تنهدت من قلبي لين ارتعد سلسالي

البارت : ٥

:
بعد لحظات غفت بحضنه وضل يداعب شعرها بحنية .. ويردد بخاطرهه : يارب احفظها ولاتختبر صبرنا فيها ..
-
« الرياض »
دخلت الممرضة وتين لـ غرفة التنويم الخاصة لـ فيصل ، وكانت سحر تقرا قران ، انتظرت سحر تخلص من القراءهه وفعلاً اول ما انتبهت سحر لـ وتين قفلت المصحف ، وتقدمت من وتين برجاء وخوف : تكفين طمنيني وقولي فيصل بخير؟،
دخل نايف وجايب فطور ووقف لما تذكر انه ماقال لاخته عن نتائج التحليل ،
وتين مسكة يدها وبحنية : ماعرفتي نتيجة التحليل؟
سحر بغصة : لا ،
نايف قاطع وتين : لسه ماقلت لها افطري وبقول لك من امس ماكلتي شيء ،
سحر شدة ع يد وتين : سألتكم بالله طمنوني؟
وتين جلستها ع كرسيها وجلست ماسكة يدها بحنية :
من حكمة الله تعالى انه يبتلي عباده ويختبرهم ، ليعلم المؤمن المطيع الراضي من العاصي الساخط ، والبلاء يكون بالسراء والضراء  والدليل " إنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم ، فمَن رَضي فله الرِّضَى ، ومَن سخِط فله السَّخطُ " فالله بيختبر صبرك وايمانك بولدك فيصل ..
بكت سحر وانهارت بينما اردفت وتين بحنية وتمسح ع ظهرها كمواسأهه : صعب علي اقول لك هالخبر بدم بارد ، لكن مو بيدي ..
اخت سحر انا مؤمن بالله ان فيصل بيطلع من هالمرض مثل الشعر من العجينه ، والله مايصعب عليه ..
سحر من بين شهقاتها : رجع له السرطان ..
دمعت عيون وتين : سرطان الكبد ..
نايف مسح دموعه بطرف غترته ، واخذ اخته من وتين وضمها وبحنية : ادري صعب اقول لك تهدين وضناك يصارع الموت ، لكن احتسبي الاجر وقوي نفسك وراك فيصل وبناتك عبق ورحيق ،
شدة سحر ع ضمته : بيرجع فيصل يتعذب يانايف ، بيرجع يبكي طول وقته ويتألم وينتظرني ابعد الالم عنه ، بيرجع فيصل المجهد الذبلان اللي يقضي وقته كل نوم ، والله ماقدر اتحمل اشوفه كذا ، ابتعدت عن نايف وتوجهت لفيصل النايم والمغذي بيدهه مسكت يدهه ، وحطت جبينها عليه وبكت بكاء مرير واردفت : ليت فيني ولا فيك .. ليت اخذ الالم منك ولا تتألم ياروح امك ،
تقدمت وتين منها : استغفري الله واحتسبي الاجر بالصبر ، انا شفت التحاليل والفحوصات اللي سويتوها امس وكل شيء وحابه اقول لك اننا نقدر نستأصل المرض منه ، بس انتِ اهدي تكفين انقطع قلبي ،
وقفت سحر بفرح ودموع : تكفين ..
وتين : استبشري خير ، بس اعطينا يوم نجمع المستشارين والدكاترهه ونتوصل لحل ..
طلعت وتين تاركة سحر ، ولحقها نايف : لو سمحتي ،
لفت وتين له وكانت بتصدم فيه ، التقت عيونها الدامعه بعيون نايف ونطقت : في ايش اساعدك؟
نايف ابتعد عن وتين وصار بينهم مسافة : صدق في حل لفيصل؟ اسف بس يعني هل كلامك بس عشان تهدينها؟
وتين مسحت عيونها وببحة : حتى لو مافي حل بدور حل ، فيصل السرطان مُش منتشر بكل الكبد فـ باذن الله نلقى حل ، بس كونو ع استعداد لاي شيء بنطلبه وبالذات الدم لان لو احتجنا لـ عملية الاستأصال مايكون عائق ويأخرنا ،
تنهد نايف براحة وبحنية : الله يسعدك يادكتورهه ،
ابتسمت وتين : انا ممرضة مُش دكتورهه ..
نايف : اتمنى لو انك دكتورهه ،
وتين ببحة : لاتنبش جروح مدفونه ، الحمدلله الله كتب لي اكون ممرضة وانا راضية بكتبة الله ، وشكراً لك ، استأذن اذا ما بقى عندك سؤال ثاني؟
نايف عدل شماغة : يعطيك العافية اذنك معك ،
-
| في البيت عند عبق ورحيق |
كانت عبق تحاول تهدي رحيق ، بس لما شافت اشعار برنه مميزهه ع جوالها ، أخذت الجوال وطلعت لغرفتها ، وفتحت الرسالة وهيا رايحة بأتجاهه سريرها ، واللي كانت من حبيبها ناصر و مضمونها " الحلو وينه اليوم مختفي"
أبتسمت بخفة وردت على الرسالة "أعتذر و الله أنشغلت مع الأهل"
رد عليها "لـيـه سلامات وش صاير ؟"  قالت عبق له كل اللي صار بدون ماتتردد .. ردعليها " أن شاء الله يرجع لكم بكامل صحته بس كنت أبي أشوفك مشتاق لكك "
ردت عليه " ناصر ، تكفى اليوم جد جد ماني رايقـة  وبعدين ما مليت مني دايم أرسل صوري  "
رد عليها " بالله ياعبقي مين يمل من القمر هاهه"
أبتسمت عبق من كلامه لكن ماكان عندها صورهه للرحيق بحكم انه ترسل صور اختها التؤام ع اساس انها هيا فـ ردت عليه تنهي الموضوع  " يسلمو ، بس لا تحاول أني أرسلها يالله باي ياحلوو " قفلت جوالها بدون ماتنتظر الرد ، أنسدحت ع السرير وهيا مبسوطة من كلامه وقالت بصوت شبة مسموع: قد أيش يا ناصر تأثيركك على ، قدرت تغير مودي بسهولة ، أبتسمت لـ ثواني مرت لحظات ودخلت بعالم الأحلامم ..
-
« الشرقية »
" المصحة العقلية | ندى "
كانت تنظف احد الغرف وبطلوعها من الغرفة صدمة بدكتورهه وعدمت ملابسها ، واللي افزعها لما صرخت الدكتورهه : يا غبيه ماتشوفين؟
ندى جلست ع الارض وبخوف تضم اياديها برجاء : اسفة .. اسفة ماكان قصدي سامحيني..
لدن ناظرتها بقرف: انتِ عارفة كم قيمة قماش البالطو وحذاياني؟ لو ابيعك بالسوق ماجبتي قيمتهم!
وقفت ندى وبعيون مليانه دموع وغصة : صحيح الله منعم عليك بفلوس ، لكن اخذ منك العقل .. انا اعتذرت لك ومو يعني شفتيني اعتذر وابكي يعني سمحت لك تهينيني؟ يمكن هيئتي وشكلي مايغلى ع قيمة حذيانك اللي مثل اخلاقك ، لكن والله ان عندي عقل يوزن بلد وتربية واخلاق انتِ ماتحصليها ياعديمة التربية ، حسافة ادعي ع اهلك لان احياناً يكونو الاهل جواهر مدفونه بسبب اخلاق عيالهم اللي وطت روسهم ولا احترمو التربية وتعبهم ،
لدن بقهر اخذت سطل الموية اللي كانت ندى تمسح فيه الارض وكبته ع راس ندى وبغل : مهما قلتي انتِ عبارهه عن قذارهه بالنسبة لي ، وانا متربيه احسن منك ..
نطق طرف ثالث ببحة : لكن من اللي شفته ما اتوقع ان اللي قلتيه عن نفسك صح!..
لدن ناظرت بصدمة لدكتور وعشان تقلب الطاولة ع ندى نعمة صوتها وبدلع : شفت يادكتور غيث كيف تتفاخر بنفسها ،
غيث ابتعد خطوتين عنها : انا اقصدك يادكتورهه لدن ، كنت موجود من بداية السالفة والصراحة انتِ الغلطانه كان بأمكانك تقبل الاعتذار ، لكن تخطيتي حدودك معها وصراحة قليل الكلام اللي قالته فيك ، وكيف لك اهانت شخص اصغر منك؟
لدن تلكلكت : بس يادكتور ..
قاطعها غيث : ما احتاج تبرير توجهي للمكتب عشان تاخذي انذار ع تصرفك الطائش ،
ناظر ندى وبحنية : اعتذر اخت ندى بطريقي للمكتب بنادي احد يساعدك ، وراح يتم دفع تعويض لك ..
ابتسمت ندى : الله يكثر من امثالك ويعطي ناقصي الاخلاق من اخلاقك ، ومشت متوجهة لقسم عمال النظافة تغير ملابسها تاركة لدن تتقلب ع جمر من غيضها ،
-
الساعة 9:00 بليل ..
خلصت ندى شغل البيت اخذت اغراضها وجاكيتها وتوجهت لسطح تنهدت براحة ولاول مرهه يعدي يوم  بدون هواش زوجة ابوها ، فرشت بساطها وحطت كتبها وكوب الشاي وبدت تذاكر وجالسة تبذل كل مجهودها باخر سنه لها بالثانوي واللي بعد معاناة قدرت تكملها ، رغم ماكان عندها هدف ولكن عشان امها وكشف الحقيقة جالسة تبذل مجهود فوق طاقتها ، بعد فترهه من المذاكرهه قفلت كتبها وتنهدت براحة ناظرت ساعة جوالها الساعة 12:10 ياهه اخذت اربع ساعات مذاكرهه ، استندت ع الجدار بعد ما تلحفت بجاكيتها ومفرشها وتناظر القمر ، بدت تدندن بصوتها العذب :
سِـكَـنـَّا بغيـمة حمرة
نـوافـذها على القمـرة
حدايـقها سمـا الدنيـا
وتلف أسوارها قصري
-
في الطرف الثاني كان جالس بسطح بيته ع كرسي ومقابل القمر ومسترخي ، لكن الصوت العذب اللي داهم مسامعه اذهله لدرجة فتح عيونه يدور الصوت ومصدره ، وقف يتبع الصوت شوي شوي الى ان شافها كانت متلحفة و..