البارت : ٢٤

1.3K 33 19
                                    

ناظرته ماعاد تصدق احد لاحظ عدم تصديقها ، طلع من جيبه بطاقه تدل ع انه محقق جنائي وبثقه : لو بضرك كان مااخفيت الادله ، لكن واحد مثل هالكلب اللي يلعب باعراض الناس يستاهل يموت موتت الكلاب رغم انه كثيرهه عليه ..
ابتسمت لما قال : وبكذا اخذتي بحقك .. واذا تبين تعيشين حرهه ابيه قولي لشرطه : سمعته يكلم والواضح ان الشرطه تلاحقني ورماني بمكان ما اعرف غير انه صحراء والوقت مجهول بسبب الظلامم وقعدت امشيء وماعاد حسيت بشيء ،
اما باقي اللي صار قلته لهم ومحد بيسألك لان انا توليت كل شيء ..
وقف ماشي مسكت يدهه وبنظرة امتنان وغصه : شكراً ،
ابتسم : ولو يابنت الاجاويد ..
وقفه سؤالها : وش اسمك؟
ابتسم : لو انك فطينه كان قريتيه من البطاقه .. مع السلامه وان شاء الله لقانا الثاني يكون خير حتى لو صدفه ..
طلع وتركها ..
دخل نايف بعده ولاحظ بكاها واول كلمه نطقتها له : تكفى ياخالي الحقه حاول تعرف ع الاقل اسمه .. تكفى ،
ناظرها بصدمه لكن لبى طلبها ولحقه ، بعد دقايق رجع ، ناظرته بامل لكن هدم الفرحة لما نطق : مالحقت عليه ..
عبق بحزن وخيبه : لو جمعنا الزمن وصدفنا ، والله لقدم روحي له هديه وماتغلى عليه حياتي ..
نايف استغرب كلامها وبحنيه : اعرف ياعيوني انه لقاك وانقذك من الموت وانتِ ممتنه ، وبتردين الجميل بدون حلفان ،
ضحكت باستهزاء واكتفت بالصمت وبذهنها : مايدري انه عطاني الحياهه والحريه ،
نايف يناظرها وبحنيه : ماودك تقولي لي اللي صار؟ وكيف حالك الحين؟ ما اشتقتي لخالك؟ ماتدري من بعدك سلبت منا الدنيا الضحكة وراحة البال؟.
عبق اكتفت تناظر بروح خاليه من المشاعر ، وبهدوء مُخيف : ممكن تخليني لحالي؟
دب الرعب بقلب نايف من حال عبق ، بالعادهه تترجاهه يبقى معها ويسولف ، بهدوء وقف وضمها وابتعد ملبي طلبها ، طلع قفل الغرفه وراهه ..
ارتعش جسمها من برودة المكان ووحدته وظلامها ، تغطت بلحاف وغمضت عيونها تمثل النوم عشان مايسألوها عن شيء ،
-
بمكان ثاني بالرياض ..
دخل البيت متلحف بشرشف ومبتسم ..
التقى بامه "وداد" وابتسامه مماثله لابتسامه : هلا بشيخ الرياجيل ، وين الغيبه؟ من امس مو شايفتك؟
ضاري بحنيه : كنت عند امي الثانيه ،
وداد عقدة حواجبها بعدم فهم سحبته وجلسو ع الكنب : انطق السالفه ،
ضاري بسعادهه تفوق العالمين : قابلة ميعاد وسيف اخوان و..
كان يتكلم وبداخله نشوة سعادهه وفخر وحنين وحُب حس بالفراشات ببطنه ولاول مرهه يعرف معناها ، انهى كلامه بدمعه فرح وغصهه : والله يا يمه يادعاويهه شالتني بين الغيوم ، كل الضغط اللي عشته نسيته من صدق دعاويها الى الان احس قلبي خفيفف .. بحماس مسك يد امه واردف : تخيلي قالت لي روحي ياضاري " عساك كل مانويت خير قويت " يمه انتِ عارفه معناها؟ ما احكي لك كيف حسيت بصدق دعاويه ، وعيالها غمروني بالدعاوي ، انا توقعت فرحتهم ، لكن ماتوقعت فرحتي بدعاويهم ..
وداد تناظر بدموع ماتدري دموع فخر بتربيتها ولا فرحه بالشيء اللي سواهه وكيف انقذ يتيم من ظلم بنبرهه حنونه : عسى الجنه من نصيبك وعسى مداخل حياتك سرور مثل مادخلته ع هاليتاماء ،
ضمته واردفت : فخورهه فيك وبفعايل طيبك ..
بادلها وبحنيه : شعور حلو عندي امين وحنونات ، يمه لازم تتعرفي عليها ، وصح سكنتهم قبال شقتي حسيت هو المكان الأمن لها ،
وداد : سالفة الأُمين بمشيها ، اما الشقة خير ما سويت ..
-
« الشرقيه »
قلبها مجروح وابوها زاد الطين بله وبحدهه صرخت عليه : وش تحس فيه لو مت ورفضت اسوي لك عزاء؟
ساير جن كيف ان زوجته ميته تطلع عايشه وبحدهه : لاتجننيني وتزيديني جنان ، كيف اسوي عزاء لوحده ميته من سنينن ..
ندى رمت كاسه عند رجول غنادير وبحدهه: امسس امسس ماتت بينن يديي مو من سنين ، السنين اللي تحكي عنها كانت بمستشفى المجانين ،
اخذت قطعه من الكاسه حطتها برقبة غنادير وبعيون محمرهه والغضب يتطاير منها : تكلمي انت تعرفي كل شيء،
غنادير تناظر ساير اللي ارعب من حركة ندى : ابعد بنتك المجنونه ، مكانها مو هنا مكانها بالمصحة العقليه ،
ساير : اذا بتعقل بوديها ،
ضحكت ندى ماتت شعورياً تبلدت احاسيسها اتجاهه ابوها وبنبرهه مُرعبه : دخلوني المصحة وسابر بيخيس بالسجن وكذا مابنظطر نتحمل تكافيل عزاكم ،
غنادير بحدهه : سابر بسببك دخل السجن ،
ندى رغم انها تنازلت عن سابر كونها زوجة المتوفي ووكلت المحامي سرور لاخوها ، لكن تبي تحرق قلب غنادير رمت قطعة الزجاج وجلست رجل ع رجل وكانها شخص ثاني : ليه اتعب نفسي ، اولاً بشكرك لان زوجتيني من الشايب العايب اللي لارحمه عليه ، لان ورثة ملايين وصرت ادير شركه ماتمشي الا بكلمتي رغم ان عمري ماتجاوز الـ ٢٠ ، وسابر بعد بكلمه اخذ روحه وبكلمه انقذهه ، من هاللحظة اترك كل شيء لكم وبدال لاترسلوني للمصحة العقليه انتقل لبيتي واسوي عزاء امي وانت انسى ان عندك بنت اسمها ندى ودينك اللي عند الشايب يوسف تسدده لي او بيننا المحاكم ، بعتني له عشان تسدده الحين مين بتبيع؟ انا ورحت وسابر مسجون؟
وقفت لبست عبايتها واتصلت ع المحامي سرور وماهي الا دقايق ووصلت افخم سيارهه بسايقها ، كانت متردده لكن لازم تكسر ضعف ابوها بقوتها .. من لما كلمها المحامي سرور كانت تخفي عنهم عشان تسكن مع امها براحة لكن شاء القدر واخذها منها ..
فلاش باك❗.
بطلوعها من البيت وبعدم انتباهه صدمت بشخص : اعتذر،
المحامي : لا عادي اخت ندى؟
ندى باستغراب : اي،
المحامي : معك المحامي سرور محامي المرحوم يوسف ،
ندى : اسفه مستعجله ممكن مرهه ثانيه تقول اللي عندك؟
المحامي سرور : بس بقول لك انك الوريثه الوحيدهه لسيد يوسف حسب وصيته اخر زوجة له تكون المالكة لورثه ، كل زوجاته السابقات طلقهم ولا عندهه عيال كونه عقيم ،
ندى مصدومه عقلها مو مستوعب كيف بيوم وليله صارت مليونيرهه ضحكت باستهزاء وبعدم تصديق : ممكن تناقش بعد مايستوعب عقلي؟ هز راسه بـ اي ، طلع كرت من جيبه : هذا رقمي اذا قررتي وحاب اذكرك ان كل شغله بالشركه موقف ع توقيعك ،
مشى تاركها بافكارها لدرجة فزت لما تذكرت ان موعد شوفت امها.. انتهى❗.
نرجع للواقع..
فتحت باب السيارهه قررت ولازم تكون قد قرارها والايام بتظهر وجه ندى الثاني،
-
بعد مرور شهرين ..
« تبوك »
واقفه قدام مرايتها لابسه فستان رمادي طويل حرير و ضيق وبعلاقات خفيفة ، وعقد الماس يضم رقبتها وشعرها المفرود ع جسمها مثل الحرير ، حصنت نفسها واخذت المبخرهه تبخر نفسها ، توجهت لغرفته تبي تشوفه بالبشت رغم انها شافته من قبل لكن تبي تشوفه لوحدهه قبل ما ينأخذ مكانها ، اخذت شهيق وزفرته بعد ثواني ودخلت ، لمحت ابتسامتها وبحنيه قربت منه : مبروك .. منك المال ومنها العيال ،
رفع البدر شماغه وتبخر : يبارك فيك ،
بغصه واضحة بنبرتها لكن تعاند انها ماتنزل منها دمعه اليوم : تسمح يا البدر احصنك؟ واجهزك للي حظت فيك؟ ..

تنهدت من قلبي لين ارتعد سلسالي  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن