تنهدت من قلبي لين ارتعد سلسالي

البارت : ٥٩

اخذت نفس عميق وزفرته واردفت : وبعدين انا لما انخطفت ماشفتك صدقت اني لازلت بنت رغم حالتي النفسيه والجسديه ما اهتميت الا بسمعتك وسويت لي فحص وتأكدت ..
الدنيا دارت والحين انت مروج مخدرات ، والادله والفحوصات تثبت انك متعاطي كيف تبينا نصدقك ..
مسكتها سحر عشان تهدى لكن تفاجئت بعبق لما وقفت واردفت : لاتسكتيني ..
ناظرت محمد : شوفها تبيني اسكت عشان لا اجرحك وانت رغم كل شيد سوته لك لازلت تتهمها انها تكرهنا فيك؟ افعالك ماتقصر كرهتنا فيك وزياده ، يعني من وين القاها من تعاطيك وترويجك للمخدرات ولا اهمالك لنا ، ولا خيانتك لماما ولا زواجك واخونا اللي جاي بالطريق واحنا ماكنا بنعرف عنه .. حسافة لقب الاب عليك اي والله .. كنت جايه وانا مقرره انسى كل تعاملاتك معنا والطف عليك الجو ، لكن ماظنتي بظل ع قراري ، مثل ما تخاف ع سمعتك انا بعد بخاف سمعتي بما اني بصير محققه .. وش بيقول محققه وهي بنت مروج مخدرات وكل شوي طالعه من السجن؟
وقفت سحر وبدون حس صفقت عبق كف وبحده : اعتذري .. اعتذري ..
عبق دمعة عيونها : ماما ..
قاطعتها رحيق ببرود : اعتذري ياعبق عشان نخلص هالزياره ونرجع البيت ،
محمد بغصه : لهالدرجه ياعبق تكرهيني؟
عبق بكت : ما اكرهك انت ابوي ع عيني وراسي لكن انت ماخليتنا نشوف معنى الاب .. خالي نايف ياعاملنا افضل منك ماعمرك جلست معي ومسحت ع شعري بحنيه وسألت كيفني وكيف يومي .. غلاك بصدري ولا بنسى انك ابوي واعتذر ع قساوة كلامي خرج بوقت غضب وقهر .. لكن تذكر ماما ضحت اكثر منك فغلاها اكثر من غلاك .. هي ابوي وامي هي ارضي وسماي هي جنة وناري .. لو خيروني بيوم بينك وبينها اخترتها ثم اخترتك مثل ما وصي الرسول اول بالام ثلاث ثم الاب .. استودعتك الله والله يفرج همك ..
رمت كلامها وطلعت لحقتها رحيق ماتكلمت الم بطنها يادوب تداريه ..
سحر جلست بمقابل فيصل : الحق عبق ورحيق وانتظروني شوي واجي ..
لف فيصل وناظر ابوه : مع السلامه  ..
ابتسم محمد من بين دموعه : مع السلامه ياروحي ..
خرج فيصل وقفت سحر وبقت هيا ومحمد نطقت بغصه : بقلبي سؤال من شهور ودي اسألك اياهه .. مافكرت بيوم تحبني؟
ما اقدر اقول انك حبيتني لكن ع الاقل يمكن حاولت .. سألتك بالله جاوب بصراحه خلنا اليوم ننهي الجرح ونبدا بعلاجه باسرع وقت ..
محمد كان يراقب دموعها اللي انسابت ع خدها ، وغصتها ورجفة يدها خايف يقول لا ويشهد انهيارها ، واذا قال اي لاحظت كذبه اكتفى بالصمت هذا افضل حل بهالوقت الراهن ..
ضحكة سحر باستهزاء : غبيه اعرف الاجابه واسألك ، يمكن عشان كذا ما حبيتني معك حق ..
بلعت غصتها واردفت : قررت الانفصال ، الله معك اليوم انت بدرب وانا بدرب .. وعيالك اذا طلعت بيوم واعتبرتهم عيالك تقدر تشوفهم باي وقت ..
كانت بتمشي لكن مسكة محمد لـ معصم يدها وقفها ونطق : اسف سحر .. رغم الاسف مابيرمم كسر قلبك لكن انا اسف لان انتِ دايم واجهة غضبي ، كوننا مجبورين ع بعض بسبب عاداتنا وتقاليدنا والبنت لولد عمها انا نسيت انك انسانه ومجبورهه ..
قاطعته سحر : كنت مجبوره؟ وش عرفك يمكن حبيتك؟ انا يامحمد تعايش وقبلت بك زوج ما انكر انك مو مقصر معنا ماديناً
لكن كونك القريب البعيد محي كل شيء سويته لنا .. مابيدي شيء الان غير اقول تتهنى باللي اخذتك مني قبل تكون لي فمان الله ..
خرجت قبل يوقفها قبل تسمع شيء ممكن يرجعها له .. كسر قلبها وانتقمت باقسى عقاب هو ان المرء يكون حبيس اربع جدران ومظلوم ولا قادر يثبت براءته ، مسحت دمعتها وتصنعت الابتسامه لما شافت البنات وفيصل واضح عليهم الحزن ، ونطقت بتفكير : وش رايكم نروح البوليفارد؟
رحيق : احس بيهدى الم بطني اذا رحناهه؟
ضحكت عبق بضيق : عييارهه لكن محتاجين نغير جو ،
فيصل : خاطري العب بالعاب كثير والله بس مابيكفي  ١٠٠ ،
عبق بتفكير : بعطي كل واحد ٣٠٠ ولا اشوفكم زعلانين كذا ،
صرخو بحماس وضموها،
ضحكت سحر : اصه ترانا بالشارع ،
ركبو السياره .. والسعاده غامره قلوبهم نسو الحزن اللي كان بالسجن ..
وهنا تنتهي قصة محمد من حياة سحر ..
-
« الشرقيه »
جالسه قدام ابوها وبيدها العلاج : يبه تكفى ..
ساير كان يرفض ياخذهه لانه عارف ان هالعلاج مبدل وان بيوديه بداهيه ويدمر عافيته المتبقيه ..
طاحت دموع ندى وبغصه : باقي لي بتالدنيا انت ودك بعد تبعد؟ لهالدرجه بايعني يا يبه؟
اوجعته الكلمه هز براسه بـ لا ، اخذ العلاج من يدها وبلعها ، مابقى له من الدنيا شيء ماوده يودع الدنيا وبنته تظن انها ما لها قيمه بحياته ..
تقدم الغيث من ندى ومسح دموعها وباسها : تعبت اقول دموعك غاليه ياحبيبة الليل ..
اكتسى اللون الاحمر وجنتيها لما لاحظت ابتسامة ابوها وباحراج : غييث
لف لابوها : حلالي ياعم مابستحي منك وهي الحين حرم الغيث ،
ابتسم ساير ، ضربت ندي كتفه باحراج ..
قرب من اذنه وهمس : الساعه ١٢ اتمنى سندرلا ندى تقابلني بسطح القصر اذا تأخرتي بيزعل الامير غيث ..
وقف تاركها باحراجها ابتسم ساير رغم تعبه ودعى بخاطرهه : يارب اسعدها معه ..
ناظر ندي بمعني روحي معه لكن ندى رفضت : لا لازم اتأكد انك نايم ومرتاح ،
غمض عيونه ساير يمثل النوم ضحكة ندى : لا تحاول تضحك علي ..
ابتسم ساير عدلت بطانيته وراقبته الى ان نام ، لكن النوم داهم عيونها وغفت بجنب ابوها ..
الساعه 12:30 ..
فزت مرعوبه لما سمعت صوت شيء طاح بالمطبخ ، ناظرت الساعه وضربت ع جبتها لما تذكرت انها نست الغيث ، وقفت وتوجهت للمطبخ ثبت مكانها مصدومه من الغيث اللي جالس ع الارض يتألم .. ركضت له وجلست مقابله وبخوف : وش فيك؟
الغيث بقهر من الالم : كله عشان امشي بهدوء انعفطت رجلي والتوء كاحلي وطحت وظهري .. اهخ
جلست ندي وضحكة : وش حدك تمشيء بهدوء والبيت بيتك؟
ناظر الغيث ضحكتها وبحُب : اضحكي والله نسيت الالم ،
وقفت ندى وتحاول تسنده يوقف معها : اسفه غفيت ونسيت انك تنتظرني ..
وقف الغيث : انتظرك العمر كله وقفت ع هالنص ساعه ،
هزت راسها بيأس من غزله اللامتناهي ومشت وكانت متوجه لغرفتهم لكن وقفها غيث : نداي السطح ..
ناظرته ندى : لسه مصر؟
غيث بفرحه : في انسان بيضيع ليلة فيها قمرين؟ اكيد لا صح؟
ندى : اما في قمرين ..
غيث : نطلع ونتأكد ،
غيرو اتجاههم وطلعو السطح .. ابتسمت ندى لما شافت الفراش والمخدات : واضح بنعد النجوم ،
جلست وبجنبها الغيث ، تمددتت ورمت نفسها باهمال ع المخدهه الناعمه وناظرت السماء بتأمل بينما الغيث يتأملها قاطعت تأمله بحزن : لاتصدق اللي قال لك ان اليوم في قمرين مافي الا قمر ..
انسدح الغيث واخذ جواله وصور صوره من زوايه يظهر هوا وندى والقمر ثالثهم ،
تنهد وناظر الجوال : شوفي في قمرين ..
ندى : غيثث ..
قاطعها الغيث وبهيام : ياعيون غيث .. ياحلو اسمي بمنطوقك ..
ابتسمت وبخجل : حتى العصبيه ماتخليني اعصب ..
الغيث : وليه تعصبي؟ شوفي الصورهه "اشر ع القمر" هذا قمر الناس "ثم اشر ع صورتها" وهذا قمر الغيث .. وبكذا بالصوره قمرين .. بس الشي الحلو ان قمر الغيث شعرها الاسود سماء ملامحها وضياع الغيث بقربه من القمر والسماء ..
سحبت ندي يده وضمتها ع قلبها ، ابتسم غيث لما لاحظ دقات قلبها السريعه ، غمضت عيونها واكتفت بالابتسامه ضاعت والله ضاعت وكلامه كبير ع انها ترد عليه تستحي تخطي بكلمه ماتكون قد الكلام اللي قاله ، اخذت شهيق عميقق لمدة ١٠ ثواني ثم زفرته بهدوء عادت الحركه مرتين كمان ثم استجمعت قوتها ونطقت : ‏أ..أحبك زودٍ عن مسا البَارح ..