحت ع الارض فاقدهه الوعي ، ركضو لها ممرضتين وممرض ونقلوها لغرفة الطواري ..
اما ضاري فتمكنت منه الصدمه .. غمض عيونه وطاحت دموعه وهو لازال رافع الجوال لـ اذنه ..
مسك ع قلبه بالم حاس ان الدنيا ترميه من كل اتجاهه طاح جواله واستندت ع حافة الكنبه وبكى .. صديقه اللي معتبرهه اكثر من اخو مات ..
توجه وليد " ابو ضاري" ومسكه وبخوف : ضاري .. تماسك عشان زوجتك ،
ناظر ابوهه وبتعب وغصه : يبه .. نايف مات ، نايف اللي ساعد وتين تتخطى الموت من بعد لله مات يبه ماااتت ،
جلست ع الارض وبكى وهو يضرب قلبه من قوة الالم اللي يينخر قلبه ..

تنهدت من قلبي لين ارتعد سلسالي  Where stories live. Discover now