البارت : ٥٦

1.1K 30 7
                                    

جلست امال بجنبها وضمتها وبضيق ع حالها : ماتضيق الا تفرج ياعبق ، ابوك اذا كان مروج وانمسك فهو خير عشان لايضر ناس اكثر ، وامك ما اختارت الطلاق الا عشان تحافظ ع سمعتكم بكره الناس بتقول بنات المروج و المتعاطي ، واخوك ومرضه اجر له واختبار صبر لكم ، وخالك مسؤول يساهم بعلاج زوجته ، واختك مابتضيع وانتِ اختها تؤامها ، والمديره بفتش شنطتك وبثبت ان اتهامها باطل .. ولاتزعلي انتِ بس شوفي كل شيء سلبي بمنظور ايجابي لان والله لا الزعل ولا الضيق بيغير شيء للاحسن انما يمكن تدخلي بحالة اكتئاب ..
مسحت دموعها بحنيه : امسحي دموعك واضحكي للحزن يمكن لا شاف ضحكتك استحي ع وجه وغاب من حياتك .. وسالفة ابوك اخوي محقق واكيد يعرف محامين شطار يطلعوه من القضيه اذا كان متهم ..
رفعت راسها عبق بمل كبير بقلبها ، ضمت امال : شكراَ
بادلتها امال : لاتشكريني هذا واجبي دامني مرشدتك ،
اخذت امال شنطتها وبدت تفتش لكن لفت انتباهها استاند فيه صوره مرسومه اخرجتها من الشنطه وناظرت لحظات واعتلت الصدمه ملامحها ، ناظرت عبق ثم ناظرت الصورهه ونطقت بتساؤول : مين ذا؟
ابتسمت عبق وهيا تضم رجولها وبابتسامه : بعلمك بس يبقي سر بيننا؟
هزت راسها امال بـ اي واردفت عبق : الشخص اللي انقذني من ..
غمضت عيونها لما تذكرت اختطافها .. وبلعت ريقها بخوف مهما حاولت تبين انها تخطت الا الحقيقة واضحه انها بتبقى ذكرى صعب تتخطاها ..
امال لاحظت خوفها ، وبنفس اللحظة تذكرت حالة الاختطاف اللي صارت قبل شهور ببداية تعينها وجيتها مع اخوها من الاحساء الى الرياض ، المُختطفه اللي ساعدوها كانت بنت بس ما صادفها الحظ وشافت ملامحها من الخوف ، معقوله انها نفس البنت؟ ناظرت الصورهه واحاسيسها تقول انها نفسها دام لقت بشنطتها صورة أخوها سايد، ناظرت عبق : الاختطاف؟
عبق نزلت راسها بحزن  : اي ،
امال ارتبكت ماتعرف وش بتسوي وهيا شايفه طالبة بشنطتها صورة اخوها ، اخذت نفس عميق وزفرته لازم تتصرف بحكمه نطقت بعد تفكير : ممكن اخذ الصوره؟
سحبت عبق الصوره : لا هيا الشيء الوحيد اللي بقى معي ويحسسني بالامان ..
ناظرتها امال وبقلبها سؤال هل اللي يرسمها اخوها هيا نفسها؟ وقفت وتوجهت ع كرسي مكتبها : تقدري تروحي فصلك ..
خرجت عبق وتوجهت لباب الخروج كون وقت الانصراف ، لبست عبايتها وانتظرت عبق وطلعو للباص ..
تاركه امال تقضي مناوبتها بالتفكير ، اتصلت ع سايد ولحظات قفلته ، تتكلم معه وجه بوجه افضل ..
-
« جدهه »
الغرفه بارده ومُظلمه سلطان متوسطها ونايم بهدوء لكن تخلل هالهدوء صوت بكاء ونحيب فتح عيونه بانزعاج وناظر ع يمينه كانت العهد ع سجادتها وتدعي كالعادهه من بين شهقاتها ودموعها :
" يارب ان كانت السماء تمطر مغفرهه ، فأجعل سلطان تحت المظلة يالله "
انشل سلطان من هول الدعوهه وده يقوم ويقول لها لا تدعين وقفي تكفين لكن انصدم ، انها بكل مره تعيدها يعلى صوتها ويزيد بكاها واردفت : يالله خذ حقي منها انت تقدر فانا لا اقدر .. يارب ان كانت السماء تمطر مغفرهه ، فأجعل سلطان تحت المظلة يالله ،
سلطان كان يتعرق واعصابه برزت من كثر ما يحاول يتحرك لكن ما كان بجسمه ولا شيد يتحرك  .. لحظات وهو يفقد نظرهه شوي شوي .. صرخ بصوت عالي الى ان فز من نومه .. فتح عيونه وصار يتنفس بصعوبه صدره يهبط وينزل ودعوة العهد لازالت تتردد ع مسامعه ، تقدمت العهد من عنده واعطته كوب الماء عند راسه : ودي اقول عسى الكوابيس ماتفارقك لكن اللي جاك يكفيك ..
مشت لكن وقفها سلطان وهو ماسك معصم يدها : عهد ،
سحبت يدها ولفت عليه بدون لاتنطق ولا كلمه واردف سلطان : كل يوم كنت اشوفك تصلي الليل وتدعي وش الدعوه اللي كنتِ تدعينها علي؟
نطقت ببرود : ما انصحك تعرفها ..
قاطعها سلطان : لكن ابي اعرف ،
ضحكت بُسخريه : ما كنت اقول غير اللي بياخذ حقي منك ..
" يارب ان كانت السماء تمطر مغفرهه ، فأجعل سلطان تحت المظلة يالله ، واجعل يناديه الموت والموت يجفاه يفقد لذيذ النوم والناس تجفاه ، ياجعل ناسه كلها تبكيه واقرب خوي له مع المُر ينساه ، وامه تشق الثوب من قو بلواهه "
بلع ريقه سلطان من هول الدعاوي، وما كانت دعاوي شخص عادي انما دعوة مظلوم ويتيم .. سكن جسمه وبردت اطرافه وعرق ، ضاق نفسه يحس الدنيا حر وهو بارد مثل الثلج وقلبه جمره ملتهبه ، برقة عيونه اول ما التقت بعيون عهد البارده ونطق : عهد انا عرفت ..
قاطعته عهد : ماني مجبوره اعرف اللي تعرفه ،
سحبها سلطان لدرجه مايفصلهم عن بعض الا شعره نطق بحده : الا بتعرفي اني عرفت الحقيقه وان ..
نطقت بحدهه : اني مو قاتله؟ صح؟ طيب كنت اقولها لك من اول ما دخلت حياتي وقلبتها جحيم ، كنت اقول اني مو قاتله كيف اقتل ناسي؟ ولا صدقت ..
سحبت يدها بقوه وبحده : اصحك تحاول تقربني منك مره ثانيه ..
جيت اقول لك استعد للبتر ، لان معرفتك للحقيقة مابتغير شيء دعاوي استجابت والله اخذ حق المظلومه ..
طلعت من الغرفه وهي تحاول تمسك دموعها لكن ماتعرف هي دموع فرح لان بترتاح من ذنب وتهمت القاتله او دموع حزن للحال اللي وصلت له من بعد مافقدت كل شيء حلو بحياتها ..
بعد مرور نص ساعه ..
عند باب غرفة العمليات ، وقف سلطان رفض يدخل اسباب كثيرة منعته بس اهم سببين الاول : اطرافه يشوفها سليمه وظلم لو بترها ولاتكلم  ، والثاني : يبي العهد تدخل معه و تشوف كيف حقها ينأخذ منه يمكن ع الاقل يكون في قابليه بقلبها وتسامحه ،
بعد محاولات دخلت العهد معه ع خوفها من الغرفه الا انها ثابته خارجياً مابينت خوفها ،
قربت الممرضه من سلطان عشان تخدر يده لكن تفاجؤو لما سحب يده : ما يحتاج تخدير ، ابتروها وبس ..
الدكتور بصدمه : اوك قلنا يا اخ سلطان ان الخلايا والاعصاب ماتت بس مو معناه ان مافي خلاي شبه حيه وومكن تألمك ،
غمض عيونه وبخاطرهه : وش باقي يوجعني بعد ماتضرر القلب بالندم؟ العله داخليه يادكتور ؟
ناظر الدكتور واردف : ع مسؤوليتي ..
قاطعته العهد : لاتسمع له يادكتور قوم بشغلك ،
ناظرت سلطان وبهمس : مدخلني غرفة العمليات بس عشان تسوي حالك بطل؟ وان اوه شوفيني ما اتوجع؟ ادعى الله يبليك بشخص ظالم عشان وقتها تعرف الالم والوجع النفسي اللي بتحس فيه ، انا بطلع لان جالسه بمكان يجيب الغلقه ،
كانت بتطلع لكن مسك معصمها سلطان وبرجاء : تكفين ،
شدها باتجاهه وضمها وهو حاط راسه ببطنها وبضيق : سو شغلك يادكتور بدون تخدير وعلى مسؤوليتي ، مهما اصارخ لا توقف ،
ما اهتم الدكتور بما انه وقع على ورقة اخلاء المسؤوليه ،
جهزو ادوات البتر ، ومسك الدكتور يد سلطان وبدء باصبع الخنصر "الصغير المدلل" سم بالله وبتر اول اصبع، صرخ سلطان صرخع فضيعه يحاول يخرج كل اللي فيه بهالصرخه ، يحاول يخفف الالم بانه يختبي بحضن العهد اللي لا شعورياً ضمته اكثر لما لاحظتت بروز عروقه من الصرخه والعرق اللي غزا جبينه ، الرجفه اللي صارت بجسمه ، صدره اللي يهبط ويعلو ونطق بتعب : جالس اتحمل الالم عشان تسامحيني يالعهد .. الا انا احس بأطرافي .. طاحت دموعها وبغصه ناظرت الدكتور : خدره يادكتور تكفي تراه مو قوي ، انا بتحمل مسؤوليته بس خدرهه ،
سلطان من بين المه ورجفة شفايفه ودموعه وعرق جبينه : ل.. لا..
قاطعهم دخول الدكتور اللي قال ان لازم بتر وهو يركض : وقفو ..
اخذ نفس وهو يرتكي ع ركبته وبتعب واندفاع  : صار في لخبطه بين سلطان ومحمد سواق الشاحنه ، سلطان المشلول مؤقت ..
سكت للحظات ياخذ نفس واردف : سواق الشاحنه اللي لازمه بتر ..
رمي الدكتور ادوات البتر وبحدهه : كيف تخطئون بهالامور؟ بعد وش بعد مابترنا اصبع يدهه؟


تنهدت من قلبي لين ارتعد سلسالي  Where stories live. Discover now