البارت : ٢٠

1.3K 32 8
                                    

صدمت الدكتور وكب قهوته ع البالطو وقفت وبارتباك وعيونها ع الارض : اعتذر اعتذر .. بس لان اليوم بشوف امي ومن الفرحة ما انتبهت لك .. اسفهه ..
وقف يناظرهه الصوت .. الريحة .. مو غريبه .. لقى ام؟ فرحة؟
ابتسم وبتساؤل : حبيبة الليل؟
تصنمت من الصوت رفعت نظرها شوي شوي وتدعي ان اللي ببالها يكون صح ردت بنفس التساؤل : ولد غيثة؟
التقت النظرات واختفت الانفاس .. وضاق المكان واتسع واظلم النهار واصبح الليل .. ومشى الناس وعدو .. ولا حاسين ..
وبنفس الوقت نطقو : غيثث؟ ' ندى؟
اي يعرفو بعض بالاشكال بس ماعرفو الاسماء وانكت لهم اللقى بسطح ومنادى ألقاب ، شهور مرت عليهم ما زارهم الفضول .. عشان يسألو عن اسماء بعض .. مستمتعين .. الغيث يناديها بحبيبة الليل والندى تر بنعم ياولد غيثة .. واخر ليلة جمعتهم ليلة امس لما قالت له عن خطتها وخطة اخوها سابر ، وانكتب نهار اليوم لقى ندى بـ قلبين ، لقاها بامه ولقاها بالشخص اللي سكن جوفها بعد مارفضته وندمت اشد الندم وصارت تستحي تقوله حبني من جديد .. باي وجه تقوله وهيا رفضته بالوجهة المليان ،
ابتسم غيث : ماتوقعت ياحبيبة الليل يكون لقانا ، اصطدام وكوب قهوهه يطير ع الملابس واعتذار ..
ندى لمعت عيونها : كيف اصارحك ان اللقى فيك ما حطيته من ضمن امنياتي .. من يأسي من الحياهه؟
اكتفى بالصمت وبقلبه نطق اعذب كلام خايف يواجهها فيه : لو الحضن حلال بشريعتنا كان حضنتك باوردة قلبي وخبيتك ..
اما ندى ماخلتها بخاطرها الشخص اللي احترمت بالمستشفى ويحميها من الاذى هو نفس الشخص اللي حبته وسلمت له قلبها من على السطح ..
بلا تردد ارتمت بحضنه وكأنها عرفت مُناهه ومرادهه وحقته بدون ماتضيع كثير من الوقت بالتفكير .. وصار لهم قلبين قلب ينبض داخل الصدر وقلب ينبض خارجة ، غيث ابتسم لما حس بذوبانه بين اياديها نسى المكان اللي فيه ونسى اخلاقه وحياهه ودينه وبادلها بحنية واسند راسه ، ياهه يالشعور .. لاتوصفه لا معاجم اللغة العربية ولا قاموس الانجليزية  .. ولا حتى لغت العجم .. شعور فوق الشعور .. قطع لحظتهم الممرضة لدن وبحدهه ابعتدهم عن بعض ووجهة الكلام لندى : بكل وقاحة جايه تتغزلي بدكتور وقدام الناس ،
كل من بالمستشفى وقف يناظر ، غيث تلفت ولاحظ احراج ندى ومو من عوايدهه يحرج او يجرح احد لكن لدن سببت بتفريقة من حضن غالي ما لقاهه الا عن طريق الصدفه ويمكن يكون بالغلط لان بسبب فرحة ، وبصوت هادي سحب غيث ندى بجنبه : وش العيب يوم ان زوجة تحضن زوجها؟ حتى لو قدام العالم اجمعين ما لك حق تتدخلي دامنا حليلين ع بعض ، وقفت ندى مصدومه والصدمه ع ملامحها وضحت .. اما لدن اعتلى ملامحها الصدمه من زواجه المفاجئ لكن  الخجل والخيبه والحزن والاحراج اكثر من هالصدمه ، وهيا كانت ناويه الليلة تحسمها وتعترف بحبها له بس شكل الله ماكتب هالحُب يخرج من قلبها ، رد احد المارين وكان شايب ويقصد بكلامه لدن  : الحياء يوم انك وقفتي بين زوجين ، وعطلتي شغل الدكاترهه واشغلتينا ، بتعاليم ناقصه ..
مشى وزاد احراجها ، ضاق المكان رغم اتساعه ركضت للحمامات تبكي .. بينما ندى لفت ع الغيث وبهمس واحراج : متى صرت زوجتك؟
نزل غيث لمستواها وعند اذنها : من اللحظة اللي عرضت عليك الزواج ورفضتي .. واردف بابتسامه ويمثل الصدمه : اما رفضتي؟ عبالي وافقتي؟
ضحكت ندى : لو وافقة حتعتبرها رفض؟
غيث : معادلة بسيطة عندي رفضتي يعني موافقه وموافقة يعني موافقة؟
ندى : لو تعيد السؤال واوافق؟
ابتسم غيث عرف مقصدها وكانها تقول له كرر مطلبك وبقول لك لبيه وابشر وتم بهدوء : قفلت عليه ولا بينعاد ، انكسر خاطري مرهه وشولهه اكسرهه الف مرهه..عشان امر تافه مقابلة رفض؟
ندى اكتفت بالصمت حست انه غرزها بسكين كاويه وحادهه وكسر امالها وبنى جدار عازل لقلبها بكلامه وكانه عيشها ذات الشعور اللي عيشته..
لما قالت لو تعيد السؤال ووافقت ..ماقالت جملتها الا وبنت بعدها لحظة يطلبها لزواج وتوافق ويدخلها احد الغرف ويضمها ويقول:اببعدك عن عيون الناس ..اخاف من فرط سعادتنا يحسدونا ..لكن هالحلم والخيال اختفى ..
ونبرهه مُختلفة تماماً نبرة فرحة بلحظة خيبه، او كسر خاطر بلحظة فرح تلخبط مشاعرها :بروح اشوف امي..
حس بحزنها وخيبته لكن مستحيل يتخلى عن كبرياءهه..
وتوجهة تركض تبي امها..وصلت امام باب الغرفه ..فتحت الباب .. ووقفت للحظات وركضت لها تحضنها وكانت امها تناظرها مو عارفه شيء وعيونها للباب ، ناظرتها ندى وبدموع مسكة وجه امها بيدها وصارت تبوس عيونها ، وجبينها وخدها وتضمها ، اشرت ندية ع يدها وكانها تقول فكيه ، وندى بل نيه صافيه كانت بتفكة صرخت الممرضة : لا .. شرسه ماتقدري عليها.،
ندى عصبة لما تكلمت ع امها وبحدهه : تراها امي .. وبعدين انا بتحمل مسؤوليتها ،
وفعلاً فكت الرباط من يدها وماهي الا لحظات ودفت ندية ندى وهربت لما شافت الباب ، جاهله ان اللي قدامها امها ..
لحقتها ندى وكم ممرضة وغيث لما شاف ندى تركض وطلعت برا المستشفى ، ووقفت بنص الشارع ، وشاء القدر تجي سيارهه مسرعه وتصدم ندية ..
اي ندى شافت امها شافتها ترتفع عن الارض وتطيخ وتلطخ لبس
المستشفى بدمها ، توقفت كل خلايا ندى وانقطع نفسها ، وقف غيث لما شاف ندى يناظر الحادث ويناظر صدمة ندى لحظات وصرخ ع طاقم المستشفى يسعفوها الى ان توصل سيارة الاسعاف .. ركضت ندى وضمتها بقوهه وبكت وهيا تضم وجه امها الملوث بالدم بين اياديها .. كانت تناظرها ندية رفعت يدها اليمين بصعوبة  ومسحت ع خد ندى وابتسمت وشوي شوي فقدت القوه ع يدها وطاحت .. شخص بصر نديه .. وانتقلت من دار فنيه الى دار ابديه .. صرخت ندى وضمتها ع صدرها : يييمماااااههه ..
ضربت ع خدها مو مصدقهه انها ماتت ، ما اكتمل القى ولا ينذكر الا بأقسى ذكرى ولا ضمتها امها ع صدرها .. ما شكت لها ولا سمعت صوتها .. بالقوهه ابعدوها المُسعفين .. وصارو ينعشونها .. ع امل لكن خاب الظن لما غطى المسعف ندية بالشرشف ونطق وقت الوفاهه واعلن الموادع ..
ندى مدت يدها الراجفه .. لكن ماقوت ع لمسها نطقت بحزن : كنتِ املي بهالحياهه ، وقفت تحت نظرات غيث اللي مو اقل من حزنها حاس فيها .. يمكن ماشاف وفاة امه بس عاش الفقد مرهه ، اما ندى مرتين ..
ندى تمشي بخطوات متثاقله ، وبلا شعور سلمت نفسها لشارع ،
وجلست بالخط .. صرخ غيث من جنونها وخاصة لما شاف السيارهه باتجاهها ، ركض لها وبلا شعور ضمها حاميها بروحه ، السيارهه لفت باتجاهه بعيد وصدمه بالعمود ، ابتعد عنها وبخوف وحدهه : مجنونه؟ فقدتي عقلك؟ في احد يجلس بوسط الشارع؟
كان يعاتب ويعاتب جاهل غياب وعي ندى من قوة الحزن نطقت : فقدت الحياهه مو عقلي ..
تلاشىء صوتها وفقدت الوعي وطاحت بحضنها ، شالها بسرعه وتوجه بها للمُسعفين ..

تنهدت من قلبي لين ارتعد سلسالي  Where stories live. Discover now