البارت : ٤٥

1.2K 32 8
                                    

وداد : اذا علي فالبنت موجوده بس احتاج موافقتك ،
ضاري عقد حاجبه : حركات مين؟
وداد بابتسامه : ميعاد ..
ضاري بعدم اهتمام ومنسدح باهمال ع الكنبه وماسك جواله : ميعاد بنت خالتي فايزهه؟ اوهه ماتحب تشوف وجهي للحظه كيف عاد لو اني زوجها وبتقابلني العمر كله صدقيني يمه اذا قلتي لهم بتنتحر قبل تنهي المكالمه ،
ضحكت وداد ومن بين ضحكها : اسكت اسكت اهه .. يغربل شيطانك قول ما ابيها بدون اعذار وبعدين اعرف عداوتكم اتجاهه بعض انا اقصد ميعاد البنت اللي ساعدت اهلها ..
فز ضاري واعتدل بجلسته وبجديه : مُستحييل وسابع المُستحيلات يا يمه .. ماعمري ناظرتها كزوجة او حبيبه ، اعتبرتها اخت الصغيره ومحتاجة وقفت اخ يساندها بس ..
وداد ناظرت وليد ، ابتسم وليد لها وناظر ضاري : ضاري وانا ابوك فكر فيها اذا فعلاً تعتبرها اختك المفروض تخاف ع سمعتها .. يعني بنت مع امها المُسنه واخوها الميت دماغياً بعمارهه خاليه من العوايل وفيها شباب عزابيه ماخفت عليها؟ ياولدي صغيرة محتاجة رجال يوقف معها ويساندها ، وانت قلت بنفسك ابوها تبرا منها ومن اخوها بالقسم وطعن شرفها ، قلي من بقى معها؟
تنهد ضاري : اذا ع الشقة بغيرها وبسكنها ببيت ملك هيا وامها واخوها بجنبنا ، واجيب حراس لها ، واتكفل بعلاج اخوها الى ان يتشافى ..
وليد بتساؤل : طيب ليه تسوي لهم كل هالاشياء ؟
ضاري رفع حاجبه : لان تحملت مسؤليتهم وانا سبب باللي صار في سفر اخوها ..
وليد : بس هذا السبب؟ طيب دور لها رجال ونعم وزوجها وسلم مسؤوليتك له ، لان انت يا ضاري مو محرم لها  ..
قاطعته وداد : طيب تزوجها بس زواج ع الورق بحيث تقدر تسكنها عندي وانا وتولين بنهتم فيها هيا وامها ..
وليد رفع حاجبه وبضحكه : وانا وين اروح؟
وداد ابتسمت : وش واللي وين تروح؟ انت بتتزوج الام وهو بيتزوج البنت وبكذا كلنا بنبقى بنفس البيت ،
وليد حدق بعيونه : وتقوليها بكل برود انا اتزوج الام؟ طفشتي مني يابنت عيسى؟
ضاري كمل بعدهه : يمه كيف تزوجين ابوي كذا؟
وداد : ماسويت شيء خطا؟ ابوك يحل له الشرع يتزوج ٤ ، وبعدين ام ميعاد حرمه بعقلها مو مراهقه تلعب بعقل ابوك ، وانت ياوليد تعرف ان اثق فيك لدرجة اني بزوجك وانا عارفه انك بتعدل بيننا ولا بتنحاز بطرف احد ، وهذا اذا ام ميعاد وافقت عليك ، ترا محد يحبك غيري ولا احد راضي فيك غيري ، انا وانت اللي ينطبق علينا مثل " حق بطباقته" ،
ضحك وليد الى ان دمعة عيونه واما ضاري كان مو اقل منه وصل لمرحلة يكتم ضحكته بمخدت الكنبه ، اردف وليد من بين ضحكة : ما اذكر زعلتك بشيء يابنت عيسى عشان تسبيني من وراء التريلات؟
اخذ نفس ضاري من الضحك : يمه اعترفي وش مزعلك؟ انا بتفاهم مع ولد عبدالله اذا زعلك ،
وداد : مو زعلانه لكن من لما صار لهم الحادث وانا افكر فيهم ،
سفر بعمر الـ ١٩ ميت دماغياً ، وميعاد بعمر الـ ١٨ تحملت الكثير من صغرها ووحيدهه بين اخ ميت دماغياً وام تحارب لصحتها المتدهورهه ،
وليد : اذا عشان هالطفلة ميعاد مستعد اتزوج امها وتعيش معنا تحت سقف واحد ، يشهد الله يوم جت عندي بوقت الحادث تحسبني ابوها ، اتذكر لمعة عيونها وغصتها اتعبت قلبي ذيك الغصه وجداً ..
فلاش باك ❗..
طلعت من غرفة اخوها تمشي بخطوات متثاقله وعيون مشوشة الرؤيه بسبب دموعها ، صدمت بشخص ناظرته كان الشيب مغطي ملامحه يشبه ابوها وبدون لا تدقق فيه ضمته ظنن منها انه ابوها وبغصه : يبه .. كنت عارفه انك مستحيل تتركنا ..
نطق وليد بحنيه : ماني ابوك يابنيتي ..
ميعاد بعمر تحتاج ابوها فيه لكن الزمن والظروف ضدها ، ما ابتعدت رغم معرفتها انه ابوها ، حنيت كلامه تجبرها تبقى ضامته نطقت بصوت مبحوح والدمع اغرق ثوبه : صير ابوي بس لحظات اجمع فيها نفسي وقوتي .. والملم اللي باقي فيني ..
فعلاً وليد ما تحرك .. وهالمرهه بادله الحضن وهو يمسح ع شعرها وبحنيه : بتعدي هالايام مهما بلغت من مرارهه ،
ابتعدت ميعاد وبصوتها الباكي : بتعدي واهلي معي .. لكن لو مو معي انا اللي مابتحرك واعيش حياتي طبيعي وبتوقف حياتي عند لحظة بعدهم .. عمرك ياعمر شفت ورقة شجرهه عايشه بدون ماتكون بالشجره ذاتها؟ انا الربيع بوجودهم وانا الخريف ببعدهم ، انا الشمس اللي تشرق  بسماء اهلي بيوم هم معي فيه والليل الاسود بمساء يوم بعدهم عني ..
قالت كلامها وانهته بـ شكراً ، واختفت عن انظارهه يداري دمعته ..
- انتهى الفلاش باك ❗..
وليد بحزن : كلامها يتردد بمسامعي وكل كلمه تغرز بقلبي وكأنه سهم اختل عليه الهدف ، كيف يكون ابوها قاسي وهيا قمرا ماينقصها شيء ، كيف يتركها لـ قسى الايام وهي من رقتها تجرحها ورده؟ اخاف بيوم اقسى على بناتي وتختفي الرحمه من قلبي ، ياترى بيكرهوني؟ او بيضلو يحبوني مثل حب ميعاد لأبوها رغم جفاه معها؟
ضاري كان يسمع لأبوهه وقلبه مابين يقتنع ويرفض بفكرة الزواج من ميعاد ، رن جواله وانقذهه من التفكير لكن المتصل هو نفسه اللي شاغل باله ، تنحنح ورد : اهلين ميعاد ..
سمع صوت مليان خوف وقلق : ضاري .. ياوليدي ..
فز على طوله وبقلق : هلا ياخاله فيك شيء؟
ردت بخوف : لا ياوليدي مافيني شيء بس تعرف ان مقدر اتحرك من مكاني ولا في احد اخليه يشوف لي وين ميعاد غيرك ..
ضاري : ليه ياخاله وش صاير ووينها؟
كحة عايشة ' ام ميعاد ' : في علاج خلص علي ولازم اخذهه بالوقت وميعاد راحت لصيدليه والى الان مارجعت صار لها ٣٠ دقيقة ولا جت ،
بلع ريقه ضاري بخوف من الفكرهه اللي طرت بباله ومن كلام ابوهه نطقت بصوت رجولي : لاتشيلي هم لحظات وانا عندكم،
قفل الخط وطلع لبس ثوبه وهو طالع من الباب وقفه وليد: وش في ياضاري؟
ضاري بعجله : ميعاد له نص ساعه مفقودهه،
وطلع بدون لا يوضح لهم ، ركب سيارته والقلق مسيطر عليه الف فكرة وفكرهه يزورونه .. ١٠ دقايق ووصل لـ الشقة ولا يعرف كيف وصل ، نزل ودخل العمارهه وتوجه لـ شقته اللي سكنو فيها ميعاد واهلها بعد الحريق دق الباب وفتحت ممرضة سفر ودخل عند الخاله عايشه اللي استقبلته بدموع وهي ع كرسيها المتحرك اللي من حادثهم مافارقها  : قرب يصير لها ساعه ولا جت تكفى شوفها ..
ضاري مو اقل خوف منها اصلاً اول مرهه يرتبك وتبان الرجفه بيدهه : طيب طيب ياخاله لكن قولي لي وين راحت ومتى ووش لون عبايته او طريقة حجابه بنقاب او كمام ؟
عايشه : راحت لصيدليه مشي ١٠ ونص ، وقالت انها قريبه مابيننا وبينها الا شارع ولا اخذت الجوال معها ، وبعدها ما ادري وش صار ، لابسه عبايه حوافه عودي ، لابسه حجاب بكمامه سوداء ..
كانت خايفه لدرجة ماعرفت ترتب جملتها وكلامها ،
وقف ضاري :  بترجع لك ياخاله بس اهدي ،
يقولها اهدي وهو ماقدر يهدي نفسه اول ، نزل من العمارهه وتوجه لصيدليه ويسأل عن كاميرات المراقبه، كانو بيرفضو يسمحو له يشوفها لكن ببطاقته وهويته كونه ضابط سهلت الوضع عليه ،
فتح الكاميرا من بداية وقت الساعه ١٠ ونص الصباح .. الساعه 10:40 وصلت ميعاد لصيدليه ، قدمت الوصفه لـ الصيدلي ، لحظات وعطاها اللي تبيه ودفعت 10:46 طلعت من المحمل وكانت متوجهة لطريق بيتهم ، طلع ودخل المحل وراقب من الكاميرا لما تعدت وكان مشيها تمام متوجهة لـ البيت ، مر ضاري ع كل المحلات وراقب كل الكاميرات وكانت ميعاد متوجهة ل البيت ، وصل لأخر محل بالشارع وفتح الكاميرا وكانت ميعاد متوجهة ودخلت الشارع اللي فيه البيت ، قعد يراقب الوضع بعد دخولها اذا في اختطاف بسياره او اي حركة تدل اني وضع مختلف لكن مافي ، رجع للعمارهه ، ميعاد رجعت لهالمكان معقول ضيعت العمارهه؟ اللي فيها بيتهم؟ ناظر وتلفت ومن حسن حظه ان كان احد اللي ساكنين بالحي مركب كاميرات مراقبه ..

تنهدت من قلبي لين ارتعد سلسالي  Where stories live. Discover now